بارزاني يتفقد قوات كردية في مناطق متنازع عليها

المتحدث باسم البيشمركة لـ «الشرق الأوسط»: لم نسحب قواتنا وننتظر نتائج المفاوضات في بغداد

مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان خلال زيارته لقوات البيشمركة على مشارف كركوك أمس («الشرق الأوسط»)
TT

لإبداء دعمه لقوات البيشمركة الكردية المرابطة في المناطق المتوترة بحدود محافظة كركوك وطوزخورماتو وجبل حمرين، زار رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، القائد العام لقوات البيشمركة، أمس هذه المناطق والتقى بقيادات ومراتب ألوية البيشمركة التي تحركت إلى هناك في الفترة الماضية.

ونقل مصدر مرافق لبارزاني لـ«الشرق الأوسط» أن زيارة رئيس إقليم كردستان «جاءت صفته قائدا عاما لقوات البيشمركة، وتفقد أوضاع البيشمركة المرابطين على خطوط المواجهة مع الجيش العراقي، وثمن مواقفهم ووقفتهم هناك للدفاع عن إقليم كردستان والأراضي المتنازع عليها بعد صدور تهديدات من قبل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وجيشه، وكذلك لإبداء دعمه لتلك القوات والاستماع إلى مطالبها وحاجاتها بغية تلبيتها فورا».

وتأتي الزيارة في أعقاب تهدئة الأوضاع هناك بعد نجاح مساعي رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي، الذي قام بزيارات مكوكية بين أربيل وبغداد من أجل وقف التصعيد العسكري وإقناع الطرفين بسحب قواتهما من جبهات المواجهة، ولكن المتحدث الرسمي باسم قيادة قوات بيشمركة كردستان الفريق جبار ياور، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن قوات البيشمركة ما زالت مرابطة في نفس مواقعها ولم تنسحب بعد، مشيرا إلى أن «أية عملية انسحاب يجب أن تكون في إطار اتفاق بيننا وبين بغداد، وهذا لم يحصل بعد على الرغم من أن الوضع هادئ حاليا، والحشودات توقفت بشكل مؤقت».

وقال ياور: إن «الأزمة العسكرية أصبحت جزءا من الأزمة السياسية القائمة في العراق منذ فترة طويلة، وكان التصعيد الأخير هو جزء من تفرعات الأزمة وتفاقمها في الفترة الأخيرة، ولذلك نحن ننتظر حاليا نتائج المحادثات التي يجريها الوفد السياسي الكردي المؤلف من الدكتور برهم صالح وفاضل ميراني سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني تحت إشراف الرئيس جلال طالباني، وهم موجودون في بغداد ويبذلون جهودا مكثفة لحلحلة الأزمة السياسية التي سيؤثر أي انفراج فيها على الوضع الميداني في المناطق المتوترة».

وبتذكيره بصدور تصريحات مطمئنة من المالكي وبارزاني باستعدادهما لسحب قوات الجيش والبيشمركة من خطوط المواجهة بالمناطق المتنازع عليها، قال الفريق ياور: «ما طرح لحد الآن لا يتجاوز حدود مقترحات، أما الإجراءات الفعلية فلم نصل إليها بعد، ويفترض بأن يكون أي انسحاب لقوات الطرفين وفقا لاتفاقات توقع بهذا الشأن وتدرج فيها التفاصيل والآليات، وفيما عدا جلسة الحوار التي عقدناها قبل فترة مع قادة الجيش ومكتب رئيس الوزراء لم يحدث أي تطور آخر، ولذلك نحن ننتظر نتائج محادثات الوفد السياسي الكردي، وكذلك نتائج اللقاء المرتقب بين فخامة الرئيس طالباني والمالكي».

ولفت ياور إلى «أن العمليات المشتركة من تسيير الدوريات وتنظيم الدورات وضبط السيطرات في المناطق المتنازع عليها من زمار شمالا إلى نفط خانة جنوبا ما زالت مستمرة بين الجيش والبيشمركة كما كان الحال في السنوات السابقة، ولم تتأثر عمليات التنسيق والتعاون المشترك في إدارة الملف الأمني في تلك المناطق بصورة مشتركة بين الجيش والبيشمركة بالأزمة الحالية، وهذا أمر يبعث على التفاؤل، المهم الحشودات توقفت حاليا بانتظار الحلول النهائية وتطبيع الأوضاع».