قالت وزارة الخارجية الأميركية إن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أصيبت بفيروس في المعدة وإنها ستؤجل ليوم واحد زيارتها للمغرب لعقد اجتماع بشأن مستقبل المعارضة السورية.
وقال المتحدث فيليب رينس في بيان عبر البريد الإلكتروني «إن كلينتون التي كان من المقرر أن تغادر لحضور الاجتماع الذي يعقد في مدينة مراكش المغربية اليوم (أمس الاثنين) لكنها ستغادر غدا (اليوم الثلاثاء)». وأضاف: «لأن لديها فيروسا في المعدة فإن مغادرتنا للمغرب نقلت من الاثنين إلى الثلاثاء. ولن يكون لديها أي جدول مواعيد غدا (اليوم) في واشنطن».
ومن المقرر أن تنضم كلينتون لوزراء خارجية من الدول الحليفة في المغرب لبحث الأزمة السورية التي بدأت قبل 20 شهرا في الوقت الذي يحقق فيه المعارضون الذين يقاتلون لإسقاط بشار الأسد تقدما في ساحة القتال ويتخذون خطوات لتوحيد المعارضة السياسية.
ومن المتوقع أن يركز اجتماع المغرب لمجموعة «أصدقاء سوريا» على الخطوات الجديدة لتعزيز ائتلاف المعارضة السورية الذي شكل حديثا وإضفاء الشرعية عليه. وقد تعلن كلينتون اعتراف الولايات المتحدة رسميا بهذه المجموعة بوصفها «الممثل الشرعي» للشعب السوري. ويمكن لمثل هذا الاعتراف أن يمهد الطريق ليصبح هذا الائتلاف حكومة في الانتظار ويتلقى مساعدات إنسانية أميركية جديدة لأزمة لاجئين متصاعدة تمتد عبر حدود سوريا. ومن المقرر أن تزور كلينتون بعد المغرب تونس فدولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي غضون ذلك يستمر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في عقد مشاورات في القاهرة لبحث تشكيل الحكومة المؤقتة واستكمال بناء المكتب السياسي الذي يضع استراتيجيات السياسة العامة للائتلاف الوطني. وتوصلت المشاورات إلى تعيين جورج صبرا، رئيس المجلس الوطني، نائبا ثالثا لرئيس الائتلاف معاذ الخطيب.
وسعى الائتلاف منذ بداية الشهر الجاري من خلال اجتماعاته السابقة لترتيب بناء المكتب السياسي الذي يحدد السياسات العامة للائتلاف وكذلك السياسية الخارجية.
وقال هيثم المالح عضو الائتلاف السوري لـ«الشرق الأوسط»: «ناقش أعضاء الائتلاف مطولا موضوع المكتب السياسي، ولكن حتى الآن لم نخرج بنتيجة لذلك تم ترحيل تشكيل الهيئة السياسة إلى اجتماعات أخرى».
وبشأن تشكيل الحكومة المؤقتة التي من المفترض أن تخرج في الأيام القليلة المقبلة قبل مؤتمر أصدقاء سوريا في المغرب قال المالح: «تشكيل الحكومة الانتقالية ليس بالأمر السهل ونحن نتشاور ونتحاور في الاجتماع إذا ما كان الائتلاف سيعلن الحكومة المؤقتة قبل مؤتمر أصدقاء سوريا في مراكش أو ما بعد هذا المؤتمر».
وكان صبرا قد صرح في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» قائلا إن القوة المعارضة لا تزال بعيدة عن البحث الجدي في تسمية رئيس الحكومة المؤقتة، واصفا ما يتم تداوله من أسماء لمرشحين لتولي رئاسة الحكومة المقبلة بأنها «تكهنات إعلامية».
وقد نال ائتلاف المعارضة قبل انعقاد اجتماع مراكش اعتراف كل من فرنسا وبريطانيا، باعتباره الممثل الوحيد للشعب السوري، حيث من المنتظر أن يحصل أيضا على دعم واعتراف الولايات المتحدة خلال لقاء المغرب.
ومن بين آخر خطوات تكوين الائتلاف الوطني السوري قبل لقاء مراكش، إعلان تشكيل وشيك لقيادة عسكرية جديدة من شأنها أن تشرف على أغلب فصائل المعارضة المسلحة ضد النظام باستثناء جهاديي جبهة النصرة. وبخصوص جبهة النصرة، من المحتمل أن تعلن واشنطن التي تخشى منذ شهور من إمكانية «اختطاف» الجماعات الجهادية للثورة السورية، عن إدراج هذه الجبهة على قائمة «المنظمات الإرهابية».