مصادر لـ «الشرق الأوسط»: شلح ألغى زيارته حتى لا يبدو سائرا في ركب مشعل

قيادة «الجهاد» في غزة لم يعجبها أن يبدو خلف زعيم حماس في التهدئة وفي الزيارة أيضا

TT

نفت مصادر فلسطينية مطلعة في غزة لـ«الشرق الأوسط» صحة ما نشر وتسرب من أن الأمين العام لحركة لجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح ونائبه زياد النخالة تراجعا عن زيارة غزة بسبب تهديدات إسرائيل بإلغاء اتفاق التهدئة، وقالت إن الأسباب الحقيقية غير مرتبطة بذلك بالمرة. وقالت المصادر إن «السبب أن قيادة الجهاد في غزة كان لها رأي آخر».

وكانت ثمة انتقادات قد وجهت لشلح بعد تصريحات أدلى بها في القاهرة بعد اتفاق التهدئة الأخيرة أقر فيها بأن حماس تشكل رأس حربة المقاومة واعتبر فيها أن مشعل يمثله في كل ما يقول. وقالت المصادر إنه «لم يرق للجهاد أن تبدو في ركب حماس وأن يظهر شلح كمن يلحق بمشعل».

ورافق إلغاء شلح لزيارته إلى غزة لغط كبير وتكهنات كثيرة. وأرجعت مصادر في الجهاد بداية السبب إلى تهديدات إسرائيلية بإلغاء اتفاق التهدئة واغتياله، بينما قالت مصادر أخرى إنه بطلب مصري حتى لا تنهار التهدئة وقالت ثالثة إنه بقرار من شلح نفسه. وجن جنون مناصري الجهاد أمس، عندما قال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في خطابه أمس إن أمرا ما منع شلح من الحضور، وإنه يمثله.

واعتبر مناصرو وعناصر الجهاد كلام مشعل تكذيبا لما نشر عن نية استهداف شلح إسرائيليا، من جهة، ومن جهة ثانية اتهاما له بالخوف أو الوجل أو غمزا في قناته.

ومثل هذه الاتهامات قرأها البعض في تصريحات لعضو المكتب السياسي لحماس، عزت الرشق، عندما قال، «تلقينا تحذيرات حقيقية من أن العدو يمكن أن يلغي التهدئة ويفعل أي شيء وأن العدو غير ملتزم بأي شيء، وقلنا فليذهب (بنيامين) نتنياهو وحكومته المتغطرسة إلى الجحيم، أبو الوليد قال إنه سيزور القطاع حتى لو استشهدت على أرض غزة». وأضاف، «لولا الظروف القصيرة والإجبارية لكنا بين أهلنا في قطاع غزة والضفة ومناطق 1948». وفي نفس الوقت، نفى موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، وجود أي ضمانات مصرية أو غيرها بعدم تعرّضهم للاستهداف الصهيوني بعد دخولهم قطاع غزة. وقال أبو مرزوق، الذي وصل إلى قطاع غزة برفقة مشعل، والرشق، «لا يوجد ضمانات إطلاقا من أي طرف، لحماية وسلامة قادة حماس»، موضحا أن «الزيارة إلى قطاع غزة تمت من دون أي ضمانات». وأضاف أن «التهديدات الصهيونية المتعلقة باستهدافنا خلال وجودنا في غزة، هي تهديدات لم تقتصر على الخارج الفلسطيني، بل طالت قادة في الداخل الفلسطيني أيضا، ونحن لا نخشى هذه التهديدات الصهيونية، فالعدو اغتال عدة قيادات في الخارج كما اغتال في الداخل».

ولفت أبو مرزوق النظر إلى أن «مسيرة الاحتلال في قتل الفلسطينيين في الخارج والداخل، طويلة وعميقة»، وقال «هذا عدو امتهن القتل، وأصبح القتل جزءا من طبيعته، بالتالي يجب علينا أن نعرف هذه الطبيعة ونتعامل معها».