موسكو تنتقد اجتماع «أصدقاء سوريا» في المغرب

أكدت مجددا مواقفها من الأسد

TT

عادت موسكو إلى تأكيد مواقفها من ضرورة الحوار بين السلطات السورية وفصائل المعارضة بكل أطيافها بوصفه السبيل الأمثل للخروج من الأزمة الراهنة. وفيما أكدت الخارجية الروسية ثوابت الموقف الروسي في أعقاب كل من اللقاء الذي جرى بين سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية ونظيرته الأميركية هيلاري كلينتون في دبلن في آيرلندا واللقاء الثلاثي الذي جمع ميخائيل بوغدانوف المبعوث الشخصي للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط مع دينيس روس نائب وزيرة الخارجية الأميركية والأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي إلى سوريا في جنيف في إطار «ضرورة العمل من أجل الحيلولة دون عسكرة النزاع والتحول إلى مجرى الحوار السياسي»، وذكرت مصادر دبلوماسية روسية في تصريحاتها لـ«الشرق الأوسط» أن روسيا الاتحادية تظل عند موقفها من اعتماد السبل السياسية والحوار بين كل الأطراف المعنية من أجل حل النزاع القائم وتحديد معايير المرحلة الانتقالية من دون أي تدخل خارجي أو أي محاولات لفرض وصفات جاهزة للتطور السياسي الاجتماعي. وكشفت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» (الصحيفة المستقلة) في عددها الصادر أمس عن احتمالات أن يشهد مؤتمر مجموعة «أصدقاء سوريا»، المقرر انعقاده اليوم في المغرب، اعتراف الولايات المتحدة بـ«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية». وقالت الصحيفة: «إن عددا محدودا فقط، من دول العالم، اعترف بـ(الائتلاف الوطني) ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري، لأن هناك دولا تشكك في حقيقة تمثيل (الائتلاف) لكل فئات الشعب السوري. وهناك دول أخرى تحدد موقفها تبعا لموقف الولايات المتحدة». وربطت الصحيفة بين ما أجراه الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي من مشاورات في آيرلندا وجنيف وبين ما يتردد من شائعات حول «استعداد موسكو للتعاون مع واشنطن لضمان تنازل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة». وقالت: «إن سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي نفى هذه الشائعات». ونقلت عن لافروف ما قاله حول أن «روسيا لا تجري أي مفاوضات حول مصير الأسد، وأن ترويج مثل هذه الشائعات، تمارسه جهات معروفة تاريخيا بسعيها لتشويه الحقائق». وتؤكد هذه التصريحات صحة ما أشارت إليه صحيفة «كوميرسانت» الروسية في تقريرها الذي قالت فيه: «إن روسيا ليست مستعدة للضغط من أجل إخراج الأسد من السلطة على الرغم من جهودها كي تنأى بنفسها عن حليفها القديم والمشتري الرئيسي لسلاحها»، إلى جانب ما أشار إليه التقرير نفسه حول أنها «لا تعتزم إقناع الزعيم السوري بترك منصبه طواعية»، الأمر الذي قالت الصحيفة إنه «يعزز المؤشرات نحو أن الفجوة ما زالت قائمة بعد اجتماعين عقدهما مؤخرا مسؤولون أميركيون وروس مع المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي في جنيف». أما عن احتمالات استخدام السلطات السورية للأسلحة الكيماوية فقد أعادت المصادر الروسية ما قالته حول استبعاد ذلك وإن أشارت إلى مخاوفها من وقوع هذه الأسلحة في أيدي جماعات إرهابية الأمر الذي قالت إنه «يتجاوز خطر استخدامها من جانب القوات الحكومية». وحول اجتماع «الرباعية الدولية» الخاص بالتسوية الشرق أوسطية قالت وزارة الخارجية الروسية أمس إن الاجتماع سيعقد على مستوى المندوبين اليوم الأربعاء 12 ديسمبر (كانون الأول) في بروكسل والذي سوف يمثل فيه روسيا سيرغي فيرشينين المبعوث الشخصي لوزير الخارجية للتسوية الشرق أوسطية ومدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الروسية.