ائتلاف الأحزاب والقوى الإسلامية بقيادة الإخوان يرفض تأجيل استفتاء الدستور

الشاطر يطل على الساحة السياسية مهاجما المعارضة.. وبديع يتحدث عن فساد وإجرام

المرشد العام للاخوان المسلمين في مصر محمد بديع يلقي كلمة في مقر الحزب بالقاهرة أمس (أ.ف.ب)
TT

فيما بدا اصطفافا إخوانيا سلفيا غير مسبوق لدعم الرئيس المصري محمد مرسي، عقد المرشد العام لجماعة الإخوان مؤتمرا صحافيا صباح أمس، بينما أطل نائبه خيرت الشاطر الذي آثر الغياب عن المشهد السياسي في البلاد طوال الفترة الماضية في مؤتمر صحافي عقدته القوى الإسلامية أمس أيضا، أعلنت فيه تأييدها لإجراء الاستفتاء في موعده مستبقة بذلك نتائج الحوار الوطني الذي بدأته مؤسسة الرئاسة.

وأعلن ائتلاف الأحزاب والقوى الإسلامية الذي يضم 13 تنظيما بينها جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب والقوى السلفية، رفضه تأجيل الاستفتاء على مشروع الدستور المقرر في 15 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

وأكد بيان لهذه القوى تلاه نائب المرشد العام للإخوان المسلمين خيرت الشاطر في مؤتمر صحافي «ضرورة إجراء الاستفتاء على الدستور في موعده دون تعديل أو تأجيل».

ووقع بيان الائتلاف 13 حزبا وحركة إسلامية بينها بالخصوص الإخوان المسلمون وحزب الحرية والعدالة المنبثق عنها وحزب النور والدعوة السلفية والجماعة الإسلامية.

وحذر الائتلاف «المتلاعبين بإرادة الشعب من محاولة اغتصاب الدولة أو الانقلاب على الشرعية»، مضيفا: «إن كل الخيارات مفتوحة أمام القوى الإسلامية للحفاظ على الشرعية ومؤسسات الدولة المنتخبة».

وشن الشاطر الذي يعتقد معظم المراقبين أنه يملك تأثيرا كبيرا في القرارات التي تخرج من الرئاسة، هجوما حادا على قوى المعارضة. وقال خلال مؤتمر القوى الإسلامية بمقر الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بمدينة نصر إن «هناك من يخطط للفراغ السياسي والفوضى، وجر الجماعة لمعارك جانبية»، مضيفا أن «معركتنا كإسلاميين ليست معركة مقرات أو طوب، ولكن دعم وحماية الشرعية».

وكانت مقار الإخوان في عدد من محافظات الجمهورية قد تعرضت لهجوم من قوى معارضة للإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي الشهر الماضي، وحصن فيه قراراته من الطعن عليها.

وقال الشاطر إنه «يعلم جيدا أن هناك من يريد شل حركة الرئيس وإسقاط مؤسسات الدولة»، مضيفا أن معارضي الرئيس لا يتجاوزون الـ30 ألف متظاهر، وأن الجماعة لن ترضى أن تسرق الثورة مرة أخرى، وتابع: «لن ننجر إلى الفتن والأقباط شركاؤنا في الوطن»، واعتبر نائب المرشد أن مشروع النهضة، المشروع التنموي الذي تتبناه جماعة الإخوان المسلمين، يحتاج لمزيد من الاستقرار السياسي لتطبيقه.

وكشف الشاطر عن وجود معلومات لدى الإخوان من كواليس البرامج الفضائية تم تسجيلها على الهواتف الجوالة لحوارات بين قيادات لم يسمها لإسقاط الدكتور مرسي بعد 3 أو 4 شهور، موضحا في كلمته أمام الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح أن الإخوان لا يعلقون «شماعتهم» على الإعلام من فراغ ولكن من منطلق معلومات حقيقية.

وأضاف أن مصادر مختلفة كالإخوان وقوى إسلامية عدة رصدت لقاءات دولية وإقليمية وداخلية من أجل انتشار الفوضى في مصر عقب الثورة. وتابع: «ولو فشل إرباك الثورة، فيجب إرباك القوى التي ستحكم».

ودأبت قيادات إخوانية خلال الأسابيع الماضية على مهاجمة قنوات فضائية وصحف خاصة مملوكة لرجال أعمال مصريين. كما حاصرت حشود إسلامية منذ أول من أمس مدينة الإنتاج الإعلامي بحي 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة المتاخمة للعاصمة المصرية، وأعلنت اعتصامها مطالبة الرئيس مرسي بتطهير الإعلام.

وأعلن الائتلاف، الذي يضم جماعة الإخوان المسلمين وجماعات إسلامية أخرى، عن انعقاده بشكل دائم، لبحث الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد.

