تقارير عن وجود وحدات إسرائيلية في سوريا للبحث عن الأسلحة الكيماوية

أخبار عن توجه أميركي لتزويد المعارضة بأسلحة

TT

رفضت مصادر أمنية إسرائيلية تأكيد أو نفي ما نشرته صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، أمس، من أن «وحدات كوماندوز إسرائيلية» خاصة تعمل في قلب الأراضي السورية بحثا عن مستودعات الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، وإن كان النظام السوري يستخدمها فعلا في حربه ضد معارضيه، أو إن كان بعض هذه الأسلحة تسرب لقوى المعارضة، أم لا.

لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية نشرت هذا التقرير بإسهاب، وأضاف التلفزيون الإسرائيلي عليه: أن «إسرائيل تمتلك خريطة دقيقة لمخازن الأسلحة الكيماوية في سوريا، وتراقب عن كثب كل ما يجري فيها وفي محيطها، وتتابع إن كان النظام السوري يستخدمها أم لا، وتلاحظ أنه استخدمها فعلا». وقال إن هناك إشارات كثيرة تدل على أن نظام بشار الأسد يقترب بسرعة من نهايته، وهذا يزيد من القلق على مصير السلاح الكيماوي.

وأبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، أن مصدرا إسرائيليا قال للصحيفة البريطانية إنه «خلال سنوات كنا نعرف مواقع تخزين الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية، لكن المعلومات الاستخبارية التي تم جمعها خلال الأسبوع الأخير تشير إلى أن النظام السوري نقل الأسلحة الكيماوية إلى مواقع جديدة». ونقلت الصحيفة أن وكالات الاستخبارات الغربية راقبت مشاريع التسلح السوري منذ مطلع الثمانينات، مشيرة إلى أن برنامج السلاح الكيماوي السوري تمت إدارته من قبل العالم الروسي أناتولي كونسوفياتش الذي مات خلال رحلة طيران من روسيا إلى دمشق عام 2003، في حين أن روسيا آخر يدعى يوري إيفانوف، وهو نائب رئيس جهاز الاستخبارات التابع للجيش الروسي «GRU»، مات في سوريا في ظروف غامضة عام 2010 ويبدو أن للموساد ضلعا في موت الاثنين.

وذكرت «صنداي تايمز» أن البرنامج السوري كان هدفا إسرائيليا منذ سنوات. ففي عام 2007 تعرض موقع عسكري في منطقة السفير الواقعة جنوب شرقي حلب لانفجار، في وقت كان فيه خبراء إيرانيون وروس يركبون رأسا حربيا لغاز الأعصاب على صاروخ «سكود». وقد أدى الانفجار إلى تسرب غازات سامة وإلى موت 15 شخصا سوريا وعشرة إيرانيين أيضا. لكن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها في وقت أثبت فيه تحقيق سوري أن الانفجار كان «حادث عمل»، بينما وصف مسؤول إسرائيلي الحادث بالرائع.

ورفض موشي يعلون، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس التعليق على تلك الأنباء إلا أنه اعتبر أن بلاده لا ترى خطرا فوريا من الأسلحة الكيماوية السورية، وقال لـ«راديو إسرائيل»: «في هذه المسائل علينا أن نكون مستعدين لحماية أنفسنا بأنفسنا.. في هذا الوقت لا نرى مؤشرا على أن هذه الأسلحة موجهة إلينا». ويعلون هو القائد السابق لقوات الدفاع الإسرائيلية، وهو الآن مسؤول عن الشؤون الاستراتيجية في الحكومة.

وأبدى بعض المسؤولين الإسرائيليين قلقهم من أن الرئيس السوري بشار الأسد قد يهاجم الدولة اليهودية بأسلحة كيماوية كملاذ أخير ليحصل على الدعم من العالم العربي. وكانت صحيفة «صنداي تايمز» كشفت أيضا عن أن الحكومة الأميركية اتخذت قرارا بالبدء في توريدات سرية للأسلحة إلى وحدات وفصائل المعارضة السورية.

وأفادت بأن واشنطن تقوم حاليا وللمرة الأولى بتسليم أسلحة إلى المعارضين السوريين بهدف تفعيل الجهود الرامية للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، وسيتم إرسال قاذفات الهاون ومنظومات الصواريخ المحمولة ومضادات الصواريخ عبر الدول الشرق أوسطية الصديقة التي تمد المعارضة بالفعل بالأسلحة. ووفقا للصحيفة فإن واشنطن اشترت هذه الأسلحة من ليبيا من ترسانة أسلحة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.