البحرين: ولي العهد يدعو القوى السياسية للحوار.. والمعارضة ترحب

في كلمة ألقاها في منتدى «حوار المنامة» قال فيها إن البحرين تتعافى من التحديات التي واجهتها

ولي العهد البحريني مع وليام هيغ في افتتاح المنتدى (إ.ب.أ)
TT

دعا الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي عهد مملكة البحرين، في كلمة ألقاها في منتدى حوار المنامة الثامن، القيادات السياسية وكذلك المرجعيات الدينية وعلى أعلى مستوياتها إلى نبذ العنف، مؤكدا على أن الحوار هو الحل الأمثل لأي خلاف، كما دعا إلى تهيئة للبدء في حوار يضم مختلف الأطراف في مملكة البحرين.

أمام ذلك رحبت قوى المعارضة الوطنية بالبحرين في بيان لها بدعوة ولي العهد، مشددة على أن أزمة البحرين أزمة داخلية، وقال بيان قوى المعارضة الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن قوى المعارضة ترحب بحوار له أجندته وآلياته وله مدى زمني محدد، وتعلن عن مشاركتها فيه على أن تطرح نتائجه في استفتاء شعبي.

وقالت قوى المعارضة البحرينية والتي تضم جمعيات المعارضة السياسية «الوفاق ووعد والإخاء والتقدمي والقومي والوحدوي» في بيانها «إننا منذ البداية رجحنا الخيار السلمي طريقا وحيدا لبلوغ الديمقراطية»، وأكدت ذلك في إعلانها مبادئ اللاعنف الذي صدر في 7 نوفمبر (تشرين الثاني) 2012.

وبالعودة إلى كلمة ولي العهد التي ألقاها في حفل افتتاح منتدى حوار المنامة الثامن، مساء أول من أمس والذي تنظمه المؤسسة الدولية للأبحاث الاستراتيجية ويختتم أعماله اليوم، وخصص المنتدى دورته الحالية لمناقشة القضايا المتعلقة بالأمن الإقليمي، فقد طالب فيها بإيجاد مخرج من الخلافات التي فرضتها التغيرات في المنطقة العربية بأقل ضرر على الجانب الإنساني.

وقال إن مملكة البحرين كان لها نصيب من التحديات التي تواجهها المنطقة وكان لذلك انعكاسات تسببت في انقسام المجتمع البحريني، كما تسببت في العديد من الجراح التي ما زالت البحرين تتعافى منها.

كما توجه ولي العهد بالشكر إلى عدد من الأطراف التي ساهمت في إخراج البحرين من الأزمة الأخيرة التي مرت بها، وعلى رأسهم دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وذلك على دعم مملكة البحرين في التصدي لأي تهديدات خارجية محتملة خلال الأزمة وحماية المنشآت.

وفي ذات الوقت أكد على أهمية الاستمرار في إصلاح وتطوير النظام القضائي في مملكة البحرين لإرساء دعائم الأمن، وذلك من خلال تدريب القضاة وتعديل وتطوير عدد من القوانين، والتطبيق المتكامل والعادل للقانون بما يتفق مع روح الدستور.

وقال ولي العهد إنه ليس أميرا للسنة فقط أو للشيعة فقط في البحرين وإنما للبحرينيين جميعا على تنوعهم، كما أكد على ضرورة الاستماع لصوت الغالبية العظمى من الشعب البحريني المتعايش مع بعضه البعض والذي يهمه أمنه ومستقبله.

