تقرير بريطاني: محادثات دولية لتسليح المعارضة السورية

الشيشكلي: زيارة مرتقبة للإبراهيمي إلى دمشق لإبلاغ الأسد بأنه لم يعد أمامهم أي حل سياسي لبقائه

TT

بعد يوم واحد من الاعتراف الأوروبي بالائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية، ممثلا شرعيا للشعب السوري، وزيادة مساعدته الإنسانية للمتضررين مما يحصل في سوريا، كشفت صحيفة الـ«إندبندنت» البريطانية عن محادثات يجريها الجيش البريطاني لمساعدة المعارضة السورية، مشيرة إلى أن تحالفا دوليا بشأن سوريا، ومن ضمنه بريطانيا، يعكف حاليا على وضع خطة مفصلة يقدم من خلالها التدريب العسكري لقوات المعارضة السورية إضافة إلى إمدادها بالدعم الجوي والبحري.

وقد ذكرت الصحيفة في عددها ليوم أمس، إلى أن احتمال التدخل الدولي يأتي في الوقت الذي انضوت فيه المعارضة التي كانت مجزأة وغير منظمة تحت مظلة سياسية واحدة كما شكلت هيكلية قيادية واحدة لميليشياتها، لافتة إلى أن هناك اعتقادا يساور الجهات الخارجية التي تدعم المعارضة بأن الحرب المستمرة منذ اثنين وعشرين شهرا وصلت إلى نقطة تحول ومن ثم بات من اللازم تقديم المساعدة للثوار لتمكينهم من شن هجوم أخير ضد النظام.

لكن وفي حين قال مصدر معارض لـ«الشرق الأوسط» إنه من المتوقع أن يعلن في البيان الختامي لـ«مؤتمر أصدقاء سوريا» الذي يعقد في مراكش «رفع حظر تسليح المعارضة السورية»، وأن هناك إشارات دولية تصب في هذا الاتجاه، نفت شخصيات عدة في المعارضة السورية والعسكرية علمها بالأمر، معتبرة أن النظام بات قاب قوسين من النهاية، ولم يعد الثوار بحاجة إلى دعم عسكري كان من المفترض أن يقدم لهم في بداية الثورة وليس في نهايتها. كذلك، أكد كل من العقيد عبد الجبار العكيدي، عضو هيئة الأركان في الجيش الحر، واللواء محمد فارس، لـ«الشرق الأوسط» عدم علمهما بأي خطوات عملية في هذا الإطار. وقال العكيدي: «لا نطلب دعما من هذه الدول.. ما نريده منها فقط أن توقف دعمها للنظام السوري، وعندها لن يصمد الأسد إلا أياما»، مشددا على أن الجيش الحر يخوض معركته بأسلحة النظام والغنائم التي يستولي عليها الجيش الحر إضافة إلى أخرى يشتريها من السوق السوداء. في حين، أشار فارس، إلى أن هناك إشارات إيجابية في إطار تسليح المعارضة، لكن الأمر ينتظر التنفيذ، مضيفا: «لطالما سمعنا هذه الوعود لكنها بقيت حبرا على ورق ولم نجد أي خطوات عملية».

من جهته، اعتبر عضو المجلس الوطني السوري، أديب الشيشكلي، أنه من الواضح أن المعطيات الدولية تشهد تغيرات ملحوظة في الفترة الأخيرة لجهة دعم المعارضة السورية واتخاذ قرارات حاسمة بشأن الأزمة السورية، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «سمعنا من جهات عدة وعودا بأنها جاهزة للدعم، وهذا ما كنا نتمناه قبل أن يصل الأمر إلى التطرف، ومن ثم اتهام بعض المجموعات المعارضة بالإرهابية». وفي حين أكد الشيشكلي أن «الحسم على الأرض بات قريبا، والدعم العسكري، إن أتى، سيأتي متأخرا لدعم الـ15 في المائة المتبقية من المعركة»، أشار إلى أنه «يتم العمل على الإجراءات اللوجستية لزيارة قريبة للمبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي إلى سوريا الأسبوع المقبل، لإبلاغه (الأسد) الرسالة الأخيرة وهي أن المجتمع الدولي لم يعد أمامه أي حل سياسي لبقائه».

وكشفت الـ«إندبندنت» أن رئيس أركان الجيش البريطاني السير الجنرال ديفيد ريتشاردز استضاف قبل أسابيع عدة اجتماعا سريا حضره قادة جيوش كل من فرنسا وتركيا والأردن وقطر والإمارات العربية المتحدة إضافة إلى جنرال أميركي رفيع، نوقشت خلاله هذه الاستراتيجية بشكل مطول، كما أن الدوائر الحكومية الأخرى في بريطانيا ونظيراتها في الدول الحليفة عقدت كذلك اجتماعات مكثفة بشأن هذه المسألة.

ونقلت عن مسؤولين أميركيين وبريطانيين قولهم إن الحكومات الغربية تشاطر روسيا قلقها من فوضى محتملة بعد رحيل الأسد يتسلم في خضمها من تصفهم بـ«الجهاديين» زمام المبادرة، وتخلص إلى أن الغرب يحتاج لمساعدة روسيا لمنع انعطاف الأمور إلى هذا المسار.