مبادرة عربية لدفع السلام تقوم على استكمال المفاوضات خلال 6 أشهر

على أمل أن يتبعها مؤتمر ثان في باريس لدعم مؤسسات الدولة وإعمار القطاع

سيدة فلسطينية في قرية حجة شمال غربي الضفة الغربية تحتج على قطع شجرات زيتونها أمس (أ.ف.ب)
TT

أكد صائب عريقات، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس دائرة المفاوضات فيها، أن دولة فلسطين، ومعها باقي الدول العربية، ستطلق الشهر المقبل مبادرة رسمية لإحياء عملية السلام، حسب ما اتفق عليه في اجتماع لجنة المتابعة العربية في الدوحة. وقال عريقات للإذاعة الفلسطينية: «سنتحرك الشهر المقبل لإطلاق مبادرة لدفع عملية السلام بالتشاور مع أطراف دولية مهمة ومؤثرة».

وتتبنى المبادرة مقترحا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بالبدء بمفاوضات مع إسرائيل من حيث انتهت مع الحكومات السابقة، على أن تستمر 6 أشهر، يتوقف خلالها الاستيطان، وعلى أن تفضي إلى حل نهائي، ينهي الاحتلال.

ووفق عريقات، فإن وفدا رسميا عربيا سيحمل هذا المقترح إلى الولايات المتحدة والصين وبريطانيا. ووافقت الدول العربية على تشكيل لجنة لوضع خطة عمل، قد تكون بعضوية المملكة العربية السعودية وقطر والمغرب والأردن ولبنان والعراق، إضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية.وقال عريقات: «لدينا قواعد لعبة جديدة للعملية السياسية، ويبقى أن تتحقق المصالحة». وأضاف: «على الاحتلال الإسرائيلي أن ينسحب من أراضي 1967. ويفرج عن المعتقلين ويوقف الاستيطان».

وكان أبو مازن قد تحدث في اجتماع المتابعة العربية، عن آلية جديدة، قائلا: «من الممكن أن نقول آلية لمدة 6 أشهر، يتم بموجبها الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بما في ذلك القدس، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، ووقف الاستيطان. فإذا حصل هذا فممكن أن تكون هناك مفاوضات ذات جدوى، وأيضا أن نعود إلى ما انتهينا إليه في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، حيث وضعنا كل القضايا النهائية على الطاولة، وهذه القضايا فيها تفاهمات كثيرة».

وأضاف أبو مازن: «فلنبدأ من حيث انتهينا، بمعنى أن هناك تفاهما كاملا على الأمن، وهناك تفاهمات حول الحدود والتبادل (تبادل الأراضي)، وتفاهمات حول القدس واللاجئين، لم نصل إلى اتفاق، ولكن هناك تفاهمات، إنما أن نعود إلى الصفر ليقول لنا نتنياهو: اشطبوا اللاجئين، فلن نقبل، وأن يقول إنه لا يقبل في الأمن إلا أن يجلس الجيش الإسرائيلي في نهر الأردن 40 سنة، فلن نقبل. إذا أراد أن يعود إلى الصفر ويتحدث بما يريد فنحن لن نقبل.. ولكن نقول إن هناك آليات نعتمد عليها ونضع وقتا زمنيا لمدة 6 أشهر يوقف الاستيطان فيه، وبالذات في (ئي1) وهي المنطقة الفاصلة بين مستوطنة معاليه أدوميم والقدس الشرقية المحتلة، وتدخل إسرائيل في المفاوضات من حيث انتهينا، نحن متفقون على المفاوضات على أساس حدود 1967، وهذه إذا أردنا أن نعود إلى خطة خريطة الطريق التي تقول بإنهاء الاحتلال».

ويتبنى أبو مازن نهج المفاوضات، حلا شاملا للصراع، ويرى أن حصول فلسطين على صفة دولة مراقب، يدعم ذلك التوجه. وقال بيان للأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أمس، «إن حصول فلسطين على وضع دولة مراقب بالأمم المتحدة وما يعنيه هذا من تأكيد الاعتراف الدولي بفلسطين كدولة مكتملة المقومات واقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي - يحتم على المجتمع الدولي إنهاء هذا الاحتلال، وهذا يعني دعوة المجتمع الدولي إلى إطلاق مفاوضات تكون مرجعيتها تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، خصوصا قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، خلال سقف زمني يتم الاتفاق عليه، مع ضمان وقف النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية كافة والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين والعرب».

ودعت لجنة مبادرة السلام، كما جاء في البيان، إلى عقد مؤتمر «باريس 2» على المستوى الوزاري بالتنسيق مع دولة فلسطين لدعم الشعب الفلسطيني في الضفة، وبما فيها القدس وإعادة إعمار غزة بأسرع وقت.

وتريد السلطة الحصول على أكبر دعم مالي ممكن في ظل الأزمة المالية الخانقة التي تواجهها، وكان مؤتمر باريس الأول، قد نجح في جمع ما يقارب 7.7 مليار دولار على مدى 3 سنوات من انعقاد المؤتمر بعد «أنابوليس» في نوفمبر (تشرين الثاني) 2007.