رئاسة كردستان للمالكي: لو كان لديكم شعور بالمسؤولية لاستقلتم

المتحدث باسمها قال عنه: جعلتم العراق أفسد بلد في العالم

صورة نشرها موقع الرئاسة العراقية للرئيس جلال طالباني لدى استقباله مساء أول من أمس زعيم القائمة العراقية إياد علاوي والوفد المرافق له
TT

في هجوم غير مسبوق ردا على مواقف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من إقليم كردستان، دعا المتحدث باسم رئاسة الإقليم المالكي إلى تقديم استقالته، بسبب ما وصفه بالحال المزري الذي أوصل إليه العراق، من حيث افتقاد المواطن إلى الخدمات الأساسية، على الرغم من تصرف المالكي بحدود 600 مليار دولار من ميزانية الدولة العراقية منذ توليه رئاسة الوزراء.

وكان المالكي قد التقى بمندوبين عن الصحافة الكويتية في وقت سابق، وتحدث عن الكثير من الأمور المتعلقة بالأزمة السياسية والعسكرية مع قيادة إقليم كردستان، وهذا ما استفز رئاسة الإقليم التي أصدر المتحدث الرسمي باسمها بيانا ردا على تلك التصريحات.

وقال الدكتور أوميد صباح في البيان «في الوقت الذي أصبحت فيه رائحة الفساد المستشري في كل الميادين تزكم الأنوف، ومنها صفقات الأسلحة الفاسدة، ابتداء من مكتب السيد المالكي ومن حوله، فإنه يخرج علينا بتصريحات بعيدة عن الواقع ومخالفة للحقيقة، فهو لا يكاد يخرج من أزمة حتى يصنع غيرها، ليوحي للآخرين بأن أزمته فقط مع إقليم كردستان، بينما تمتد أزماته من شمال البلاد حتى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، متناسيا بادئ ذي بدء كيف تأسست الدولة العراقية بعد الحرب العالمية الأولى، وهي القائمة على الشراكة أساسا والتي تخلى عنها أسلافه كما يفعل هو الآن». وتحدث صباح عن وصف المالكي للمناطق المتنازعة وقال «تطرق السيد المالكي إلى المناطق المتنازع عليها لكي يخرق الدستور ويطلق عليها مصطلحا آخر وهو (المناطق المختلطة)، وهي التي استقطعها النظام السابق من كردستان، ويريد المالكي أن يكرسها كواقع حال رغم أن المادة 140 مادة دستورية، ومصطلح المناطق المتنازع عليها مصطلح دستوري، وقد قبلنا بهما لكي يكون الحل دستوريا من دون أن يكون لدينا أدنى شك في الهوية الكردستانية لكركوك والمناطق المستقطعة الأخرى».

وخاطب المتحدث المالكي قائلا «منذ توليت الحكم عبر توافق سياسي وليس بانتخابات مباشرة أو انقلاب عسكري، وأنت تقصي شركاءك السياسيين في سلوك أبعد ما يكون عن تطبيق الدستور والتوافق»، واتهمه بـ«تبديد أكثر من ستمائة مليار دولار من ميزانية العراق، ولا يزال المواطن العراقي يئن تحت وطأة التخلف المريع في كل ميادين الخدمات، من الماء الصالح للشرب والكهرباء والطرق المعبدة والصحة والتعليم ومعظم البنى التحتية، فأين ذهبت كل تلك الأموال؟ وأنت تريد أن تزعزع الثقة في اقتصاد كردستان بتكهنات لا أساس لها من الصحة، حيث يتمتع الإقليم بازدهار مطرد بشهادة العراقيين والعرب والأجانب، إذ بلغت الاستثمارات فيه أكثر من 23 مليار دولار معظمها من الدول العربية وأكثرها من دولة الكويت الشقيقة». وأضاف «لقد شكلتم جيشا مليونيا وأكثر، ولا يزال الأمن مفقودا في كل أنحاء العراق، خارج إقليم كردستان، ثم إنكم لم تعينوا قائد فرقة واحدة في الجيش بموافقة البرلمان، كما ينص الدستور، فعن أي جيش عراقي تتحدث؟». وتابع «هل فكرت جيدا في تبعات كلامك الخطير والخطير جدا، عندما تدعو إلى حرب عربية كردية؟».

ومضى المتحدث الرئاسي باسم إقليم كردستان في تصريحه داعيا المالكي إلى تقديم استقالته، وقال «لو كان لديك شعور بالمسؤولية لقدمت استقالتك والعراق بهذه الحال المزرية، حيث تحولت البلاد بفضل (صولاتك) إلى أفسد بلد في العالم، وجاءت في المراتب الأخيرة، وفقا للقياسات العالمية، من حيث النزاهة، ووضعت مدينة بغداد، العاصمة التي ظل العالم يردد اسمها، المدينة الأتعس ربما بعد الصومال، كما شخصتها البيانات الأممية المحايدة!».

وحذر المتحدث الرئاسي من مغبة تأجيج الصراعات القومية في العراق وقال «لقد قامت الدولة العراقية على ركنين متلازمين، قوامهما القوميتين المتآخيتين، العربية والكردية، المتعايشتين مع المكونات المتآخية الأخرى، من التركمان واليزديين والصابئة، مسلمين ومسيحيين، ولم يتجرأ من الحكام المستبدين الذين تعاقبوا على الحكم على تهديد عرى التآخي بينها جميعا، سواك، ولم تبلغ الاستهانة بالوحدة الوطنية والمصالح العليا للعراق والتهديد بتجييش الجيوش حدا مثل ما بلغته في عهدك الذي يشهد تدهورا مستمرا في كل يوم في سائر الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية، ويزداد الانفلات الأمني وضياع الأرواح البريئة وممتلكات المواطنين، رغم صولات القوات غير الدستورية التي تواصل تشكيلها بالالتفاف على البرلمان وإرادة الشعب».

ويختتم المتحدث تصريحه بالقول «نحن إذ نشعر بالأسى لملاحظاتك المهينة لشعبنا، نقول لك مضطرين إن كردستان المتآخية مع كل الأشقاء العراقيين، لم تجد منذ تأسيس الدولة العراقية أجواء تسمم تآخينا كما تفعل أنت، وكما تمن عليها أنت، وهي تمد البلاد بخيراتها والثروات المستخرجة من باطن وفوق أراضيها. فنحن، كنا ولا نزال، نتصرف كشركاء في وطن واحد، يجمعنا دستور وتاريخ ومصالح مشتركة، خلافا لما توحي به أطماعك السلطوية من محاولة دق إسفين بين شعبنا وأشقائنا في العراق الفيدرالي الديمقراطي. وأخيرا صدق من قال: لا تتوقعوا خيرا من بطون جاعت ثم شبعت».