ابن كيران يتهم حزب «الأصالة والمعاصرة» برغبته في العودة إلى التحكم في البلاد

الحكومة المغربية تطلق حملة إلكترونية للتبليغ عن الموظفين المتغيبين

TT

اتهم عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية، حزب الأصالة والمعاصرة المعارض بـ«استعمال أساليب المكر والخداع والمؤامرات وتوظيف بعض الصحف والإذاعات» لتسفيه عمل حكومته التي لم يمض سوى عام واحد على تشكيلها، كما اتهم الحزب برغبته في العودة من جديد إلى التحكم في البلاد.

وجاء ذلك خلال الجلسة الشهرية المخصصة لمساءلة ابن كيران في مجلس المستشارين (الغرفة الثانية للبرلمان) التي عقدت الليلة قبل الماضية، الأمر الذي دفع نواب الحزب إلى الانسحاب من الجلسة، حيث اعتبر حكيم بن شماس، رئيس فريق الحزب في المجلس أن ابن كيران يتعامل بديكتاتورية مع النواب ويخلط بين موقفه الحزبي وصفته الحكومية.

وتعد هذه المرة الثانية، وفي ظرف أسبوع، التي ينتقد فيها ابن كيران وبشدة حزب الأصالة والمعاصرة الذي أسسه فؤاد عالي الهمة، صديق العاهل المغربي الملك محمد السادس، إذ سبق لابن كيران أن وجه انتقادات لاذعة لنواب الحزب الجمعة الماضية خلال الجلسة الشهرية المخصصة لمساءلته، في مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان) وقال إنه سيستمر في مواجهتهم ولن يخاف منهم ما داموا يهاجمونه.

وكان ابن كيران يعقب على ما جاء في مداخلة أحد نواب حزب الأصالة والمعاصرة في مجلس المستشارين، خصصت لمناقشة موضوع الأمن الغذائي، الذي قال إنه يخشى أن تؤول الأمور في المغرب إلى ما هو عليه الوضع في مصر حاليا، حيث المعارضة والأغلبية معا في الشارع.

وفي هذا السياق، قال ابن كيران إن ما يحدث في مصر كان يريد البعض تطبيقه في المغرب قبل الحراك السياسي، لذلك فهذا الحزب لن يسمح له المغاربة بالعودة لأنهم لم يعودوا يخافون، مضيفا أن «الرجوع إلى التحكم انتهى».

وأضاف ابن كيران أن «أكبر خطر يهدد البلاد ليس الأمن الغذائي، بل هذا النوع من الأشخاص الذين كانوا بالأمس القريب بإمكانهم التحكم في البلاد وزج بمن يشاؤون في السجن، وهم من دفعوا الناس إلى التظاهر في الشارع في 20 فبراير (شباط)، والمغاربة لم يطالبوا بسقوط الملكية، بل الوقوف في وجه الفساد والاستبداد». وزاد قائلا: «إذا كنتم تعتقدون أنه بالمناورات والمؤامرات وبعض الصحف والإذاعات ستغلبوننا فلن تغلبوننا».

وفي السياق ذاته، انسحب نواب الفريق الفيدرالي، ممثلو الفديرالية الديمقراطية للشغل، وهو اتحاد عمال موال لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض، في بداية الجلسة، وذاك احتجاجا على ما قال إنه تضييق على المسيرات الاحتجاجية للنقابات، وتشبثت الحكومة بالخصم من رواتب المضربين، إلا أن ابن كيران أعاد التأكيد على أنه لا تراجع عن قرار الخصم من رواتب الموظفين المضربين، وكذا التوظيف المباشر للعاطلين، وهي إجراءات قد تكلف الحكومة شعبيتها، إلا أنه «غير مستعد لمسايرة هذا الانحراف حرصا على المال العام» حسب تعبيره.

وفي سياق ذي صلة، أطلقت الحكومة المغربية خدمة إلكترونية تحت اسم «أوقفوا الغياب»، من أجل التبليغ عن الموظفين المتغيبين عن العمل بصفة غير مشروعة في الإدارات الحكومية والبلديات.

وقال عبد العظيم الكروج، الوزير المكلف بالوظيفة العمومية وتحديث الإدارة أن غياب الموظفين بطريقة غير مشروعة يعتبر نوعا من «الريع» داخل الإدارات الحكومية، وأن مثل هذه السلوكيات «من شأنها الإخلال بواجبات الموظف تجاه المواطن وتسيء إلى صورة الإدارة المغربية».