برلسكوني يعلن للمرة السادسة ترشحه لرئاسة الوزراء في إيطاليا

قال إنه باشر اتصالات مع أوساط الأعمال والرياضيين والأكاديميين لخوض الانتخابات

TT

بعد شهر ونيف من إعلانه أنه لن يترشح لرئاسة الوزراء في إيطاليا، أكد سيلفيو برلسكوني، أمس، عودته إلى الحلبة السياسية مع عزم كبير على «الفوز»، وذلك بعد عام من تسليم زمام الأمور لحكومة اختصاصيين برئاسة ماريو مونتي. وقال برلسكوني (76 عاما)، للصحافيين عند مدخل نادي ميلان لكرة القدم الذي يملكه «أعود إلى الساحة لأفوز».

وبذلك، وضع رئيس الوزراء السابق حدا لتكهنات حول إمكان ترشحه استمرت شهرا كاملا، بعد أيام من إحجام حزبه لمرتين عن التصويت على مشاريع قوانين تقدمت بها حكومة مونتي. وكان برلسكوني أكد مساء الأربعاء الماضي أن أنصاره يلحون عليه للعودة، مضيفا أنه يريد إنقاذ بلد «على حافة الهاوية» يعاني البطالة وتفاقم الديون. وهكذا يكون برلسكوني قد وضع حدا للدعم الذي أبداه معسكره منذ عام لحكومة مونتي، في إطار تحالف قسري وغير مسبوق مع يسار الوسط. وقال أيضا «أثبتنا مسؤولية كبيرة، وخلال عام دعمنا هذه الحكومة عبر السعي إلى تصحيح التدابير التي لم تقنعنا. لكننا أكدنا أيضا أن اعتماد سياسة تقشف في اقتصاد لا ينمو سيؤدي إلى خسائر». وأضاف أن «كل الأرقام تراجعت عما كانت عليه قبل عام»، موضحا أن حزبه سيصوت على المشاريع قيد الدرس في البرلمان، بدءا بقانون الموازنة حتى انتهاء الولاية التشريعية في الربيع المقبل.

لكن حزب برلسكوني «شعب الحرية» على شفير انقسام بين المعتدلين والجناح اليميني. وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد «إس دبليو جي» أخيرا أن نسبة الأصوات التي سيحصدها في الانتخابات المقبلة لن تتجاوز 13.8 في المائة، بعدما كان حقق نسبة 38 في المائة عام 2008. وأعلن برلسكوني أن حزبه سيعقد اجتماعا (اليوم) الأحد، لافتا إلى إجراء اتصالات مع حليفه السابق حزب رابطة الشمال الشعبوي.

ويوم أمس أيضا، رفض رئيس الوزراء السابق انتقادات زعيم يسار الوسط بيار لويغي بيرساني، بعدما وصفه بأنه «يفتقر إلى المسؤولية»، وقال «يبدو أن بيرساني بدأ الحملة الانتخابية منذ الآن». واختير بيرساني مرشحا إثر الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديمقراطي، وترجح استطلاعات الرأي فوزه بفارق كبير في حال إجراء انتخابات تشريعية في الربيع المقبل. وتركت هذه الانتخابات التمهيدية صدى طيبا في إيطاليا والخارج، على وقع مقارنة المراقبين بين يسار وسط يعيد بناء صفوفه ويمين وسط مشرذم.

وقبل شهر فقط، كان برلسكوني أعلن أنه لن يترشح لمنصب رئيس الوزراء. لكن يبدو أن يمين الوسط يفتقر إلى شخصية نافذة تقوده. وعلق برلسكوني مبررا عودته إلى الساحة السياسية «كنا نحتاج إلى قيادي على غرار برلسكوني عام 1994، لكننا لم نجده». وأكد أنه يريد ترشيح «العديد من الوجوه الجديدة»، موضحا أنه باشر اتصالات في أوساط رجال الأعمال والرياضيين والأكاديميين.

وعلق الكوميدي بيبي غريلو، الذي يترأس حركة «خمس نجوم» المناهضة للأحزاب، على مدونته «أنت مجددا؟ ينبغي ألا نلتقي بعد اليوم». وقال جانفرانكو فيني، الحليف اليميني السابق لبرلسكوني «لا يمكننا الاستمرار في الشعبوية والديماغوجية والأوهام». أما زعيم حزب «يو دي سي» الوسطي فرديناندو كاسيني فاعتبر أن «الإيطاليين يضحون منذ عام لتفادي السقوط في هاوية على الطريقة اليونانية، وها هو برلسكوني يريد إعادتنا خمسة أعوام إلى الوراء»، في حين منح مونتي «إيطاليا حدا أدنى من الصدقية».

وفي ذروة الأزمة التي شهدتها الأسواق الأوروبية، اضطر برلسكوني إلى التنحي قبل عام تاركا زمام الأمور بين يدي حكومة ماريو مونتي لمواجهة الأخطار المالية التي تهدد إيطاليا. وتشهد إيطاليا انتخابات تشريعية في ربيع 2013، وهي المرة السادسة التي يترشح فيها برلسكوني رسميا لرئاسة الوزراء.