بارزاني يؤكد رد أي «اعتداء» للجيش العراقي

مسؤول عسكري كردي لـ «الشرق الأوسط»: أقل خطأ سيؤدي إلى كارثة بالمناطق المتنازع عليها

TT

جدد مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان تأكيده على استعداد البيشمركة للرد على أي اعتداءات من جانب الجيش العراقي، مشددا في الوقت ذاته على العودة إلى الدستور لحل الخلافات القائمة. وقال أثناء مشاركته في تخريج دفعة جديدة من كوادر حزبه، أمس: «منذ انتهاء عملية تحرير العراق وسن الدستور الجديد للبلاد، وصولا إلى هذا اليوم، كنا وما زلنا نحاول أن نحل خلافاتنا عبر الحوار والتفاوض وفقا لمبادئ وأسس الدستور، ونحن نرفض بشكل قاطع اللجوء إلى إراقة الدماء، ولكن إذا تعرضنا للاعتداء والهجمات غير المبررة عندها سنرد بكل قوة، ولن نقبل بالتفرد وممارسة الظلم والقمع».

من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني أن «على جميع الأطراف العراقية أن تدرك أن الرئيس طالباني، ومنذ عودته إلى بغداد، يبذل جهودا مضنية وحثيثة من أجل تهدئة الأوضاع والبحث عن حلول للأزمة السياسية في العراق، ولكن للأسف فإن السيد رئيس الوزراء نوري المالكي بدلا من تهيئة الأجواء أمام نجاح مبادرة الرئيس، من خلال وضع حد للتصريحات الاستفزازية التي يطلقها المقربون منه، الذين يلبدون الأجواء، يلجأ هو بذاته إلى إطلاق تصريحات تسهم في إذكاء نار الحرب، وهي تصريحات ستكون لها تداعيات خطيرة على جهود السلام».

وأشار آزاد جندياني في تصريحات أدلى بها للموقع الإعلامي لحزبه إلى أن «السيد المالكي، بدلا من أن يتحمل مسؤولياته كرئيس للوزراء ويسعى للتجاوب مع جهود فخامة الرئيس طالباني لحل الأزمات التي نتجت بالأساس بسبب سياساته الخاطئة، نراه يتهرب من معالجة تلك الأزمات».

في غضون ذلك، أكد الفريق جبار ياور الأمين العام لوزارة البيشمركة الكردية بحكومة إقليم كردستان والمتحدث الرسمي باسمها أن «الأوضاع في المناطق المتنازعة خطيرة، وأن مجرد حصول خطأ صغير من شأنه أن يحدث كارثة في تلك المناطق التي يقطنها أكثر من مليوني مواطن».

وقال ياور في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه أبلغ وفدا بريطانيا يترأسه ستيف لوغان ممثل وزارة الدفاع البريطانية الذي يزور كردستان لتدريب قادة وكوادر وزارة البيشمركة على الإدارة الحديثة بأن «قيادة إقليم كردستان سعت منذ بداية الأزمة إلى التهدئة واللجوء إلى الحوار والتفاوض وفقا للأسس الدستورية والاتفاقات السابقة بينها وبين بغداد، وهي تؤمن بأن الحلول يجب أن تكون سياسية بعيدة عن أي مواجهة عسكرية، ولكن الطرف الآخر يتهرب من تنفيذ الاتفاقات العسكرية والسياسية التي تم توقيعها في الفترة السابقة، مما أثار مخاوف كبيرة في المناطق المتنازعة التي تمر اليوم بحالة خطيرة، حتى إن أقل خطأ يحدث هناك سيترتب عنه وقوع كارثة كبيرة بالمناطق المتنازعة».

ودعا ياور إلى دور أممي أكثر فاعلية في المنطقة لمنع حدوث أي مواجهات عسكرية، وقال: «من خلال لقاءاتنا المتعددة مع البعثة الدولية للأمم المتحدة في العراق (يونامي) ومسؤولي مكاتبها المختلفة، نقلنا إليهم مخاوفنا وتحذيراتنا من حصول أي مواجهة عسكرية بين الجيش والبيشمركة، وطلبنا من الأمم المتحدة بأن تعاود تفعيل دورها في المناطق المتنازع عليها».