برامج الكومبيوتر للتشخيص الطبي تنتشر في أميركا

قادرة على الإجابة عن أسئلة المرضى

TT

متابعة الدكتور غوربريت ذاليوال، 39 عاما، الأستاذ المساعد للطب الإكلينيكي في جامعة كاليفورنيا الأميركية في سان فرانسيسكو أثناء التشخيص أشبه بمشاهدة ستيفن سبيلبيرغ في إخراج أحد أفلامه أو روي ماكلروي في ملعب الغولف. قدمت له المعلومات واحدة تلو الأخرى - الفحص المعملي وتصوير وفحص أنسجة الجسد. اعتمد ذاليوال خلال عملية التشخيص على معرفة موسوعية بآلاف المتلازمات. وقد أزال بمهارة كل الأشياء المضللة في الوقت الذي التقط الأدلة التي ربما يكون الآخرون قد تجاهلوها، وتدريجيا توصل إلى التشخيص الدقيق.

ما مدى موهبة الدكتور ذاليوال؟ وبشكل أكثر تحديدا، ما الذي يستطيع فعله ولا يستطيع الحاسب القيام به؟ هل سيتمكن الحاسب من الأداء بنفس المهارة التي لم تقم على كم واسع من المعرفة فحسب بل على كثير من العوامل غير الملموسة مثل الحدس؟

يتسم تاريخ التشخيصات المعتمدة على الحاسب بالغنى والثراء.. ففي السبعينات طور الباحثون في جامعة بتسبيرغ برنامجا لتشخيص المشكلات المعقدة في الطب الداخلي العام، ذلك المشروع الذي نتج عنه برنامج تجاري يدعى «كويك ميديكال رفرنس». كما تسعى مستشفى ماساشوستس العام منذ الثمانينات إلى تطوير وتنقية برنامج «دي إكس بلان»، الذي يقدم قائمة تفصيلية بالتشخيصات السريرية من عدة أعراض وبيانات المعمل.

وكانت شركة «آي بي إم» قد تمكنت من تحقيق إنجاز العام الماضي ببرنامجها «واتسون»، القادر على الإجابة عن الأسئلة، الذي يستخدم في الوقت الراهن في برنامج «واتسون للرعاية».

وتتشابه طريقة الدكتور ذاليوال التشخيصية مع مشروع آخر لشركة «آي بي إم»، برنامج شطرنج «ديب بلو»، الذي تفوق على غاري كاسباروف، بطل العالم في الشطرنج في ذلك الوقت، عام 1996، لتحقق انتصارا واضحا في مسيرة الحاسبات إلى النطاق الإنساني. وعلى الرغم من افتقاده إلى الإدراك والحدس الإنساني، يمتلك «ديب بلو» ملايين الحركات التي تم تخزينها والقادرة على تحليل الكثير من التحركات في ثانية واحدة، ويجري الدكتور ذاليوال بنفس التشخيص لكن بسرعة بشرية.