باحثان إسرائيليان يتهمان نتنياهو أمام ميركل بقمع أساتذة الجامعات سياسيا

حيتهما المستشارة الألمانية: أنتما تتحدثان بحرية لكنني لا أستطيع قول كل ما أفكر به

TT

كشف النقاب، أمس، لأول مرة، عن تفاصيل محرجة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال جلسة مغلقة عقدت في برلين حضرها إلى جانب نتنياهو، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ومجموعة من الباحثين الأكاديميين الإسرائيليين والألمان.. فقد هاجم باحثان إسرائيليان وزميل ألماني لهما سياسة نتنياهو واتهموه بتكميم الأفواه وكبت الحريات لأساتذة الجامعات. وحظي الباحثون الثلاثة بالإطراء من ميركل.

وعقدت الجلسة يوم الخميس الماضي، لكن ما دار فيها ظل سرا دفينا، حتى كشف النقاب عنه أمس في الصحف الإسرائيلية.. فقد حرص نتنياهو على أن يأخذ معه إلى ألمانيا، إضافة إلى مجموعة كبيرة من الوزراء وكبار الموظفين، مجموعة من المحاضرين الجامعيين. ووفقا لبرنامج الزيارة، فقد عرض الباحثون الإسرائيليون أمام نتنياهو وميركل تلخيصا لأبحاثهم المميزة، وذلك في إطار محاولة لتطوير التعاون بين الجامعات في البلدين. إلا أن ضبابا خيم على اللقاء، بعد أن كشف أن مكتب نتنياهو منع مشاركة الأستاذة الجامعية البروفسورة رفقة فيلدحاي، في هذا اللقاء بسبب موقفها السياسي اليساري وتوقيعها على عريضة تدين الاحتلال وتؤيد الجنود الرافضين للخدمة في الجيش الإسرائيلي لأسباب ضميرية.

والبروفسورة فيلدحاي هي زوجة أحد مديري المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، البروفسور مردخاي كرمنتسير، المعروف بمواقفه اليسارية الشجاعة. وهي وزوجها ينشطان في أعمال احتجاج عديدة ضد الاحتلال. وكانت قد وجهت في السنوات العشر الأخيرة انتقادات لاذعة لسياسة حكومات إسرائيل وحكومة نتنياهو بشكل خاص، في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما انتقدت بشدة المساس بحرية البحث الأكاديمي والحريات الجامعية الأخرى، كما عارضت بشدة محاولات إغلاق قسم السياسة والحكم في جامعة بن غوريون في بئر السبع، عقابا له على أبحاثه الجريئة التي تظهر خطورة السياسة الإسرائيلية الرسمية على عملية السلام ومصالح إسرائيل.

وقد تم اختيارها لتشارك في الوفد وسافرت فعلا إلى برلين، ولكن عند وصولها أبلغها الألمان في اللحظة الأخيرة بأمر إلغاء مشاركتها في اللقاء المذكور. وبعد التدقيق في الأمر تبين أن مستشار الأمن القومي في حكومة نتنياهو، الجنرال احتياط يعقوف عاميدرور، هو الذي طلب إلغاء مشاركتها في اللقاء بسبب انتقاداتها لسياسات الحكومة. وجرى اللقاء فعلا من دونها. وحسب مصدر شارك في هذا اللقاء، فقد تردد بعض الأساتذة الإسرائيليين والألمان وفكروا في مقاطعة اللقاء، لكنهم قرروا في النهاية أن يشاركوا ويتكلموا في الموضوع، بلباقة ودبلوماسية. إلا أن نتنياهو أغاظهم، عندما ذكر في كلمته الترحيبية أمامهم أن إسرائيل تعتبر من أرقى دول العالم في الحريات المعطاة للجامعات وتجاهل تماما قصة فيلدحاي.

وكان البروفسور رؤوبين أميتاي، عميد كلية الآداب في الجامعة العبرية في القدس، أول المتكلمين بعد نتنياهو، فانتقده على قراره منع فيلدحاي من المشاركة في اللقاء. وقال إن محاضرته عن البحث تعتبر ناقصة لأن فيلدحاي كانت ستكملها. ثم تلاه البروفسور ستيف فاينر من معهد فايتسمان للأبحاث العلمية، الذي رفض أن يقدم تلخيصا عن بحوثه احتجاجا، وقال إن نتنياهو يدخل الحسابات السياسية الحزبية في القضايا الأكاديمية واعتبر منع فيلدحاي انتقاما منها على آرائها، وهذا تصرف خطير من رئيس حكومة لدولة ديمقراطية ومساس بالحرية الأكاديمية. ثم اتخذ أحد الباحثين الألمان موقفا مشابها.. فاضطر نتنياهو إلى الرد مدافعا عن موقفه، فقال إن من حقه ألا يتيح المشاركة لباحثة تدعو إلى التمرد في الجيش الإسرائيلي.