مستوطنون متطرفون يكتبون شعارات مسيئة للنبي عيسى في القدس

الأردن يدين.. والهيئة الإسلامية المسيحية تدعو لوضع حد للانتهاكات

رجل يمر أمام سيارة كتب عليها شعارات يمينية عنصرية ضد المقدسات المسيحية في القدس (رويترز)
TT

مرة أخرى، عاد المستوطنون المتطرفون إلى كتابة شعارات يمينية عنصرية على معابد عربية في القدس، وهذه المرة جاءت الشعارات مسيئة للنبي عيسى (عليه السلام) على جدران أحد الأديرة في القدس، وعلى مركبة كانت مركونة في الجوار. كما اعتدوا على ممتلكات المواطنين في بلدة شقبا شمال مدينة رام الله.

وقد قام هؤلاء المتطرفون بكتابة شعارات باللغة العبرية معادية ومسيئة للسيد المسيح على جدار دير المصلبة التابع للكنيسة الأرثوذكسية بالقرب من حديقة صقر في مدينة القدس، كذلك قاموا بثقب إطارات السيارات التي كانت تقف في ساحة الدير، وهي المرة الثالثة التي يتعرض خلالها هذا الدير للاعتداء من قبل المتطرفين اليهود تحت شعار «دفع الثمن». وفي قرية شقبا الواقعة شمال مدينة رام الله أقدمت مجموعة من المتطرفين اليهود على حرق سيارة فلسطينية بالقرية، وخطوا شعارات معادية للعرب ووقعوا عليها بكلمتي «دفع الثمن»، التي يستخدمها المستوطنون المتطرفون في اعتداءاتهم على المعابد العربية، الإسلامية والمسيحية منذ نحو السنتين، ويقصدون بها أنها انتقام لعمليات يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد المستوطنين ويجبون هم ثمنها من الفلسطينيين.

وقد دعت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات إلى ضرورة وضع حد حاسم لانتهاكات السلطات الإسرائيلية لحرمة المقدسات، وعدم التعرض لأماكن العبادة من كنائس ومساجد وأديرة، مشيرة إلى أن الأنبياء والأديان وأماكن العبادة أماكن مقدسة تتمتع بحرمة وقداسة خاصة لا يجوز لأي أحد التطاول أو التعدي عليها. وحمل الأمين العام للهيئة، الدكتور حنا عيسى، الحكومة الإسرائيلية وحاخاماتها المتطرفين المسؤولية الكاملة عن هذه الأعمال والانتهاكات، مشيرا إلى ما يصدر عن حاخامات اليهود من فتاوى عنصرية متطرفة، هي التي تبيح قتل العرب مسلمين ومسيحيين في فلسطين، مشيرا إلى أن السلطات الإسرائيلية وسوائب المستوطنين يعملون على تعكير احتفالات المسيحيين بعيد الميلاد المجيد، عيد السيد المسيح عليه السلام، فالتعدي بالشتم على السيد المسيح في هذه الأوقات هو تطرف وعنصرية كبيران.

ودعت الهيئة مجلس الكنائس العالمي وبابا الفاتيكان، ومنظمة التعاون الإسلامي والمجتمع الدولي، وكافة المؤسسات والجهات المعنية بتحمل مسؤولياتها، والتدخل الفوري للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف هذه الاعتداءات.

ومن جهتها، عبرت الحكومة الأردنية، أمس الأربعاء عن إدانتها واستنكارها الشديدين لكتابات مستوطنين إسرائيليين على جدران دير مسيحي في القدس المحتلة.

وأكد وزير الدولة لشؤون الإعلام ووزير الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة، سميح المعايطة، في بيان صحافي أن هذه الأعمال تشكل استفزازا لمشاعر المسلمين والمسيحيين وإساءة للأديان السماوية والرموز الدينية، واعتداء مرفوضا وانتهاكا فاضحا لأماكن العبادة وسلامتها.

وقال: إن «الأعمال الإسرائيلية تأتي في وقت يحتفل فيه العالم بمولد السيد المسيح عليه السلام، بما يمثله من قيم السلام والمحبة، تشير إلى نهج إسرائيل في تجاوز كل القيم والأعراف الإنسانية والدينية، وما نصت عليه التشريعات والقوانين الدولية».

وحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية عدم التعرض لأماكن العبادة وضمان حرية العبادة فيها وسلامتها وعدم المساس بها أو تدنيسها بأي شكل ومن أي جهة كانت، مشيرا إلى أن هذه الأعمال الفاضحة تشكل خرقا للقانون الدولي والإنساني والشرائع السماوية.

وجدد التأكيد على أن الأردن سيمضي في أداء دوره وواجبه التاريخي تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ورعايتها وحمايتها من أي انتهاكات إسرائيلية.