بوتين يفتح النار على المعارضة التي «تتلقى أموالا من الخارج»

شدد في خطابه السنوي للأمة على تعزيز قدرات روسيا العسكرية

بوتين أثناء إلقاء خطابه إلى الأمة من الكرملين أمس (إ.ب.أ)
TT

في رسالته السنوية إلى الأمة التي اختار موعد الساعة الثانية عشرة من يوم 12 - 12 - 2012، أوجز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوجهات الأساسية الداخلية والخارجية والأهداف المنتظر تنفيذها على مدى السنوات الخمس التالية من فترة رئاسته بوجه عام. وكان لافتا أنه فتح النار مجددا على المعارضة، وقال إن السياسي الذي يتلقى أموالا من الخارج لا يمكن أن يكون له مكان في الساحة السياسية «لأنه يخدم في أغلب الظن مصالح الغير».

وأكد بوتين أنه لا يوجد خيار آخر أمام روسيا سوى الديمقراطية، مشيرا إلى «ضرورة أن ترتكز الديمقراطية الروسية على تقاليدها، وليس على تطبيق معايير مفروضة من الخارج». ودعا بوتين إلى احترام القانون والقواعد والمعايير السائدة في البلاد. وذكر أيضا: «يجب علينا بلوغ الديمقراطية الحقيقية، أي سلطة الشعب المباشرة». وقال الرئيس الروسي إنه ورغما عن أن القوانين الروسية تحظر مشاركة رموز الجريمة في أجهزة السلطة، فإن هذه الرموز تتسلل إلى هذه الأجهزة، وهو ما يجب العمل من أجل الحيلولة دون وقوعه. وأشار كذلك إلى ضرورة حظر فتح أي من كبار موظفي الدولة من أعضاء الحكومة والبرلمان وإدارة الكرملين وعائلاتهم وأقاربهم لحسابات بنكية أو تملك أي أوراق مالية في الخارج إلى جانب التزامهم بتسجيل كل عقاراتهم في الخارج وقيمتها المالية ومصادر دخلهم. وفي عرضه للتوجهات العامة لسياسته خلال المرحلة القادمة، قال بوتين: «إن الأعوام المقبلة ستحدد ملامح تطور روسيا والعالم»، مؤكدا أنها «ستكون حاسمة، ليس فقط بالنسبة لروسيا، بل وعمليا بالنسبة لكل العالم»، الذي أشار إلى أنه «يدخل عصر التغيرات الجذرية، وربما حتى عصر الهزات»، على حد تعبيره. وتوقف الرئيس الروسي عند ما وصفه بالارتباك الذي يتسم به تطور العالم، ليقول: «إن الظروف تبدو مهيأة لظهور نزاعات جديدة ذات طابع اقتصادي وجيوسياسي وإثني، وإن المنافسة تشتد للحصول على الموارد، ليس فقط بهدف الحصول على المعادن والنفط والغاز، بل وعلى الموارد البشرية بالدرجة الأولى، وقدرات البشر الذهنية». وشدد بوتين أيضا على ضرورة أن تحافظ روسيا على أهميتها الجيوسياسية. وبينما أشار إلى وجوب الاهتمام على نحو خاص بالتركيز على هذه التوجهات، أكد على ضرورة إعلاء شأن روسيا، التي رأى أنها ضرورة أن تغدو ذات أهمية وأن يحتاج إليها جيرانها وشركاؤها. وأضاف: «إن هذا الأمر هام بالنسبة لنا أنفسنا، وبودي التأكيد على ذلك، وهذا يخص اقتصادنا وثقافتنا وعلومنا وتعليمنا ودبلوماسيتنا، وبصورة خاصة قدرتنا على القيام بأفعال جماعية على الصعيد الدولي».

وأوضح بوتين هذه التوجهات بقوله: «طبعا هذا يمس بالدرجة الأولى قدرتنا العسكرية التي تعتبر ضمانة أمن روسيا واستقلالها»، بينما أشار إلى أن مصالح الأمة تتطلب، وعلى خلفية عمليات التناقضات الجارية في العالم، القيام بأفعال حازمة.