مصدر فلسطيني: بقاء مشعل على رأس حماس بيده

مؤشرات كثيرة إلى بقائه بعدما سيطر على المشهد في القطاع.. والانتخابات ما زالت متوقفة

TT

قالت مصادر فلسطينية لــ«الشرق الأوسط» إن عودة خالد مشعل على رأس المكتب السياسي لحماس قد تكون مسألة وقت، وهي مرتبطة به شخصيا.

وبحسب المصادر، فإن عودة مشعل مطلوبة داخليا ومن دول عربية وإقليمية.

وتضغط دول مثل مصر وتركيا وقطر لبقاء مشعل على رأس حماس، ويبدو هذا توجه «الإخوان المسلمين» في مصر أيضا.

وأضافت المصادر أن «الضغوط على مشعل لم تتوقف يوما»، غير أنها نفت حسم هذه المسألة بعد، موضحة «أن الانتخابات الداخلية لحماس متوقفة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وبقيت كذلك». وأكدت المصادر أن الانتخابات لم تصل إلى مرحلة متقدمة لجهة حسم أسماء في المكتب السياسي أو رئيسه، لأنها توقفت مرات كثيرة لأسباب «خارجة عن الإرادة».

ووصل مشعل إلى غزة أول من أمس في زيارة وصفتها حماس بالتاريخية. واستقبل مشعل استقبال الأبطال، وسيطر على المشهد من دون منازع، حتى من أقرب منافسيه لرئاسة المكتب، في مؤشر مهم إلى مكانته داخل حماس. وتعززت مكانة مشعل بشكل كبير بعد الحرب الأخيرة على غزة، إذ اضطلع بدور رئيسي في الحوارات المتعلقة بالتهدئة، وكان قبلة المسؤولين من كل مكان. وأوضحت المصادر أن «الحرب الأخيرة والتغيير الكبير الذي طرأ على حماس، قد يقودان مشعل إلى التراجع عن قراره».

وكان مشعل قد أعلن قبل ذلك أنه لن يعود على رأس المكتب السياسي لحماس، لكنه في غزة تحدث بلغة أخرى، لغة رجل يرسم السياسات المستقبلية لحماس. وتحدث عن ثوابت حماس، وقال إنه «لا تنازل ولا تفريط بأي شبر من فلسطين، ولا شرعية للاحتلال ولإسرائيل مهما طال الزمن»، في خلاف صريح مع توجه القيادة الفلسطينية في رام الله. كما خالف الرئيس الفلسطيني بقوله إن التحرير يسبق الدولة.

ووعد مشعل بتحرير القدس، وزيارتها مع رام الله والخليل ونابلس، ويافا وصفد مرورا بالجورة (وهي البلدة التي تعود فيها أصول الكثير من قيادات حماس في قطاع غزة، من بينهم الراحل الشيخ أحمد ياسين مؤسس حماس، والراحل عبد العزيز الرنتيسي) وحمامة ويبنا وسلواد، منتصرا مع باقي شعبه، كما تعهد بالسير على طريق المصالحة وإنهاء الانقسام، والمضي على خطى المقاومين، وبالإفراج عن باقي الأسرى.

وكان مشعل وصف زيارته إلى غزة بالولادة الثالثة: «إن غزة في قلبي، وشاء الله أن أزورها وهي منتصرة، وزيارتي أعتبرها ولادتي الثالثة، الأولى عام 56، والثانية بعد فشل محاولة اغتيالي عام 97، واليوم هي الثالثة».

وعلى مسرح الانطلاقة الـ25 لحماس، قاطعت الأغاني والهتافات كلمة مشعل، وبثت أغنية «يا أبو الوليد يا مشعل مشوار ولازم يتكمل» مرارا.

ويملك مشعل داخل حماس «كاريزما» مختلفة، كما يحظى بقبول عند دول عربية وغربية وداخل حركة فتح التي شاركت لأول مرة في احتفالات إحياء ذكرى انطلاقة حماس.

ومن دون شك فثمة «كولسات» داخل حماس الآن. ولم يكن بيان عضو المكتب السياسي للحركة صالح العاروري الذي رافق مشعل إلى غزة أمس، في هذا الوقت بعيدا عن ذلك. وقال العاروري: «إن زيارة الأستاذ خالد مشعل ونائبه وأعضاء المكتب إلى غزة تأتي بعد انتصار تاريخي حققته المقاومة، وفي أجواء من العزة والكرامة والكبرياء»، معبرا عن أمله الكبير «في أن يستمر الأستاذ خالد مشعل في قيادة الحركة». وأردف: «عقب الانتصار الأخير للمقاومة في غزة، وفي الوقت الذي ينسحب فيه قادة الاحتلال من الحياة السياسية بسبب هزيمتهم، نأمل في أن يستمر قادة الانتصار، وعلى رأسهم الأخ خالد مشعل، في قيادة الحركة والمقاومة الفلسطينية نحو تحرير فلسطين والقدس».

ووصف العاروري «دخول القيادة الجديد» إلى غزة بالمختلف عن الدخول الأول. وقال موضحا: «الدخول الجديد للقيادة الفلسطينية ممثلة بقادة حركة حماس، جاء على عكس الدخول الأول للقيادة الفلسطينية، الذي جاء عقب اتفاقات سلام اعترفت بالاحتلال، وامتدت في مفاوضات استمرت لأكثر من 20 سنة استغلها الاحتلال في تهويد القدس ومضاعفة الاستيطان، وانتهت باغتيال الرئيس عرفات نفسه، فهو دخول بإرادة فلسطينية خالصة وعقب انتصار تاريخي مرغ أنف الاحتلال». وتابع القول: «بالتأكيد إن الانتصار الأخير ودخول قادة حماس لقطاع غزة سيشكل انطلاقة جديدة للعمل الوطني والمقاومة الفلسطينية نحو تحرير القدس وفلسطين».