من جانبه، دعا مرشد جماعة الإخوان المسلمين، الدكتور محمد بديع جميع القوى السياسية إلى التبرؤ من العنف، وقال بديع خلال كلمته بمؤتمر للجماعة في مقر المركز العام للإخوان المسلمين أمس إن 8 قتلى جميعهم من الإخوان سقطوا خلال أحداث قصر الاتحادية الأربعاء الماضي، موضحا أن 28 مقرًا للجماعة وحزبها تعرضت للاعتداءات والحرق في جميع أنحاء المحافظات خلال الأيام الماضية خلافًا للمركز العام وجريدة الحرية والعدالة الناطقة باسم الحزب.

وقال بديع في مقر الإخوان المسلمين في القاهرة إن «الذين لا يريدون النزول على رأي الشعب ندعوهم إلى المصالحة والحوار وأن نحتكم إلى الشعب المصري».

وأضاف: «بفضل الله سنعلي مصلحة مصر على كل المصالح، كل ما ترون يهون في سبيل أن تعود مصر إلى الاستقرار والعودة إلى الحوار».

وتابع: «أقول للكل، إياكم أن يكون هناك عندكم بغض للإخوان ينسيكم مصلحة مصر، اغضبوا منا اكرهونا كما تشاءون ولكن حكموا العقل، وحدة مصر لا تحتمل ما يحدث الآن».

واعتبر أن «المشهد الذي يحدث في مصر الآن ليس هو الذي يعبر عن مصر»، مدافعا عن جماعة الإخوان ومؤكدا أنها تبنت دوما «الحوار وسيلة واحدة للتعامل مع المعارضين».

وكان المرشد العام للإخوان يرد على الاتهامات الموجهة لجماعة الإخوان المسلمين، خصوصا من الناشطين الشباب المعارضين، باستخدام العنف لفض الاعتصام أمام قصر الرئاسة الأربعاء الماضي مما أدى إلى اشتباكات دامية أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة مئات آخرين.

غير أن بديع اتهم متظاهرين معارضين بإحراق 28 مقرا للجماعة في أنحاء مختلفة مؤكدا أن ثمانية من أعضائها قتلوا في اشتباكات في عدة محافظات.

وقال إن «ما يحدث ليس معارضة إنما فساد واستبداد وإجرام أنتم شهود عليه الآن، هذه جرائم ليست خلافات في الرأي وليست معارضة».

وشدد على أن «هذه جرائم وليست خلافات في الرأي وليست معارضة»، داعيا «كل القيادات السياسية إلى أن تتبرأ من القتلة والمخربين».

وأوضح بديع أن رئيس حزب الحرية والعدالة سعد الكتاتني «سيشارك في الحوار» الذي سيجريه الرئيس المصري محمد مرسي السبت «مع لجنة الحكماء».

وتساءل بديع أمس ردا على اتهام المعارضة له بأنه هو منْ يحكم مصر: «هل أنا رجل يحكم مصر؟ مقره يحرق ويعتدى عليه؟! أرجو أن تردوا أنتم، وأحذر من أن الله قال (إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون)». وتابع: «نحن لا نؤدي دور مؤسسات الدولة، ولكن ندافع عنها ضد من يريدون تخريبها، ونضحي بأنفسنا ونساعد الأجهزة الأمنية».

وأعرب بديع عن أمله في أن يتم تغليب المصلحة العامة للبلاد، مطالبا بالقصاص من القتلة، ومؤكدا «وراء ما يحدث في مصر مصالح وأموال لا تريد أن تستقر الأوضاع في مصر».

وميدانيا قام المتظاهرون بميدان التحرير صباح أمس بإغلاق مجمع المصالح الحكومية بالتحرير باستخدام الأسلاك الشائكة ردا على قيام الإسلاميين بمحاصرة مبنى المحكمة الدستورية العليا ومدينة الإنتاج الإعلامي، وتدفق اليوم المئات من المتظاهرين على ميدان التحرير، يأتي ذلك بينما أفرجت السلطات المصرية عن المقبوض عليهم في أحدث الاتحادية الأخيرة. إلى ذلك، تجمع العشرات من المتظاهرين منذ قليل أمام قصر الاتحادية، مرددين هتافات مناوئة للنظام، هذا بينما تجمع المئات من مؤيدي الرئيس محمد مرسي، ظهر أمس أمام مسجد رابعة تأييدا لقرارات الرئيس، ولحماية الشرعية الدستورية، على حد وصفهم.

وفي مدينة الإنتاج الإعلامي تواصل الاعتصام الذي أعلن عنه عدد من أنصار المرشح الرئاسي السابق الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل أمام مدينة الإنتاج الإعلامي تزايدًا ملحوظًا بعد توافد عدد من المتظاهرين صباح أمس السبت على مقر الاعتصام، وشكل المعتصمون لجانًا شعبية بمحيط الاعتصام مما أدى إلى وقوع بعض المناوشات والاحتكاكات بين أفراد تلك اللجان وبعض العاملين بمدينة الإنتاج الإعلامي أثناء دخولهم للمدينة وذلك لمطالبتهم بإبراز هوياتهم وتفتيشهم.