مقتل 4 طلاب سودانيين في ظروف غامضة والمعارضة تتهم الحكومة باغتيالهم

اختفوا بعد اقتحام الأجهزة الأمنية لمقر الجامعة

TT

بلغ عدد ضحايا أحداث العنف التي شهدتها جامعة «الجزيرة» وسط السودان، والمنحدرين من إقليم دارفور المضطرب إلى 4 قتلى.

واتهمت رابطة دارفور الأجهزة الأمنية بتصفية 4 من طلابها عثر عليهم تباعا أمس الجمعة غرقى في ترعة على الناحية الشرقية الشمالية من مقر الجامعة التي تقع بوسط السودان.

وذكرت الرابطة في بيان صحافي حصلت عليه «الشرق الأوسط»، أن الطلاب الأربعة اختفوا منذ الخميس الماضي عقب اقتحام الأجهزة الأمنية لمقر الجامعة لفض اعتصام نفذته الرابطة احتجاجا على إلغاء قرار إعفائهم من الرسوم الدراسية.

وقال البيان إن الطلاب كانوا معتقلين عند الأجهزة الأمنية.

بينما ذكرت الشرطة في بيان صحافي أنها عثرت على جثتين لطالبين بجامعة الجزيرة غارقين في ترعة قبل أن تعثر على جثتين إضافيتين مساء أمس، وأوضحت أن تحرياتها لا تزال مستمرة.

وقالت في البيان إنه ظاهريا لا يوجد ما يشير إلى تعرض المتوفين لأي نوع من الاعتداء، وتم تسليم الجثمانين للمشرحة بأمر النيابة لمعرفة سبب الوفاة، وأن تحرياتها مستمرة لكشف تفاصيل الحادث.

وذكر مجلس عمداء الجامعة في بيان صحافي أنه قرر عقب اجتماعه الطارئ تعليق الدراسة في جميع كليات جامعة الجزيرة ومعاهدها ومراكزها بمختلف مستويات الدراسة.

وقال شاهد عيان إن المئات من طلاب الجامعة تجمهروا منذ الصباح أمام مشرحة مستشفى مدينة ود مدني، حيث مقر الجامعة، وسط انتشار أمني كبير.

وأضاف الشاهد أن الجثث لم تشرح حتى السادسة مساء لمعرفة أسباب الوفاة؛ لعدم وجود اختصاصي تشريح بالمشفى، وأن الطلاب لم يعرفوا إن كانت الجثث ستنقل للعاصمة الخرطوم لتشريحها أم لا.

وتبعد الخرطوم نحو 200 كيلومتر عن مدينة ود مدني حيث مقر الجامعة.

ودعت رابطة طلاب دارفور كل طلاب الجامعة والقوى السياسية والمواطنين للمشاركة في تشييع الطلاب في مقابر المدينة صباح الأحد.

ونفذ عدد من الناشطين وقفة احتجاجية بالخرطوم عصر أمس بالقرب من مقر حركة القوى الجديدة (حق)، قبل أن تعترضهم الأجهزة الأمنية وتلقي القبض على خمسة منهم، حسب بيان صحافي صدر عن مجموعة «التغيير الآن»، وتضم عددا من شباب القوى السياسية والناشطين الحقوقيين، والمعتقلون هم «ليمياء شرفي، وغازي الريح الشاذلي، ونهال الريح الشاذلي، الصافي إبراهيم الصافي، وأحمد بدري إلياس».

وصدر قرار رئاسي في عام 2006 يقضي بإعفاء كل أبناء دارفور في كل الجامعات السودانية من الرسوم الدراسية، لكن وزارة التعليم العالي أصدرت في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي قرارا بإعفاء الطلاب الذين جلسوا لامتحانات الشهادة الثانوية من داخل معسكرات النازحين واللاجئين فقط، على أن يدفع باقي طلاب الإقليم الرسوم أسوة بغيرهم من الطلاب.

ودعا حزب الأمة القومي المعارض في بيان إلى رص صفوف الشعب لوضع حد لتصرفات نظام حكم الرئيس البشير وإسقاطه باعتباره سببا في تدهور الأوضاع السودانية على الصعد كافة، وإقامة دولة الحرية الديمقراطية مكانه.

إلى ذلك ذكر شهود أن قوات الأمن حاصرت المركز العام للحزب الشيوعي السوداني وفرضت طوقا أمنيا حوله.

ودعا طلاب وناشطون في جامعات ومناطق مختلفة من البلاد للتظاهر احتجاجا على مقتل الطلاب في الوقت الذي تصاعدت فيه الدعوات لعصيان مدني وانتفاضة شعبية لإسقاط نظام الرئيس البشير.

وكانت مظاهرات شعبية نادت بإسقاط النظام في شهري يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) الماضيين، بيد أن السلطات قمعتها بقوة، بيد أن الصوت المطالب بإسقاط حكومة الرئيس البشير تجاوز معارضيه إلى أنصاره، ونشطت مجموعات إصلاحية منتمية للحزب الحاكم في الدعوة لتغيير نظام الحكم الذي وصفته بـ«الفاسد» عقب اعتقال مجموعة من العسكريين بقيادة رئيس جهاز الأمن السابق، واتهمتهم بالتدبير لما أطلقت عليه محاولة «تخريبية».