باريس: دمشق تمتلك ألف طن من الغازات السامة موزعة على 31 موقعا

تتوقع مزيدا من الدعم السياسي في مؤتمر مراكش للائتلاف السوري واعترافا أميركيا

TT

تعول باريس على مؤتمر مراكش لـ«أصدقاء الشعب السوري»، الرابع من نوعه بعد تونس وإسطنبول وباريس، لتوسيع دائرة الدول التي تعترف بـ«التحالف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة» ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري وحتى اليوم، اقتصر هذا الاعتراف على دول الخليج وفرنسا وبريطانيا وتركيا. كذلك، تراهن باريس على قيام المجلس العسكري الجديد لتوفر مزيدا من المصداقية لدعوتها من أجل رفع الحظر المفروض على إيصال السلاح إلى المعارضة السورية، وهو ما ناقشه أمس وزراء الخارجية الأوروبيون. غير أن البدء بتسليم المعارضة السلاح لن يتم قبل مرور ثلاثة أشهر تنتهي بنهاية فبراير (شباط)، أي بعد أن سعت بريطانيا وفرنسا إلى مد الحظر إلى ثلاثة أشهر «بدل العام» كإشارة سياسية إلى المعارضة والنظام لسوري على السواء.

وتقول المصادر الفرنسية إن مهلة الأشهر الثلاثة ستكون مفيدة، من جهة، لدفع البلدان الأوروبية المترددة إلى أن تحذو حذو بريطانيا وفرنسا سياسيا وعسكريا، ومن جهة أخرى لتقوم البنية العسكرية التي يمكن التعاون معها ومدها بالسلاح المتطور، مع توفير الضمانات اللازمة بأنه لن يقع في أيدي الأصوليين الجهاديين. وقال وزير الخارجية الفرنسي، في تصريحات صحافية ليل الأحد/الاثنين، إن النقطة الأخيرة «حالت حتى الآن» دون تقديم السلاح للمعارضة. لكنه رأى، في المقابل، أنه «كلما طالت الحرب، استقوى الجهاديون المتطرفون». وبحسب فابيوس، فإن المقاومة المسلحة «تقوم بعمل رائع ميدانيا». غير أن النظام «ما زال يملك 550 طائرة» عسكرية. وتساءل الوزير الفرنسي: «هل نترك الأسد يتصرف على هواه أم أن الساعة ستحين حتى نقدم السلاح للمقاومة؟» وتعتبر باريس، وفق ما قاله فابيوس، أن الائتلاف السوري «يمكن أن يكون غدا بديلا عن نظام الأسد»، وهي تتوقع أن تخطو الولايات المتحدة الأميركية خطوة كبرى باتجاه الاعتراف به بعد أن ضغطت بقوة من أجل قيامه.

غير أن موضوع السلاح الكيماوي السوري يبقى اليوم «الشاغل الأهم» للغربيين بعد المعلومات التي سربها الجانب الأميركي في الأيام الأخيرة.

وأفاد الوزير الفرنسي بأن النظام يملك ألف طن من الغازات السامة، بينها غاز السارين وغاز VX، وهي موزعة على 31 موقعا. وردا على الشكوك التي تثار هنا وهناك والتي تتخوف من أن يكون الأميركيون بصدد اختراع الأخبار عن الأسلحة الكيماوية السورية مثلما اخترعوا المعلومات عن السلاح النووي العراقي لتبرير الهجوم على بغداد، اعترف فابيوس بأنه لم يحصل على «تأكيدات محددة» حول هذه النقطة، ورافضا الكشف عما وفرته الأجهزة الفرنسية من معلومات حول هذه النقطة بالذات. غير أن الوزير الفرنسي رأى أنه يتعين النظر للمعلومات التي تتحدث عن احتمال لجوء النظام إلى استخدام الأسلحة الكيماوية بـ«جدية»، مشيرا إلى وجود «مدرستين»: الأولى ترى أن النظام يمكن أن يفعل ذلك «منذ الآن»، باعتبار أن النظام «ديكتاتوري» وأنه «يذبح شعبه»، والثانية ترى أنه قد يلجأ إلى هذا السلاح «غدا أو بعد غد» في حال شعر بأنه سيسقط.

وكشف فابيوس عن أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا «وجهت تحذيرا للأسد تقول فيه إياك» واللجوء إلى السلاح الكيماوي. وتحاشى الوزير الفرنسي الدخول في «تفاصيل التدابير التقنية» التي سيتم اللجوء إليها، علما بأن الدول الغربية حذرت من رد فعل قوي، بينما تحدثت فرنسا عن رد فعل «فوري وهائل».

وفي سياق متصل، نفى فابيوس أن تكون القوات الفرنسية الخاصة على أهبة التدخل في سوريا، وهو الخبر الذي نشره الأسبوع الماضي موقع مجلة «لو بوان» الإلكتروني، الذي أشار إلى وجود وحدات خاصة فرنسية وبريطانية وأميركية جاهزة للدخول إلى الأراضي السورية للسيطرة على المواقع الكيماوية. وكشف الموقع ما سماه «خطة تدخل» تقوم على ضربات جوية وصاروخية تعقبها عملية «تأمين الموقع الكيماوية قبل إخراج الغازات السامة منها».