الخارجية الأميركية: لا نريد رؤية تكرار لأخطاء عهد مبارك

أعضاء بالكونغرس يتخوفون من تحويل مصر إلى إيران.. ويعتبرون اللجوء للجيش دليلا على «فقدان السيطرة»

TT

كررت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأميركية قلق بلادها من الأوضاع في مصر ودعت جميع الأطراف إلي ضبط النفس والحوار وعدم تكرار الأخطاء التي حدثت في عهد الرئيس حسنى مبارك.

وقالت نولاند: «إننا قلقون حول الوضع في مصر ونرى أن هناك آراء قوية حول محتوى الدستور والعملية الدستورية، لكن القرار يرجع إلى المصريين، ونحن نريد عملية تحترم حقوق المصريين ودستورا عندما يتم إقراراه يحقق احترام جميع الحقوق، ويجب على المصريين العمل للوصول إلي ذلك».

وأضافت نولاند: «نحن لا نملي على أحد ما يجب أن يكون عليه الدستور، إن رسالتنا هي إننا نريد أن نترك الناس تعبر عن حريتها في الرأي والتعبير عن الرأي، وأن تحترم الحكومة والجيش تلك الحقوق» وطالبت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية الجيش المصري والحكومة بضبط النفس والسماح بالمظاهرات، كما طالبت المعارضة بالالتزام بسلمية المظاهرات.

وحول التخوف من فرض القانون العسكري بعد قيام الرئيس مرسي بإعطاء الجيش سلطة القبض على المدنيين، قالت نولاند: «العملية الدستورية يقررها المصريون ونطالب الجميع بضبط النفس، ولا نريد أن نرى أخطاء حدثت في عهد مبارك». وأضافت: «لن نتدخل في التعليق حول كيف يستمر المصريون في عملية الدستور، والعملية في مصر تتغير يوميا، ونرغب أن يتم اتخاذ القرار بناء على حوار، وما نرغب فيه هو أن تكون النتيجة هي دستور يحمي جميع المصريين».

يأتي ذلك في وقت يسافر فيه مايكل بوزنر مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان إلى مصر اليوم، غادر عصام العريان القيادي في جماعة الإخوان المسلمين نيويورك إلى القاهرة دون أن يعقد أي لقاءات مع مسؤولين أميركيين في واشنطن. وقال مصدر مسؤول بالخارجية الأميركية إنه لم يكن هناك أي اجتماعات مرتبة مع العريان، وأن زيارته اقتصرت على مدينة نيويورك.

وأشار مسؤول بالخارجية الأميركية إلى أن زيارة بوزنر إلى مصر تبدأ اليوم للمشاركة في اجتماعات مع أعضاء المجتمع المدني في مصر وبحث عملية التحول الديمقراطي وقضايا حقوق الإنسان مع المسؤولين الحكوميين وممثلي الأحزاب السياسية ونشطاء المجتمع المدني والمجموعات الدينية. بينما كانت مصادر بالبيت الأبيض أكدت تأجيل زيارة الرئيس المصري إلى واشنطن إلي نهاية شهر يناير (كانون الثاني) (بعد حفل تنصيب الرئيس أوباما لفترة ولاية ثانية).

وقال مصدر باليت الأبيض في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن التأجيل يرجع إلي قلق الإدارة الأميركية من الأوضاع في مصر، وإلى تراجع العملية الديمقراطية. وأكد أنه تم تأجيل الزيارة لتوفير مزيد من الوقت للحكم ما إذا كان الرئيس مرسي يقود بلاده نحو الديمقراطية أم لا، وعما إذا كان يسعى للوصول إلي حل وسط مع المعارضة، وأشار إلي مكالمة تليفونية بين أوباما ومرسي مساء الخميس الماضي حث خلالها أوباما الرئيس مرسي على الحوار والتوصل إلي حل وسط مع المعارضة وضمان مبادئ الديمقراطية.

