اتفاق أوروبي على مزيد من الدعم للمعارضة السورية

30 مليون يورو للسوريين.. وألمانيا تطرد 4 موظفين في السفارة السورية ببرلين

سيارة شرطة متوقفة أمام مبنى السفارة السورية في العاصمة الالمانية برلين (رويترز)
TT

اتفق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي على ضرورة منح مزيد من الدعم للمعارضة السورية، والمساهمة في البحث عن حل سياسي للأزمة في هذا البلد، وظهر ذلك واضحا من تصريحات رؤساء الدبلوماسية الأوروبية على هامش اجتماعات لهم انطلقت ببروكسل أمس، وفي الوقت نفسه أكد الوزراء على قلقهم من إمكانية استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية، محذرين القيادة السورية من مغبة اللجوء إلى مثل هذا التصرف.

وقالت ايراتو ماركوليس وزيرة خارجية قبرص التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي إن لقاء وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على غداء عمل مع معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الجديد للمعارضة السورية شكل فرصة للاستماع إليه بشأن ما لديه من خطط للتحرك، وفي ظل تأكيد من الجانب الأوروبي على ضرورة أن يكون الائتلاف يمثل كل فئات الشعب السوري. وقالت مصادر أوروبية ببروكسل إن الخطيب شارك في الاجتماعات في إطار سعيه لانتزاع مزيد من الاعتراف الدولي بالائتلاف والحصول على دعم أفضل للمعارضة.

ومن جانبها شددت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون على ضرورة الإقرار بأن ما يجري في سوريا أمر رهيب، وقالت: «نحن نؤكد أن الرئيس السوري بشار الأسد يتحمل المسؤولية الكبرى عما يحدث في البلاد في فظائع، وسبق وقلنا إنه لا مستقبل له في سوريا»، وأكدت على ضرورة أن تعمل كل الأطراف السورية على الشروع بمرحلة انتقالية شاملة تأخذ في الحسبان تطلعات كل أطياف الشعب السوري، فـ«نحن نريد مساعدة السوريين في البحث عن حل، ولكن سوريا بلدهم بالدرجة الأولى»، ولمحت إلى أن الخطيب جاء إلى بروكسل لاطلاع الوزراء على ما لديه من خطط للتحرك المستقبلي، وأشارت إلى أنه اللقاء الثاني لها مع الخطيب، فقد سبق والتقت به في القاهرة قبل أسابيع.

وقررت المفوضية الأوروبية تقديم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 30 مليون يورو لمساعدة المواطنين السوريين المنكوبين بسبب الأزمة الحادة في بلادهم.

وبدوره قال الخطيب في تصريحات عقب محادثاته مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إن اللقاء عرف استعراضا للتطورات الأخيرة والاستعداد لمؤتمر أصدقاء سوريا.

وحول احتمال استعمال النظام السوري للأسلحة الكيماوية قال إن مثل هذه الأنباء تستخدم «لتخويف الشعب السوري، فالنظام لا يستطيع أن يستخدم مثل هذه الأسلحة».

وأضاف أن لقاءه مع المسؤولين الأوروبيين تمخض عن دعم للمعارضة، حيث «حصلنا على دعم إضافي بقيمة 30 مليون يورو، ونتوقع مزيدا من الدعم في مراكش».

وفي غضون ذلك، دعا رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو المجموعة الدولية إلى التدخل لإنهاء النزاع في سوريا، معتبرا إياه «وصمة» على الضمير العالمي، وذلك أثناء حفل تسلمه جائزة نوبل للسلام في أوسلو أمس باسم الاتحاد الأوروبي.

وقال باروزو، أحد 3 شخصيات كلفت تسلم جائزة نوبل التي منحت للاتحاد الأوروبي، إن «الوضع الحالي في سوريا يشكل وصمة على الضمير العالمي، والمجموعة الدولية لديها التزام أخلاقي بمعالجته»، وذلك أمام عشرين رئيس دولة وحكومة حضروا الحفل.

وفي تطور ذي صلة، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أمس طرد أربعة موظفين في السفارة السورية في برلين. وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي في بيان إنه عبر قرار طرد أربعة موظفين من السفارة السورية في برلين «إنما نعطي إشارة واضحة على رغبتنا في خفض علاقاتنا مع نظام الأسد إلى الحد الأدنى»، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه يراهن على «تقوية الائتلاف السوري» المعارض صفوفه، معبرا عن أمله في أن «يتمكن في أسرع وقت ممكن من تشكيل مؤسسة انتقالية قادرة على العمل».

وأوضحت الوزارة في بيانها أنه أمام الموظفين الأربعة «مهلة حتى الخميس لمغادرة مناصبهم»، دون تحديد مناصب الموظفين.

وفي 29 مايو (أيار) الماضي أعلنت برلين طرد السفير السوري لدى ألمانيا ردا على مجزرة الحولة التي أدت إلى مقتل نحو 108 أشخاص بينهم 49 طفلا.