اليمن: إصابة مسؤول في مكافحة الإرهاب بجراح بليغة والقبض على 3 مسلحين بصنعاء

مباحثات عسكرية يمنية ـ أميركية في صنعاء.. وأكثر من 30 قتيلا في مأرب

TT

يشهد اليمن سلسلة من الهجمات المجهولة التي تستهدف المصالح الحيوية في البلاد وضد الشخصيات العسكرية والأمنية البارزة، وقالت مصادر أمنية يمنية لـ«الشرق الأوسط»: «إن مسلحين مجهولين استهدفوا، مساء أمس، مدير التسليح في قوات مكافحة الإرهاب، محسن حمران، وإنه أسعف إلى المستشفى في حال خطرة»، وأفاد شهود عيان أن المسؤول الأمني استهدف في منطقة نقم، فيما ألقت قوات مكافحة الإرهاب القبض على ثلاثة من العناصر المسلحة الخطرة في صنعاء.

وتشير مصادر خاصة إلى أن تنظيم القاعدة متورط في محاولة الاغتيال التي تعرض لها المسؤول الأمني البارز، وحسب مصدر أمني يمني فإن «النقيب حمران تعرض لإطلاق رصاص من أحد العناصر الإرهابية كان على متن دراجة نارية، مما أدى إلى إصابته برصاصتين إحداهما في الرقبة والثانية في الرجل نقل على أثرها إلى المستشفى»، وأكد المصدر أن «أجهزة الأمن لن تألو جهدا في عمليات البحث والتحري عن منفذ هذه الجريمة حتى يتم كشف هويته وتعقبه وضبطه وتقديمه للعدالة»، وشدد على أن «هذه الأعمال الإجرامية والإرهابية لن تزيد أجهزة الأمن بما فيها وحدة مكافحة الإرهاب إلا إصرارا على مضاعفة جهودها في مكافحة الإرهاب وملاحقة وضبط خلاياه وعناصره حتى يتم تطهير وطننا الغالي من شرهم».

في حين تقدم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بتعازيه إلى أسرة مدير العمليات في المنطقة العسكرية الوسطى، العميد ناصر مهدي، الذي قضى ضمن سلسلة الأحداث التي تشهدها محافظة مأرب في الأيام القليلة الماضية، وتقدم هادي موكب تشييع القتلى، أمس، في صنعاء والذين ينتمون لمختلف المحافظات اليمنية، وحسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، فقد طالبت أسر القتلى الحكومة اليمنية بـ«ضرورة أن تقوم الدولة وأجهزة الأمن المختصة بدورها الفاعل في رصد وتعقب العناصر الإرهابية والتخريبية، واتخاذ إجراءات والاحتياطات الأمنية حتى لا يسهل على أعداء الوطن الوصول إلى أهدافهم وتحقيق مآربهم الخبيثة والتدميرية»، و«شددوا على ضرورة الضرب بيد من حديد على يد المخربين أينما وجدوا وعدم التهاون مطلقا تجاه أمن الوطن واستقراره».

إلى ذلك ذكر شهود عيان في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن أن القصف الذي طال عددا من القرى في محافظة مأرب مساء أول من أمس سقط خلاله «مدنيان وأصيب 5 آخرون لا علاقة لهم بتنظيم القاعدة». وقال شهود العيان إنه «بعد أن تمت مهاجمة القوات الحكومية لهذه القرى وسقوط الأبرياء حتى قامت مجاميع من أبناء القبائل بمهاجمة بعض عناصر القاعدة هناك ما أدى إلى مصرع أحد القياديين هناك على يد أبناء المنطقة»، وذكر الشهود أن حالة من الغضب تنتاب القبليين هناك على عناصر التنظيم الذين تسببوا في القصف الحكومي الذي وصفوه بـ«العشوائي، الذي راح ضحيته عدد من الأبرياء».

وفي السياق ذاته قام فريق من قوات مكافحة الإرهاب اليمنية، أمس بمداهمة سوق شعبية جنوب العاصمة صنعاء، حيث ألقي القبض على 3 عناصر مسلحة. وذكر موقع مأرب برس الإخباري «أن قوات مكافحة الإرهاب اليمنية، قامت بمداهمة سوق الآنسي، ظهر (أمس) الاثنين، وأحاطت بمداخل السوق، قبل أن تباغت 3 مسلحين يعتقد أنهم يعدون لأعمال مخلة بالأمن». وذكر الموقع أن المسلحين كانوا يستقلون سيارة مليئة بالمتفجرات.

وقد أدت هذه الهجمات في محافظة مأرب إلى مقتل قرابة 30 شخصا خلال الساعات الـ72 الماضية، وقالت مصادر في مأرب لـ«الشرق الأوسط»: «إن أجهزة الأمن والوحدات والألوية العسكرية مخترقة من قبل أنصار النظام السابق وتعمل على تقويض الأمن والاستقرار»، إضافة إلى «النشاط المستمر والمتصاعد لعناصر تنظيم القاعدة في عدة مناطق، بالإضافة إلى نشاط جماعات تخريبية تسعى إلى ابتزاز حكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوة»، في إشارة واضحة إلى أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

من ناحية أخرى، قال مصدر مقرب من العميد الركن يحيى محمد عبد الله صالح، أركان حرب قوات الأمن المركزي التابعة لوزارة الداخلية اليمنية، وابن شقيق الرئيس السابق علي عبد الله صالح، إن الأنباء التي جرى تداولها الساعات الماضية بشأن تعرضه لمحاولة اغتيال عارية عن الصحة، وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن يحيى صالح «في صحة جيدة وما جرى تداوله عبارة عن شائعات ليس أكثر».

إلى ذلك استكملت فرق هندسية مساء أمس إصلاح إحدى الفجوات في أنبوب نقل النفط جراء تفجير تخريبي تعرض له قبل أيام في محافظة مأرب، وذكر موقع المصدر «أونلاين» الإخباري أن فرقا هندسية تمكنت مساء أمس من إصلاح أحد الكسور في أنبوب نقل النفط جراء تفجير تخريبي تعرض له قبل أيام في محافظة مأرب، ونقل عن مصدر في شركة «صافر» النفطية أن «فرقا هندسية استكملت، مساء اليوم (أمس) إصلاح أنبوب نقل النفط الرئيسي في محافظة مأرب والذي تعرض لعملية تخريبية» قبل خمسة أيام.

في موضوع آخر، جرت، أمس جلسة مباحثات عسكرية يمنية – أميركية في صنعاء، وحسب المصادر فقد شارك في الجلسة وزراء الدفاع والداخلية والخارجية في اليمن ورئيس هيئة الأركان، فيما شارك فيها عن الجانب الأميركية نائب وزيرة الخارجية، السيد شبيرو وقائد القوات الأميركية في القيادة المركزية الجنرال جيمس مايش.

وذكرت مصادر رسمية يمنية أن المباحثات مقدمتها التعاون في مجال «مكافحة الإرهاب والتعاون في مجال التدريب والتأهيل وتبادل الخبرات والتجارب»، وجرى استعراض «الجهود الدولية المبذولة لإنجاح التسوية السياسية في اليمن وما يقدمه الأصدقاء الأميركيين من دعم ومساندة في هذا الاتجاه».