مقاتلون يسيطرون على جزء من قاعدة بحلب ويوقفون قصفها خشية من أسلحة كيماوية

أنباء عن انشقاق 9 قضاة في إدلب

مقاتلون من الثوار السوريين يستريحون بعد السيطرة على جزء من قاعدة «الشيخ سليمان» في حلب أمس (أ.ف.ب)
TT

توجهت الأنظار أمس إلى محافظة حلب، شمال سوريا، حيث أعلن مقاتلون معارضون للنظام السوري وقف قصفهم على قاعدة الشيخ سليمان، بريف حلب الغربي، بعد أن تمكنوا من محاصرتها والتقدم فيها والسيطرة على مراكز عدة، خشية أن يكون «مركز الأبحاث العلمية» مرتبطا ببرنامج السلاح الكيماوي. وجاء هذا التطور في يوم دام آخر قتل فيه أكثر من 70 سوريا في أنحاء البلاد في قصف واشتباكات.

وأوضح النقيب عبد السلام عبد الرزاق، المنشق عن مرتبات «إدارة الحرب الكيماوية» في الجيش السوري النظامي، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أمس، أن «مركز الأبحاث العلمية مجاور تماما لقاعدة الشيخ سليمان للدفاع الجوي»، مؤكدا أنه «يتبع مباشرة لمركز الأبحاث العلمية الرئيسي في المسلمية، شرق حلب، والذي تنحصر مهمته بإجراء الأبحاث وتطوير الدراسات حول السلاح الكيماوي». وأكد أن «مركز المسلمية أجرى أبحاثا حول الأشعة الكيماوية قبل شهرين تقريبا».

وقال عبد الرزاق إن «المخاوف من استخدام النظام السوري مواد كيماوية هي في مكانها، لا سيما بعد التحذيرات الدولية على مستويات رفيعة، والتي لما كانت لتصدر لولا وجود دلائل أكيدة على نية استخدام السلاح الكيماوي»، مؤكدا أن «القوات النظامية باشرت أخيرا استخدام مواد محرقة كـ(الترميت)، وهي مواد ليست بكيماوية لكنها محرمة دوليا».

وكان الشيخ عزام الجمر، أحد قادة الكتائب المقاتلة، قد أشار، وفق ما نقلته عنه وكالة الصحافة الفرنسية، إلى أن «هناك احتمالا بوجود أسلحة كيماوية داخل الكتيبة ولو أننا لسنا متأكدين من ذلك تماما»، في حين أشار مقاتلون ميدانيون إلى أن «الهجوم الحاسم على القاعدة الذي كانوا يتوقعون القيام به نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) تم إرجاؤه بسبب احتمال وجود مثل هذه الأسلحة أو مواد سامة داخل الكتيبة».

من ناحيته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتقدم مقاتلي المعارضة السورية داخل قاعدة الشيخ سليمان العسكرية، والمحاصرة منذ أسابيع، وقال إنهم استولوا على أربعة مراكز عسكرية فيها، بينما فر عشرات الجنود النظاميين من هذه المراكز إلى مركز قريب للبحوث العلمية. وأشار في بيان إلى أن «مقاتلين ينتمون إلى كتائب عدة ذات توجه إسلامي سيطروا على ثلاث سرايا ومركز القيادة في الفوج 111 في منطقة الشيخ سليمان، بعد اشتباكات عنيفة». وأشار مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إلى أن «المسلحين المعارضين لم يجدوا جنودا في المراكز التي استولوا عليها»، لافتا إلى أن «خمسة جنود نظاميين تم أسرهم، أفادوا بأن نحو 140 جنديا فروا من هذه المراكز وتجمعوا في مركز البحوث العلمية الموجود داخل القاعدة أيضا».

وفي تطور لافت أمس، أعلن 9 من قضاة محافظة إدلب أمس انشقاقهم عن النظام السوري، وفق شريط فيديو بثه ناشطون على موقع «يوتيوب»، وأعلنوا انضمامهم إلى «مجلس القضاء السوري الحر»، داعين زملاءهم إلى الالتحاق بالثورة السورية.

وتلا قاضي الإحالة في إدلب عامر بيطار بيان الانشقاق، وإلى جانبه زملاؤه، وقال فيه: «نحن قضاة محافظة إدلب، نعلن انشقاقنا عن النظام المجرم وانضمامنا إلى مجلس القضاء السوري الحر. ونهيب بزملائنا الانضمام إلى ركب الثورة».

وبدوره، قال رئيس «مجلس القضاء السوري الحر» القاضي طلال حوشان لـ«الشرق الأوسط» إن «المجلس كان على تواصل مع قضاة إدلب، وحضرنا اجتماعات سويا، وعندما تسنت لهم الفرصة أعلنوا انشقاقهم»، مؤكدا أنهم «لا يزالون في داخل سوريا لكنهم في مكان آمن».