محافظ مأرب: لن نتوقف عن ملاحقة العناصر «الإرهابية» و«التخريبية»

الرئيس هادي يحذر من الإرباك السياسي

TT

قال الشيخ سلطان العرادة، محافظ محافظة مأرب اليمنية بشرق البلاد التي تشهد توترات أمنية ومواجهات بين قوات الجيش وتنظيم القاعدة، في الآونة الأخيرة لـ«الشرق الأوسط» إن الحكومة اليمنية تواصل استهداف العناصر الإرهابية والتخريبية في المحافظة وإنها لن تتوقف عن مطاردتهم، وقال: إن «الدولة استهدفت هذه الجماعات الإرهابية بالطيران والمدفعية اليومين الماضيين».

وقالت مصادر محلية في مأرب لـ«الشرق الأوسط» إن 4 من عناصر «القاعدة» قتلوا، إضافة إلى أحد رجال القبائل في مواجهات دارت، أمس، بين رجال القبائل ومسلحي «القاعدة» في القبيلة التي ينتمي إليها شخص يدعى بن معيلي، حيث ترفض قبائله تواجد رفاقه المتشددين الإسلاميين في منطقتهم، بعد الضربات العسكرية الجوية التي استهدفت المنطقة بسبب تواجد تلك العناصر، وأكد محافظ مأرب أن «قبائل المحافظة استنكرت وتستنكر الغارات الجوية على مناطقها وقاموا بأنفسهم بملاحقة العناصر التي تنتمي لـ(القاعدة) وحصل قتال بين هذه المجاميع والقبائل من آل معيلي».

وأضاف المسؤول اليمني لـ«الشرق الأوسط» أن العناصر المحسوبة أو الموالية لتنظيم القاعدة في محافظة مأرب «هي معدودة وأنه عندما تم اكتشاف عودة بعضهم إلى منازلهم وقراهم، جرى استهدافهم بالطيران الحربي وأن الدولة ومعها القبائل ستواصل ملاحقتهم»، وتطرق الشيخ العرادة إلى الكمين الذي استهدف قبل أيام عددا من ضباط وجنود الجيش أثناء عودتهم من منطقة صافر ومقتل وجرح العشرات منهم على يد المسلحين الإرهابيين والمخربين.

وإضافة إلى هذه التطورات الإرهابية المتمثلة في تواجد هذه العناصر واستهداف المسؤولين العسكريين والأمنيين، تشهد محافظة مأرب سلسلة متواصلة من العمليات التخريبية التي تستهدف أبراج الكهرباء وأنابيب النفط، إضافة إلى أعمال التقطع والنهب في الطرقات العامة والاقتتال القبلي اليومي في الأسواق وغيرها على خلفية الثأر القبلي.

وتعد محافظة مأرب إحدى المحافظات اليمنية الهامة، حيث توجد بها ثروة نفطية كبيرة، إضافة إلى وجود محطة الكهرباء الغازية التي تغذي معظم المحافظات اليمنية، هذا عوضا عن أنها محافظة تاريخية وبها شواهد على حضارات يمنية قديمة منها «مملكة سبأ» وبها، أيضا : «سد مأرب» الشهير.

في موضوع آخر، دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي القوى السياسية في الساحة اليمنية إلى تجنب مما سماها «محاولات الإرباك أو المغالطة السياسية بكل أشكالها وصورها وهذه مهمة الجميع»، وقال هادي، في اجتماع للجنة العامة (المكتب السياسي) لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي ما زال الرئيس السابق علي عبد الله صالح يترأسه وهو (هادي) في منصب النائب: «نحن اليوم على أعتاب الولوج إلى المؤتمر الوطني الشامل الذي يعول عليه كل اليمنيين في رسم معالم المستقبل المأمول على قاعدة الحكم الرشيد بكل متطلباته والدولة المدنية الحديثة المرتكزة على الحرية والعدالة والمساواة»، وأكد هادي أن اللجنة الفنية للحوار الوطني أنهت مهامها وسلمت تقريرها، أمس، إليه، واعتبر ذلك إنجازا جديدا «في طريق مواجهة كافة الصعاب والتحديات والإصرار على إنجاز ما احتوته المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة بصورة دقيقة وآمنة وصادقة وبما يضمن سلامة مسيرة الوفاق والوئام نحو استكمال المرحلة الانتقالية وصولا إلى يوم الـ21 من فبراير (شباط) 2014. موعد استحقاق الانتخابات الرئاسية وذلك بعد إجراء التعديلات الدستورية والاستفتاء عليها والتي ستحدد طبيعة النظام والانتخابات البرلمانية التي ستجرى والكيفية المطلوبة التي تنسجم مع مصالح الوطن وأمنه واستقراره ووحدته».

وأكد الرئيس اليمني أن بلاده «على المحك ويجب على الأطراف الحزبية والسياسية والاجتماعية العمل بكل الحرص من أجل مصلحة الوطن العليا وتجنب محاولات الإرباك أو المغالطة السياسية بكل أشكالها وصورها وهذه مهمة الجميع»، وأشار إلى أن «الظرف ما يزال دقيقا وحساسا ويحتاج إلى تدارك بحس وطني صادق ومؤمن بخروج اليمن من دوامة الأزمة والظروف الصعبة إلى آفاق التطور والنماء»، وقال هادي إن «مضامين المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية الزمنية وتطبيقها على أرض الواقع كفيلة بصيانة حقوق الجميع وكتابة عهد جديد بإغلاق صفحة الماضي بكل ما لها وعليها وفتح صفحة جديدة ناصعة البياض لليمن المواكب للقرن الواحد والعشرين وتأمين مسيرة العطاء الوطني من أجل التطور والتنمية وتحقيق آمال وتطلعات الجماهير في الحياة الحرة الكريمة والمستقبل المأمول»، وطلب من حزبه (المؤتمر الشعبي) «تحديد مندوبين من المؤتمر الشعبي العام إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل قبل نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي».