«الائتلاف الوطني السوري» يحدد سبعة مطالب.. ويدعو المجتمع الدولي من مراكش للاستجابة لها

معاذ الخطيب ينتقد تصنيف «جبهة النصرة» ويطلب من إيران وحزب الله سحب «خبرائهما» ومقاتليهما ويبشر السوريين بفجر قريب

TT

حددت قوى الثورة والمعارضة السورية، التي حصلت أمس (الأربعاء) على اعتراف دولي غير مسبوق، مطالبها في سبع نقاط محددة. وقال أحمد معاذ الخطيب رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، في كلمته أمس أمام اجتماع أصدقاء سوريا في مراكش، إن تحقيق هذه المطالب سيعجل بنجاح الثورة السورية، واعتبرت كلمة الخطيب بمثابة استراتيجية تعامل «الائتلاف» مع المجتمع الدولي بعد لقاء مراكش.

وقال الخطيب إن المطلب الأول، هو الاعتراف بالائتلاف الوطني باعتباره «الممثل الشرعي» للشعب السوري. وأبلغ مصدر في الائتلاف «الشرق الأوسط» أن اتصالات ولقاءات جرت الليلة قبل الماضية حول ضرورة أن يكون الاعتراف بالائتلاف كاملا، أي «الممثل الشرعي» وليس «ممثلا شرعيا». وهو الأمر الذي شدد عليه الخطيب.

وقال الخطيب إن الخطوة الثانية تقديم الدعم المالي والصحي للثورة، مشيرا إلى أن ذلك يجب أن يكون دعما عاجلا، وكان عدد من رؤساء الوفود المشاركة في اجتماع مراكش، تجاوبوا مع نداء الخطيب؛ حيث أفادت المصادر إلى أن مجموع ما أعلن عنه من مساعدات تجاوزت 400 مليون دولار، كان أهمها الدعم السعودي الذي أعلنه الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، الذي أعلن عن دعم السعودية للائتلاف الوطني بمبلغ مائة مليون دولار. وقال الخطيب إن المطلب الثالث يتمثل في إطلاق إنشاء «صندوق دعم مفتوح لإعادة إعمار سوريا».

وحدد الخطيب المطلب الرابع في الاعتراف بحق السوري في استعمال جميع الوسائل للدفاع عن نفسه، في إشارة صريحة إلى دعم الثورة السورية بكافة أنواع الأسلحة. وبشأن المطلب الخامس، قال الخطيب إنه يتمثل في تجميد أموال النظام في جميع الدول. أما المطلب السادس، فكان تقديم أركان النظام بعد سقوطه إلى محكمة الجنايات الدولية بسبب الجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبوها. وبشأن المطلب السابع والأخير، دعا أحمد معاذ الخطيب جميع الدول، خاصة دول المنطقة العربية، المواطنين السوريين، بحق الهجرة والتنقل والعمل والتعليم لأبناء السوريين.

وفي موضوع آخر أعلن الخطيب أن الأكراد انضموا الليلة قبل الماضية إلى «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، مشيرا إلى أن هذا الائتلاف حدد مهامه في خطوتين أساسيتين، هما إسقاط النظام، ثم عقد مؤتمر وطني سياسي جامع يضم جميع القوى السورية، وبعد ذلك سيحل الائتلاف نفسه.

وقال إن سوريا ما بعد بشار الأسد، هي انبثاق مجتمع سوري آمن واحترام حقوق الإنسان والحفاظ على النسيج الاجتماعي. وشدد الخطيب في كلمته التي أثارت اهتماما واسعا بين الوفود في مراكش، على أن النظام الفاسد يجب أن يرحل، لكن مؤسسات الدولة يجب أن تبقى، وقال عن القيادة المسلحة الموحدة، ستكون هي نواة الجيش الوطني في سوريا ما بعد الأسد.

وتطرق الخطيب إلى مواقف الدول والأطراف المساندة للنظام، وتحدث في هذا الصدد عن روسيا، وقال إنها ستتحمل المسؤولية في حالة استعمال النظام لأسلحة كيماوية، وقال الخطيب إنهم يأملون أن تقف روسيا إلى جانب الشعب السوري، في إشارة إلى أن الثوار لن يغلقوا الباب أمام التصالح مع موسكو.

وأكد معاذ الخطيب إن الثورة السورية، التي مر عليها 20 شهرا ترفض أي تدخل أجنبي، ولن تقبل قوات أجنبية في سوريا. وطلب من إيران سحب «خبرائه» من سوريا، كما دعا حزب الله اللبناني إلى سحب مقاتليه الذين يقاتلون إلى جانب النظام. وقال الخطيب إن الثورة السورية ملتزمة بنبذ الطائفية وتجنب أن تسقط البلاد في حرب أهلية، وفي السياق نفسه قال إن الثوار يمدون أياديهم للطائفة العلوية لتنضم إلى الثورة.

وبشأن موضوع أثار الاهتمام في كواليس اجتماع مراكش، وهو موضوع «جبهة النصرة» التي اعتبرتها واشنطن «منظمة إرهابية»، ولتبديد أي التباسات في موقف «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» قال أحمد الخطيب، إنه لا توجد اتفاقيات سرية مع الولايات المتحدة، وإنه لم تتم أي زيارات إلى واشنطن. وقال الخطيب إن تصنيف «جبهة النصرة» كمنظمة إرهابية يجب أن يعاد فيه النظر، مشيرا إلى أن جميع بنادق الثوار موجهة من أجل إسقاط النظام السوري، وبالتالي يجب أن يكون هذا هو المقياس، ولمنع الخلط قال الخطيب: «نحن وبكل وضوح ضد أي فكر تكفيري، والنسيج الاجتماعي لسوريا خط أحمر لن نسمح بالمس به واستباحته».

وتحدث أحمد معاذ الخطيب في كلمته، التي شارك عدد من أعضاء الائتلاف ومن خارجه في صياغتها، واتسمت بلغة قوية نوه بها سعد الدين العثماني وزير خارجية المغرب، عن الأوضاع الراهنة وقال في هذا الصدد إن سوريا تعرضت لتدمير شامل وإن أحياء المدن تعرضت للقصف بطائرات «الميغ» الروسية، وقال إن النظام عبث بالنسيج الاجتماعي، وجاء بممارسات غير مسبوقة في الهمجية، واستدل على ذلك بقتل 300 طفل تحت التعذيب تبلغ سنهم أقل من عشر سنوات.

وختم الخطيب خطابه بكلمات مؤثرة وهو يتحدث إلى المشاركين في اجتماع مراكش، وقال في هذا الصدد: «يا قادة العالم وشعوبها لقد تبعنا من الحرب لأننا لا نؤمن بالعنف، وعليكم مساندتنا لإنهاء هذا الوضع» وزاد مخاطبا السوريين: «اقترب يومكم يا أهل سوريا، وأحيي المرأة السورية التي لولاها لانكسرت الثورة.. يا شعب سوريا إن الفجر القريب».

وفي كلمة مقتضبة طالبت سهير الأتاسي، نائبة رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، بتقديم الدعم إلى «وحدة تنسيق الدعم الإنساني» التي ستتولى تنظيم الإغاثة بحياد ودون خلفيات أيديولوجية. وقدمت الأتاسي بعض المعلومات حول الأوضاع الإنسانية المزرية في سوريا.