جدد رئيس البرلمان العراقي أسامة عبد العزيز النجيفي دعمه لاستقلالية البنك المركزي كونه هيئة مستقلة مع التأكيد على ضرورة استكمال عملية التحقيق في مزاد العملة وتهريب نحو 200 مليار دولار من الأموال العراقية منذ عام 2004.
وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس البرلمان لدى استقباله محافظ البنك المركزي وكالة عبد الباسط تركي وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن النجيفي أكد «على ضرورة إكمال التحقيقات الجارية في موضوع البنك المركزي ودعم مجلس النواب على استقلالية هذه المؤسسة». كما أبدى النجيفي «استعداد البرلمان لتقبل أي تعديل قانوني يرتئي البنك المركزي إجراؤه». من جانبه: «طمأن محافظ البنك المركزي وكالة رئيس مجلس النواب على أعمال البنك التي أخذت تسلك طريق النجاح والدقة بعد بوادر السيطرة على سعر صرف الدولار وأسعار الفائدة وتعزيز أرباح البنك».
وفي وقت حذر فيه رئيس اللجنة الاقتصادية في البرلمان العراقي وعضو لجنة التحقيق في شبهات فساد البنك المركزي، أحمد العلواني، من تدخل الأمم المتحدة في قضية البنك المركزي لأن من شأن ذلك أن يفتح باب التدخل الدولي فقد نفى عضو اللجنة المالية في البرلمان العراقي الدكتور هيثم الجبوري أي إمكانية لمثل هذا التدخل. وكان العلواني قد أكد في تصريح صحافي أمس أن «وصول وفد من الأمم المتحدة للتحقيق في شبهات الفساد التي تحيط بعمل البنك المركزي العراقي سيفتح باب التدخل الدولي في شؤون العراق بهدف حماية أمواله، على اعتبار أن العراق ما زال تحت طائلة البند السابع». وأضاف العلواني: أن «اللجنة البرلمانية التي شكلت بعضويتي للتحقيق في شبهات الفساد في البنك المركزي، اكتشفت وجود وثائق وهمية تتعلق بتعاملات مزاد العملة في البنك»، نافيا أن «يكون محافظ البنك السابق سنان الشبيبي أو نائبه مظهر صالح متورطين في أي قضية فساد». وأوضح العلواني أن «اللجنة المسؤولة عن مزاد العملة في البنك المركزي هي التي يمكن أن تحاسب على سوء الإدارة»، معتبرا أنه «من غير المعقول أن تتعدد ملفات الفساد في العراق بهذه الطريقة، خصوصا أن شبهات الفساد التي تحوم حول صفقة السلاح الروسي والبنك المركزي، وغيرها من القضايا، شوهت سمعة العراق في الأوساط المالية الدولية».
لكن عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون وعضو اللجنة المالية البرلمانية هيثم الجبوري قال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الأنباء التي تحدثت عن تدخل الأمم المتحدة في مجريات التحقيق الخاصة بالبنك المركزي عارية عن الصحة تماما وأن العملية هي شأن عراقي بحت». وأضاف الجبوري: أن «وفدا من صندوق النقد الدولي وصل إلى العراق لغرض الاطلاع على مجريات التحقيق والاطمئنان على ما يجري من منطلق أن البنك المركزي العراقي مؤسسة مرتبطة بمؤسسات دولية»، مشيرا إلى أن «هذا لا يعني تدخلا وليس مسموحا التدخل». وردا على سؤال بشأن أين وصلت مجريات التحقيق؟ قال الجبوري، إن «التحقيق في مزاد العملة انتهى، وإن نائب المحافظ سلم نفسه للسلطات بينما لا يزال موقف المحافظ سنان الشبيي غامضا، حيث إنه يعلن أنه ينوي العودة ولكنه لا ينفذ». وأشار إلى أن «الشبيي ومن خلال التصريحات التي ظهر فيها في وسائل الإعلام يتخبط ولا يعرف ما يريد فضلا عن أنه لم يكن يعرف الكثير من الأمور والحقائق الخاصة بالبنك بعكس ما تظهره الدعاية بوصفه خبيرا لا يشق له غبار». وأكد الجبوري أن «عمل البنك المركزي مسيطر عليه الآن وحجم التحويلات معقول جدا ونحن نراقب ما يجري بشكل سليم».