مشعل: فلسطين أكبر من أن يتحمل مسؤوليتها فصيل بعينه

بيريس ونتنياهو يهاجمانه.. و«فتح» ترحب بخطابه «التصالحي»

TT

واصل خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس، زيارته لقطاع غزة، وزار صباح أمس مبنى الجامعة الإسلامية في غزة، حيث حظي باستقبال حافل. وفي كلمة له أمام طلاب الجامعة، قال مشعل موجها الكلام لأهالي غزة: «أفقدتم شارون الحياة ومنعتموه من الموت، وخربتم بيت باراك وستخربون بيت نتنياهو». وشدد مشعل على أن عمليات المقاومة خلال المواجهة الأخيرة، خالفت كل توقعات الاحتلال، حيث تم قصف تل أبيب، الأمر الذي كان خارج حسابات وتوقعات إسرائيل. وحث مشعل على إنجاز المصالحة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام بأسرع وقت، مشددا على ضرورة تقديم كل ما يضمن تحصين الصف الوطني. وقال: «لا نستغني عن فتح وباقي الفصائل، كما أن فتح لا تستغني عن حماس. لقد أخطأنا بحق بعضنا، ولكن الله قال (عفا الله عما سلف)، فلنتسامَ ولنتسامح». وشدد مشعل القول على أن فلسطين أكبر من أن يتحمل مسؤوليتها فصيل واحد، مؤكدا أن المصالحة والوحدة الوطنية ورص الصف الوطني الفلسطيني، هي مطالب أساسية. وأضاف: «رأيت في أهل غزة إرادة الحياة والصمود رغم ما حل بهم من دمار وحصار»، مشددا على أن الشعب الفلسطيني في الشتات وفي كل مكان يقف مع أهل غزة ويناصرهم.

من ناحيته قال خالد البطش، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، إن حركته ترفض أي تهدئة يمنع بموجبها أمينها العام رمضان شلح من زيارة غزة، داعيا الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأمناء الفصائل في الخارج لزيارة القطاع معا لإنهاء الانقسام. وفي كلمة له خلال الاجتماع، الذي عقده مشعل مع ممثلي الفصائل ووجهاء القطاع: «لا نقبل بتهدئة تمنع أميننا العام د. رمضان شلح من زيارة غزة». وأضاف: «رسالة الفصائل الفلسطينية كافة، هي إتمام المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وتجميع البيت الفلسطيني الداخلي لكي نتفرغ لمواجهة المحتل». وأكد أن ما تريده الفصائل الفلسطينية والشعب بكافة أطيافه، هو أن تشمل الزيارة المقبلة إلى غزة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأمين الجهاد رمضان شلح، وكافة القيادات الفلسطينية.

من ناحيتها دعت حركة فتح حكومة حماس للسماح بلجنة الانتخابات المركزية بالعمل في قطاع غزة، واعتبرت المفاوضات مدخلا لتطبيق اتفاق المصالحة بين الحركتين. وقال عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية للحركة، ومسؤول ملف المصالحة فيها، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وجه الدعوة للفصائل للاجتماع في القاهرة، مشيرا إلى أن الدعوة تشمل بشكل خاص الأمناء العامين للفصائل، مشيرا إلى أنه سيتم تحديد موعد اللقاء بشكل نهائي قريبا. ويذكر أن خالد مشعل كان قد شدد في خطابه أول من أمس في مهرجان انطلاقة حركته، على إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، واعتبر ذلك في رأس الأولويات في تطبيق المصالحة. وامتدح الأحمد الخطاب الذي ألقاه مشعل، واصفا إياه بالإيجابي، مشيرا إلى أن مضمونه يتطابق مع النقاط التي ذكرت في بنود اتفاق المصالحة بالقاهرة واتفاق الدوحة. واعتبر الأحمد في تصريح صحافي أن أهمية الخطاب تكمن في أنه ألقي من قطاع غزة، وبحضور قيادة حماس في الخارج، وهو يعبر عن موقف كل حركة حماس. وشدد الأحمد على أن أي حوار يجب أن يؤدي إلى وجود سلطة واحدة وحكومة واحدة ومرجعية واحدة هي منظمة التحرير الفلسطينية. وتمنى أن تسمح حكومة غزة لحركة فتح بإحياء ذكرى انطلاقتها السابعة والأربعين في غزة، متمنيا أن تسهم أجواء المصالحة في دفع حركة حماس للسماح بتنظيم هذا الاحتفال. وفي سابقة هي الأولى من نوعها منذ تفجر الانقسام بين حركتي حماس، قامت فضائية «فلسطين» التابعة للسلطة الفلسطينية أول من أمس، ببث مهرجان انطلاقة حركة حماس على الهواء مباشرة بكافة فعالياته. من ناحيتها شككت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ليلى خالد التي تزور غزة، في جدية التصريحات الإيجابية الصادرة عن حركتي فتح وحماس بشأن مستقبل المصالحة. وقالت خالد إن الخلافات بين الحركتين «ما زالت كثيرة ومعقدة، رغم ما يشاع عن أجواء إيجابية وخطابات تصالحية، ولكن طريق جهنم معبدة بالنوايا الحسنة». وحثت خالد في تجمع جماهيري جموع الفلسطينيين للضغط على حركتي فتح وحماس من أجل التصالح وإنهاء الانقسام.

من جهة أخرى، هاجم الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، تصريحات مشعل، وقال إنها «تكشف عن الوجه الحقيقي لحماس وهي منظمة إرهابية تنادي بالقتل»، داعيا الرئيس الفلسطيني محمود عباس للتفاوض. وفي كلمة ألقاها صباح أمس أمام مؤتمر «إسرائيل للأعمال» المنعقد في تل أبيب، قال بيريس إن على «إسرائيل التفاوض مع عباس باعتباره زعيما معتدلا نسبيا يعارض الإرهاب ويختار طريق المفاوضات».

وتطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مستهل جلسة مجلس الوزراء، أمس، إلى تصريحات مشعل أيضا، وقال: «خلال اليوم الأخير انكشف مرة أخرى الوجه الحقيقي لأعدائنا. إنهم لا ينوون التوصل إلى تسوية معنا، بل إلى تدمير الدولة، وطبعا ستتكلل جهودهم بالفشل».

واستغل نتنياهو هذه التصريحات للتحريض على الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وقال: «على مدار تاريخنا تغلب الشعب اليهودي على قتلة مثل هؤلاء (يقصد خالد مشعل). ولكن اللافت هو أن أبو مازن لم يندد بالتصريحات حول تدمير إسرائيل، كما لم يدن الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل. ولأسفي الشديد يسعى أبو مازن إلى الوحدة مع حماس المدعومة من قبل إيران. إننا حكومة لا تؤمن بالأوهام. نريد سلاما حقيقيا مع جيراننا، ولكن لن نغلق عيوننا ولن ندفن رأسنا في الرمل. لن نقبل تكرار خطأ الانسحاب الأحادي والانسحابات التي أمكنت حماس من الاستيلاء على غزة».