«الحر» يسيطر على الفوج «111» في حلب ويتهم النظام باستخدام «الفسفور الأبيض»

الحمود لـ «الشرق الأوسط» : فرار جماعي من ثكنات الجيش

TT

أعلنت المعارضة السورية أمس سيطرتها على الفوج 111 الكائن في منطقة الشيخ سليمان في ريف حلب والذي يعد آخر معاقل النظام الاستراتيجية في مدينة حلب، مؤكدة «تحريره بعد حصار دام ثلاثة أشهر». وجاء هذا التطور في يوم أحصت فيه لجان التنسيق المحلية أكثر من 45 قتيلا في مناطق متفرقة من البلاد.. بينما اتهم قادة عسكريون في الجيش السوري الحر القوات النظامية بقصف المناطق المأهولة بالفسفور الأبيض الذي يعتبر استخدامه جريمة حرب وفقا لاتفاقية جنيف.

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن «كتائب النصرة أو المرتبطة بها سيطرت على مقر قاعدة الشيخ سليمان العسكرية بعد أسابيع من المعارك العنيفة للسيطرة عليها»، بينما شدد رئيس عمليات «تجمع شهداء سوريا» العقيد عارف الحمود على أن السيطرة على مقر الفوج «تمت بجهد مشترك بين جميع الكتائب الثائرة، من ضمنها الإسلاميون». وأشار في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أن «جميع فصائل الثوار في ريف حلب شاركوا في حصار المقر الذي دام ثلاثة أشهر، وتحريره».

وفي فيديو بثه ناشطون على الإنترنت، تلا أحد المسلحين «بيان تحرير» قاعدة الشيخ سليمان. وقال: «نحن لواء أحرار دارة عزة جند الله، قمنا بفضل الله وعونه بالتعاون مع كتائب ومجموعات أخرى بتحرير الفوج 111 المكون من عدة كتائب، كتيبة دفاع جوي، وكتيبة بحوث علمية ومستودعات معامل الدفاع».

وتقع ثكنة الفوج 111 التابع للجيش على بعد 12 كلم شمال غربي حلب، وتمتد على مسافة كيلومترين، وهي آخر مقر مهم للقوات النظامية في منطقة على تماس مع محافظتي حلب وإدلب وتقع بشكل شبه كامل تحت سيطرة قوات المعارضة.

وأكد الحمود أن «القطعات العسكرية النظامية في ريفي حلب وإدلب، تتهاوى واحدة تلو الأخرى»، لافتا إلى أنه «بسقوط الفوج 111 يزول خطر القصف عن القرى الثائرة المحيطة بالمنطقة، لكون القطع العسكرية النظامية في شمال سوريا تحولت إلى ثكنات مدافع وغير فاعلة من الناحية الهجومية، وتتلقى القصف والهجوم تلو الآخر من قبل القوات الثائرة». وأكد أن الغاية من احتلالها بعد حصار دام ثلاثة أشهر «هي تقنين القصف على المدنيين، لأن هذه القطعة كانت تقوم بمهمة القصف العشوائي فقط على الأحياء والقرى، وتدافع عن نفسها ضد أي هجوم يشنه الجيش السوري الحر». وكشف أن غنائم الجيش الحر من الفوج «تنوعت بين مدافع 57 ملم، و23 ملم مضادة للطائرات، فضلا عن الحصول على بنادق آلية وذخائر من عياري 14.5 و12.7، وهي الأهم بالنسبة إلينا».

وفي سياق متصل، أكد الحمود أن القواعد العسكرية النظامية في سوريا «تشهد يوميا عمليات فرار جماعية وفردية للقوات النظامية، تحصى بالعشرات، في ظل الحصار الذي تواجهه قطعهم العسكرية، ونقص الإمداد، والهجوم المتواصل عليها».

إلى ذلك، ذكرت مواقع المعارضة السورية على الإنترنت أن الجيش الحر «سيطر على سد تشرين في ريف حلب والذي يقع على نهر الفرات ويحتوي على محطات مولدات كهربائية»، وهو السد الذي تحول مؤخرا إلى مركز وملجأ للقوات النظامية.

في هذا الوقت، أفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط عشرة قتلى وعشرات الجرحى في قصف قوات النظام على حي الشيخ مقصود في حلب، مشيرة إلى قصف استهدف منطقة مساكن هنانو في المدينة، وقصف طال منطقة الباب في الريف، بالتزامن مع استعداد الجيش الحر الذي يسيطر على حي بستان الباشا للزحف باتجاه حي الميدان.

وفي إدلب، ذكر المجلس الوطني السوري أن لواء جبهة ثوار سراقب وريفها سيطر على حاجزي منطقة أثريا على طريق السلمية - الرقة، مشيرا إلى أسر 25 عسكريا من جيش النظام، والاستيلاء على كل الذخيرة في الحاجزين. وأفادت اللجان بسقوط قتلى جراء القصف على معرة النعمان.

وفي دير الزور، أشارت شبكة «شام» إلى أن القوات النظامية شنت حملة دهم للمنازل واعتقالات عشوائية في حيي الجورة وطب الجورة، بينما أفادت لجان التنسيق بقصف حيي الجبيلة والعمال، وباشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر في دوار غسان عبود.

بدورها، ذكرت لجان التنسيق أن منطقة الحولة في حمص تعرضت للقصف بالقنابل العنقودية، بينما أشار ناشطون إلى أن القوات النظامية داهمت أحياء الصليبة ومرتقلا وشارع «8 آذار» في اللاذقية وسط انتشار أمني.

وفي القنيطرة، أكدت «سانا الثورة» أن الجيش الحر دمر مفرزة الأمن وقصف الحواجز المحيطة بها، واقتحم مدينة البعث.

أما في درعا، فأشارت لجان التنسيق إلى قصف على أنخل وحيي أم الميادن والصنمين، وإطلاق نار كثيف في الحي الشرقي.