ويذكر أن عصام العريان ألقى محاضرة في جامع النور بمدينة نيويورك حول مشروع الدستور الجديد، مؤكدا أنه سيكون نموذجا يحتذي به في الشرق الأوسط والعالم العربي. وقد أثار ذلك النشطاء من المصريين الأميركيين وقامت الناشطة السياسية سلمى أبو المجد بمقاطعته ووصفته بالكاذب والقاتل للمصريين. وتعرضت للضرب من أنصار جماعة الإخوان الحاضرين للمحاضرة، وتدخلت الشرطة بالقبض على الناشطة السياسية وأطلق سراحها بعد أن أمضت أربع ساعات في الحجز.

من جانبه، أبدى النائب الجمهوري باك ماكيون رئيس لجنة الشؤون العسكرية بمجلس النواب شكوكه أن «مرسي يريد تحويل مصر إلي إيران، لكننا نأمل ألا يفعل ذلك»، موضحا أن قيام الرئيس بإعطاء الجيش سلطة القبض على المدنيين يشير إلى أن الوضع في مصر يخرج عن السيطرة.

وقال ماكيون في لقاء مع قناة «فوكس نيوز» أمس إن «الولايات المتحدة عملت مع قيادات الجيش المصري لفترة طويلة، وهم (الجيش المصري) يدركون الدور العسكري المطلوب منهم، والدور المدني. وعندما سقط مبارك قاموا بدورهم المدني وقادوا الفترة الانتقالية ثم عادوا إلي ثكناتهم بعد انتخاب رئيس مدني».

وأضاف: «أعتقد أن السبب في الاستعانة بالجيش يرجع إلي أن الوضع يخرج عن السيطرة، والجيش يريد إطاعة القائد المدني الذي تم انتخابه، ولا يريدون سقوط قتلى، وأعتقد أنهم سيطيعون مرسي، ويتوقعون منه أن يخضع لرغبات الشعب المصري أيضا».

بينما انتقد مايكل سينغ المحلل السياسي بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى تصرفات الرئيس المصري قائلا: «الحكومة التي لا تتصرف بمسؤولية بالداخل، لا يمكن أن تتصرف بسؤولية في الخارج»، مشيرا إلى أن المعونة الأميركية لمصر استمرت لضمان الاستقرار في مصر وأن على الحكومة المصرية أن تركز على مواجهة مخاطر تهريب الأسلحة عبر الحدود والمخاطر الاقتصادية التي تواجهها. وحول دور الجيش خلال الاستفتاء قال سينغ: «سنرى إذا كان الجيش المصري سيقوم بمنع قمع المعارضين أم لا».

وتحت عنوان «رجلنا في مصر»، تساءل الكاتب ديفيد أغناطيوس في صحيفة «واشنطن بوست» كيف تصبح واشنطن أفضل صديق لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، في وقت يقوم مرسي بتأكيد سلطاته الديكتاتورية ويضرب الليبراليين العلمانيين في شوارع القاهرة؟ وانتقد أغناطيوس أداء إدارة الرئيس الأميركي أمام ما يحدث في مصر، والاكتفاء بتصريحات تدعو إلي الهدوء ونبذ العنف. وتساءل هل خسرت أميركا حسها الأخلاقي والسياسي مقابل العثور على أصدقاء جدد؟

من جانب آخر، قال الناشط السياسي مجدي خليل، مدير منتدى الشرق الأوسط للحريات، إن جانبا كبيرا من الجالية المصرية سيقوم بمقاطعة الاستفتاء لعدم شرعيته وعدم دستوريته. مؤكدا أن جماعة الإخوان المسلمين قامت برصد 250 مليون دولار لشركات العلاقات العامة الأميركية لتقوم باستمالة الإعلام الأميركي واستمالة أعضاء الكونغرس للدفاع عن الرئيس مرسي والترويج لجماعة الإخوان المسلمين.