ظهور تنظيم مسلح جديد شمال مالي يسمى «أنصار الشريعة»

طوارق جزائريين يلتحقون بالمسلحين استعدادا للمواجهة

TT

كشف مسؤول بأحد الأحزاب الجزائرية المرتبطة بالحكومة، عن التحاق عدد كبير من طوارق الجنوب الجزائري، بصفوف مسلحي الطوارق الماليين استعدادا للدخول في مواجهة مع تنظيم «القاعدة». في غضون ذلك، ظهرت جماعة مسلحة جديدة بشمال مالي، تسمى «أنصار الشريعة» تضاف إلى أربعة تنظيمات مسيطرة على الوضع الأمني بالمنطقة.

وذكر قيادي بحزب «التجمع الوطني الديمقراطي»، بمنطقة برج باجي مختار القريبة من الحدود مع مالي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «العشرات من شباب القبائل الطرقية اختفوا من مدينتنا خلال الأيام الأخيرة، يوجد من بينهم مناضلون في حزبنا. ولما استفسرنا عن أمرهم، حصلنا على معلومات تفيد بأنهم سافروا إلى شمال مالي للانضمام إلى حركة تحرير أزواد»، وهو تنظيم طرقي انفصالي، أعلن في أبريل (نيسان) الماضي، إقامة «دولة أزواد». وجاء ذلك بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح برئيس البلاد أمادو توماني توري 21 مارس (آذار) الماضي.

وأوضح القيادي، الذي أبدى رغبة في عدم نشر اسمه، أن الطوارق الذين سافروا «بصفة جماعية» إلى شمال مالي، «انخرطوا ضمن مقاتلي أزواد بدافع نصرتهم ضد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، والفصيل المنشق عنه حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا». والجماعتان تسيطران على الجزء الأكبر من شمال مالي. فيما تتحكم «حركة أزواد» في جزء صغير، وأثبتت التطورات في الميدان، أنها عاجزة عن مواجهة التنظيمين الإرهابيين. ويوجد تنظيم رابع طرقي يملك صلات بـ«القاعدة» يدعى «حركة أنصار الدين».

وأفاد القيادي الحزبي، الذي تنقل إلى العاصمة بهدف لقاء مسؤولي «التجمع» لتقييم نتائج مشاركة الحزب في الانتخابات المحلية التي جرت نهاية الشهر الماضي، أن أكثر من 40 شابا تجاوزوا الحدود بغرض الالتحاق برفاقهم الطوارق في أزواد. مشيرا إلى أن بعضهم كان يحمل أسلحة نارية. وتقول الحكومة الجزائرية إنها لا تريد أن يكون لها أي دور في عملية عسكرية محتملة في مالي لإنهاء سيطرة الجماعات المسلحة. وحرص القيادي الحزبي على التأكيد، على أن «تصرف هؤلاء الشباب كان فرديا، إذ إنهم لم يستشيروا شيوخ القبائل وأعيان المنطقة وإلا ما تركناهم يسافرون إلى مالي». يشار إلى أن مواجهات دامية جمعت في السابق، بين أزواد وعناصر «القاعدة» أسفرت عن قتلى وجرحى، أغلبهم من الطوارق. وفي نفس السياق، قال أمين عام «المؤسسة الجزائرية للدراسات الاستراتيجية والأمنية» العقيد المتقاعد بن عمر بن جانة، أن طوارق الجزائر والنيجر وبوركينا فاسو، «لن يبقوا مكتوفي الأيدي إذا ما قامت الحرب في شمال مالي، فهم سيظهرون تضامنا مع رفاقهم الماليين ضد الجماعات الإرهابية». وقال بن جانة أمس بالعاصمة لصحافيين، تابعوا نقاشا دار بين خبراء في الأمن حول الوضع في الساحل، إن الإرهابيين «سيتعرضون للضغط جراء التلويح بشن عملية عسكرية ضدهم، مما سيدفعهم إلى التسلل إلى التراب الجزائري. وسيجر ذلك الجيش الجزائري حتما إلى المشاركة في الحرب، وهو ما تريده فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، اللتان تمارسان نفوذا قويا على دول غرب أفريقيا لحسم الموقف عسكريا في شمال مالي».

وذكر محمد برقوق وهو عضو في «مؤسسة الدراسات الاستراتيجية»، أن الحرب المرتقبة «ستخلف آثارا سلبية على سكان المنطقة الذين يعانون أصلا من الفقر، ولكن الأخطر من ذلك أنها ستمنح شرعية للجهاد المزعوم الذي يقوم به عناصر القاعدة».

إلى ذلك، نشرت وكالة «الأخبار إنفو» الإلكترونية الموريتانية، أن مسلحين من عرب منطقة أزواد أعلنوا أمس عن حركة مسلحة جديدة، تسمى «أنصار الشريعة». ويقيم أصحاب هذا التنظيم، حسب الوكالة الإخبارية، بمدينة غاو وهي أكبر مدن الشمال المالي. وأضافت بأن أغلب قادة الجماعة الجديدة ينحدرون من قبيلة «البرابيش» المنتشرة في منطقة تمبكتو، والتي تجمع بعض عائلاتها علاقة مصاهرة مع عناصر بـ«القاعدة».