موسكو تدين اعتراف واشنطن بالائتلاف السوري وتعتبره مخالفا لاتفاقيات جنيف

الصراع في سوريا مستمر بغض النظر عن بقاء الأسد

TT

انتقدت موسكو قرار واشنطن حول الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري واعتبرته «رهانا على الانتصار العسكري لقوى المعارضة». وقال سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية أمس في ختام مباحثاته مع نظيره السلوفاكي ميروسلاف لايتشيك أمس: «إن اعتراف واشنطن بالائتلاف السوري المعارض يخالف اتفاقات جنيف». وكشف وزير الخارجية الروسية عن أنه فوجئ بالأنباء التي تقول إن الولايات المتحدة اعترفت على لسان رئيسها بالائتلاف الوطني ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري.

واعتبر لافروف أن الولايات المتحدة «تعول على انتصار بواسطة السلاح» للائتلاف الوطني السوري المعارض بعد أن اعترفت به ممثلا شرعيا للمعارضة السورية. وقال لافروف في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية: «لقد استغربت إلى حد ما» إعلان الولايات المتحدة اعترافها بالائتلاف المعارض ممثلا شرعيا للمعارضة السورية. وأضاف: «نستنتج بالتالي أن الولايات المتحدة قررت أن تراهن على انتصار بواسطة السلاح لهذا الائتلاف».

وتابع لافروف أن «ذلك يتعارض مع الاتفاقات المحددة في مبادرة جنيف التي تدعو إلى إطلاق حوار بين الحكومة السورية من جهة، والمعارضة من جهة أخرى».

وكان لافروف يشير إلى الاتفاق حول مبادئ المرحلة الانتقالية في سوريا، الذي تم التوصل إليه في 30 يونيو (حزيران).

وأكد الوزير الروسي أن موسكو ستطلب من واشنطن توضيحات بشأن تصورها للوضع وخطواتها اللاحقة على خلفية هذا الإعلان. وأشار لافروف في الوقت ذاته إلى أن الجانب الأميركي، وعلى قدر اعتقاده، أبدى خلال المشاورات الأخيرة التي جرت في جنيف تفهمه لضرورة تهيئة الظروف للحوار السوري وبمشاركة ممثلي الحكومة السورية بطبيعة الحال على حد تعبيره. وكانت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» (الصحيفة الروسية) الرسمية نشرت مقالا كتبه فيودر لوكيانوف رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاع قال فيه: «إن سقوط النظام السوري الذي توقع الكثيرون أن يكون سريعا لم يحصل، وإن النظام لا يزال صامدا بفضل الدعم الذي تقدمه له الأقليات وجزء لا يستهان به من السنة. فقد توصلت هذه الأطراف إلى قناعة مفادها بأن النظام الحالي أقل سوءا من أعدائه ومن معارضيه. ولم تثق تلك الأطراف بالديمقراطية التي ستجلبها لها حروب الجيش الحر. وهذا يعني أن الصراع في سوريا سوف يستمر بغض النظر عن بقاء الأسد. خصوصا أن المعارضة لا تبدي أي استعداد للحوار، لأنها واثقة من الانتصار في النهاية. وفي هذه الحالة يعلق كثيرون آمالا على روسيا بأن تقدم للأسد عرضا مغريا لإقناعه بالرحيل. لكن للأسف لا تمتلك روسيا مثل هذا العرض. وليس لدى الأسد مكان يذهب إليه. وبهذا فإن الأسد ومؤيديه، ليس أمامهم من خيار سوى مواصلة القتال حتى النصر أو حتى النهاية المأساوية».

a