النظام يقفل مداخل العاصمة ومعلومات عن سيطرة الجيش الحر على المخافر الحدودية مع الأردن

تدمير 5 دبابات لقوات النظام في داريا واستمرار القصف والاشتباكات في معظم المناطق

جندي تركي أثناء دورية حراسة في مدينة سيلانبينار الواقعة على الحدود السورية أمس (رويترز)
TT

لا تزال العاصمة السورية في عين عاصفة المعارك بين الجيش الحر الذي يحقق تقدما ملحوظا، وبين القوات النظامية التي عمدت أمس إلى إقفال جميع مداخل دمشق، بينما لم يتوقف القصف والاشتباكات في معظم المناطق السورية. في حين وصل عدد قتلى البارحة إلى 46 قتيلا، كحصيلة أولية، بحسب لجان التنسيق المحلية.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيشين الحر والنظامي على الطريق التي تصل حي القابون جنوب دمشق بضاحية حرستا وعلى طريق كشكول والدويلعة وجسر الكباس وفي حيي القدم وكفر سوسة وبلدات بالغوطة بينها زملكا وعربين، وكذلك في محيط مطار المزة العسكري، كما نجح الثوار في تدمير 5 دبابات في داريا وقتلوا عددا من عناصر النظام.. وقال ناشطون إن الثوار هاجموا 13 نقطة تفتيش تابعة للجيش عند مداخل العاصمة، مما دفع القوات النظامية إلى إغلاق عدة مناطق لا سيما المؤدية للضواحي الشرقية والغربية والجنوبية.

وتحدث اتحاد التنسيقيات عن تحليق كثيف للطيران الحربي فوق دمشق وقصف على الغوطة الشرقية. وفي حين أفادت معلومات بأن عناصر الجيش الحر اقتحموا أحد المخافر على الحدود مع الأردن بينما انسحبت قوات النظام من ثلاثة مخافر أخرى وانشق العناصر في مخفر رابع، لم يؤكد العقيد عارف الحمود الخبر أو ينفيه، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «المعلومات الأكيدة هي أن اشتباكات عنيفة وقعت على الحدود الأردنية والنظام تكبد خسائر كبيرة»، مضيفا: «منذ 3 أشهر بعدما تحولت عمليات الجيش الحر من الدفاع إلى الهجوم، أصبحت كل الأهداف بالنسبة إلينا مشروعة، وعلى رأسها الحدود والمطارات، والأيام المقبلة ستشهد أخبارا أكثر إيجابية».

وفي ريف دمشق، أيضا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه شوهدت الطائرات الحربية تحلق في سماء مدينة دوما والغوطة الشرقية وتعرضت المناطق الواقعة بين مدينتي حرستا وعربين للقصف، لافتا إلى تعرض المنطقة الواقعة بين مدينتي حرستا وعربين وبساتين بلدة بيت سحم للقصف من قبل القوات النظامية بينما تجدد القصف على مناطق بمدينة داريا التي تشهد عملية عسكرية واسعة من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة على المدينة ومحيطها كما دارت اشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر عند أطراف مدينة الزبداني نجح خلالها الجيش الحر بالسيطرة على حاجز الكورنيش وإعطاب عدة آليات ثقيلة ومقتل ما لا يقل عن ثلاثة جنود من القوات النظامية.

وفي حين ذكرت معلومات صحافية، أمس أن آلاف العناصر من الجيش الحر قتلوا في داريا بعد قيام جيش النظام السوري برمي المنطقة بالطحين، الأمر الذي جعل هؤلاء يخرجون من مراكزهم لاعتقادهم أنه سلاح كيميائي ما سهل عملية قتلهم، نفى إسماعيل الداراني، عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، لـ«الشرق الأوسط» الخبر، مؤكدا في الوقت عينه نجاح الجيش الحر في تدمير 5 دبابات، ليصبح عدد تلك التي دمرت منذ بدء معركة داريا قبل شهر تقريبا، لغاية اليوم، نحو 60 دبابة بينما تم الاستيلاء على 15. مضيفا: «تغيرت أمس خريطة المعركة، التي تدور رحاها على مساحة 19 كيلو مترا، وتركزت على أوتوستراد جديدة داريا، حيث فندق الـ«فور سيزونز»، إذ وبعدما كانت ترتكز على 4 محاور أساسية، فتحت أمس جبهة الجنوب باتجاه أحياء المعضمية، وذلك في محاولة من قوات النظام لمنع الجيش الحر من الدخول إلى العاصمة.

وفي محافظة الرقة، نفذت الطائرات الحربية، بحسب المرصد، غارة جوية على مدينة تل أبيض الواقعة على الحدود السورية التركية والخارجة عن سيطرة النظام منذ أشهر، بينما تعرضت بلدات وقرى كفر زيتا والزكاة واللطامنة وسيجر بريف حماة للقصف من قبل القوات النظامية رافقه أصوات انفجارات في المنطقة. ودارت اشتباكات في ريف اللاذقية وعدد من قرى الجولان، وفقا لناشطين، بينما قالت شبكة «شام»، إن القصف تجدد أيضا على قرى غمام والسكرية والربيعة والمريج في ريف اللاذقية؛ حيث تعرضت قرية المريج للقصف أيضا.

وأفاد المرصد عن تعرض ناحية ربيعه وقرى الخضراء وغمام وسكرية للقصف من قبل القوات النظامية السورية ووردت معلومات عن اشتباكات دارت في المنطقة أسفرت عن سقوط جرحى بصفوف القوات النظامية. أما في إدلب، فقد تجدد القصف على بلدات بنين سرجة وشنان وفريكا وأريحا ودارت اشتباكات في بلدة الرامي بجبل الزاوية. كما نفذت القوات النظامية بحسب المرصد، غارتان اثنتان على مدينة معرة النعمان وبلدة حاس، كما تعرضت بلدتي كفر وما وكفر سجنة للقصف مما أدى لأضرار مادية وسقوط جرحى. وتعرضت بلدة احسم للقصف من الطائرات الحربية مما أسفر عن تهدم المنازل التي استهدفها القصف واشتعال النيران فيها وبمحيطها كما ألقت الطائرات الحوامة براميل متفجرة على قرية بينين.

ونفذت القوات النظامية في دير الزور حملة اعتقال واسعة طالت 300 شخص من منطقة الجورة بعد اقتحامها في موازاة تجدد القصف المدفعي على بلدة الخريطة ومعظم أحياء المدينة، ودارت المعارك في حي الرشدية بدير الزور وفي حيي الجبيلة والرشدية في حين تعرضت أحياء أخرى من المدينة للقصف من قبل القوات النظامية. وفي حلب، استهدف القصف المدفعي أحياء الحيدرية بستان الباشا وعلى بلدات جرابلس والراعي.