مفوضية اللاجئين تطلب دعما لإدامة خدماتها للاجئين السوريين بالأردن

مخيم «مريجب الفهود» ينتظر انتهاء تجهيزه ليخفف الضغط عن «الزعتري»

TT

قال الناطق الإعلامي لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن أنمار الحمود، إن عدم توفر المخصصات المالية الكافية والظروف الجوية السائدة تعوق بلوغ جاهزية مخيم «مريجب الفهود» في محافظة الزرقاء 45 كلم شمال شرقي عمان، متوقعا استكمال تجهيزه مطلع العام المقبل.

واعتبر الحمود أن من شأن هذا المخيم الجديد أن يخفف الضغط على مخيم الزعتري حيث من المتوقع أن يستوعب المخيم نحو 5 آلاف وخمسمائة شخص، وذلك بالتعاون مع المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة.

وأشار إلى جاهزية القوات المسلحة الأردنية لبناء المخيم منوها إلى بعض التفاصيل التي تقوم بها هذه القوات من أجل استكمال بنائه وتجهيزه على المساحة المخصصة التي بلغت 13 ألف دونم، وذكر أنه تم إمداد المخيم بنحو 400 كارفان (بيوت متنقلة) و16 مطبخا، بينما ستوفر السعودية 400 كارفان أخرى.

وتعمل القوات المسلحة الأردنية على زرع أعمدة الكهرباء وتعبيد الطرق في المخيم، واعتبر الحمود أن المخيم في حال جهوزيته سيكون نموذجيا وحسب المعايير الدولية.

على صعيد متصل، كشفت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أنها ستتقدم، قريبا، بمعية منظمات دولية أخرى عاملة في مجال مساعدة اللاجئين السوريين بالأردن، بطلب إلى دول وجهات مانحة، لمنحها «مساعدة تصل إلى مئات ملايين الدولارات»، لضمان استمرار خدماتها لفائدة هؤلاء اللاجئين.

وأكد ممثل المفوضية في الأردن، أندرو هاربر، لصحيفة «الغد» الأردنية، أمس، أن المفوضية «لا توجد لديها أموال لتبدأ بها عام 2013، لذا فهي تواجه أزمة ميزانية مع بداية العام القادم».

وأضاف أن المبلغ المتوفر حاليا لدى المفوضية «يكفي لبضعة أسابيع فقط، وإن لم يتوفر دعم مالي مع مطلع العام المقبل فإننا سنعاني»، موضحا أنه سيتم التقدم بطلب الدعم للدول المانحة، في التاسع عشر من الشهر الحالي، وذلك لتوفير الدعم المالي بأسرع وقت ممكن، «لكي يتسنى للمنظمات المعنية، مثل المفوضية وبرنامج الغذاء العالمي واليونيسيف، الاستمرار في دعمها للاجئين السوريين».

وأشار، في هذا الصدد، إلى أن كل الجهود، التي تقوم بها المفوضية، «مصممة لمساعدة الحكومة الأردنية»، موضحا أنه «عند تلقي الدعم اللازم، نتطلع لتقليل التكلفة على الحكومة، من خلال توفير المياه والكهرباء وأمور أساسية أخرى للاجئين السوريين في المملكة، بما يخفف العبء عن الحكومة».

وكان هاربر قد أكد في وقت سابق أن تدفق اللاجئين السوريين، بشكل مستمر، يطرح تحديات كبيرة على الأردن، مضيفا أنه ليس هناك أي مؤشر إيجابي على أرض الواقع لتوقف هذا المد، مناشدا المجتمع الدولي ودول المنطقة الإسراع في تقديم يد العون للأردن ومساندته، سواء لتقديم الخدمات للاجئين الموجودين حاليا فوق أراضيه، أو لاستيعاب الأعداد المرشحة للتدفق على أراضيه مستقبلا.

وأطلق الأردن، في سبتمبر (أيلول) الماضي، نداء إغاثة عاجلا مشتركا مع هيئات أممية، كـ«اليونيسيف» والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين وصندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية والمنظمة الدولية للهجرة، لمساعدته في تحمل التكاليف الناجمة عن استضافة اللاجئين السوريين، في ضوء تدفقهم المستمر وبأعداد كبيرة على أراضيه، وغياب الدعم المباشر من المجتمع الدولي.

يذكر أن عدد السوريين الذين دخلوا الأردن، منذ اندلاع الأزمة السورية منتصف مارس (آذار) 2011، فاق 250 ألفا، منهم أكثر من 140 ألفا مسجلون رسميا، أو في انتظار التسجيل كلاجئين لدى المفوضية.