ولفت ولي عهد مملكة البحرين إلى الخطوات المتقدمة التي أحرزتها المملكة في مجالات متعددة ووفق برامج إصلاحية وتطويرية، مؤكدا على أن أي جهة ترفض توجها معينا في التعامل مع الوضع أن تعي أن العنف ليس حلا، داعيا القيادات السياسية وكذلك المرجعيات الدينية وعلى أعلى مستوياتها إلى نبذ العنف ومنعه، لافتا إلى أن الحوار هو الحل الأمثل لحل أي خلاف، والسعي إلى بناء الجسور للبدء في حوار يضم مختلف الأطراف في مملكة البحرين، كما دعا الحكومات الغربية إلى اتخاذ دور متوازن مع جميع الأطراف في البحرين على غرار ما فعلته الحكومة البريطانية. بدوره، أكد الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير خارجية مملكة البحرين على هامش مشاركته في أعمال قمة الأمن الإقليمي الثامنة (حوار المنامة)، أن المسؤولين في البحرين لا يفوتون فرصة إلا ودعوا فيها إلى الحوار، وقال «الباب مفتوح وليس هناك شيء مخفي». وعن استجابة المعارضة للدعوات التي يطلقها المسؤولون البحرينيون لنبذ العنف، قال: «سمعنا من جانب عدد من الجمعيات السياسية أن هناك إعلانا ضد العنف أو ما سمي بـ(وثيقة اللاعنف)».

وقال إن ذلك الكلام يحتاج إلى إثبات وإنه قابل للتطبيق وأضاف قائلا «نريد أن نعمل مع بعضنا البعض من أجل أن ينجح»، وتابع قائلا «على من قال هذا الكلام أن يثبت أن هذا الكلام قابل للتطبيق».

وعن مدى قدرة البحرين ودول الخليج على مواجهة خطر حدوث انفجار في مفاعل «بوشهر» الإيراني والتعرض لإشعاعات نووية، أكد على استعداد البحرين التام لمواجهة أي أخطار أو كوارث نووية أو كيماوية.

وعبر وزير الخارجية البحريني عن تقديره للولايات المتحدة وبريطانيا على جهودهما مع قضايا البحرين، وقال إن الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا دول صديقة لمملكة البحرين وهم حلفاء تاريخيون، ومرت البحرين معهم بمراحل عديدة من التعاون والاتصال مع مختلف الأطراف.

وانطلقت أمس أولى جلسات اليوم الثاني من قمة الأمن الإقليمي الثامنة (حوار المنامة) تحت عنوان «الولايات المتحدة والمنطقة» وسط تزايد دعوات المشاركين إلى مزيد من التعاون الدولي والتنسيق الأمني الإقليمي في ظل زيادة التحديات في المنطقة والتي يأتي في مقدمتها مخاطر انتشار السلاح النووي وتنامي ظاهرتي التطرف والإرهاب.

وتناولت الجلسة الأولى تقييم العلاقة الاستراتيجية والتاريخية التي تربط بين الولايات المتحدة وشركائها على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتحدث في الجلسة كل من ويليام بيرنز نائب وزيرة الخارجية الأميركية، وجون ماكين عضو لجنة خدمات القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي، وتشارلز برجر عضو اللجنة المختارة الدائمة حول الاستخبارات بمجلس النواب الأميركي. وأكد ويليام بيرنز التزام بلاده باستمرار دعمها لمملكة البحرين لتقابل توقعات وتطلعات مواطنيها، معتبرا البحرين شريكا استراتيجيا وصديقا تاريخيا.

كما أشاد بما أنجزته البحرين من توصيات لجنة تقصي الحقائق، مبديا تفاؤله من استمرار البحرين في اتخاذ طريق ثابت هو التطوير والإصلاح المستديم بعيدا عن العنف ومشاركة جميع أطياف المجتمع بالحياة السياسية والاقتصادية لمستقبل أفضل.

بدوره، قال جون ماكين عضو لجنة خدمات القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي إن المنطقة تقف على مفترق طرق يحمل بين طياته مستقبلين بديلين مختلفين: أحدهما إيجابي وواعد، والآخر يتسم بالركود والصراعات والقتامة، وأضاف أن النسخة الثامنة من حوار المنامة تنعقد بعد تغييرات جذرية على مستوى المنطقة شهدت ربيعا عربيا أطاح بأربعة رؤساء، معربا عن أمله في أن يمر العام المقبل ويتم إضافة بشار الأسد إلى قائمة هؤلاء الرؤساء المخلوعين.