3 انفجارات قرب قصر العدل و«الداخلية» وفي جرمانا تهز دمشق.. والنظام ينفي إصابة الشعار

«هيومان رايتس ووتش»: القوات النظامية تستخدم القنابل الحارقة في مناطق مأهولة بالسكان

أحد عناصر «الجيش الحر» بمنطقة العامرية بحلب أمس (رويترز)
TT

هزت سلسلة تفجيرات أحياء العاصمة السورية وريفها، أمس، اتهمت السلطات السورية «إرهابيين» بتنفيذها قرب مقري قصر العدل ووزارة الداخلية في دمشق وفي مدينة جرمانا بريف دمشق، في حين أكدت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية ما سبق لناشطين سوريين أن أعلنوه في وقت سابق لناحية استخدام النظام السوري «قنابل حارقة في مناطق مأهولة بالسكان»، داعية «السلطات لوقف استخدام مثل هذا السلاح الذي يسبب معاناة إنسانية قاسية بشكل خاص».

وذكرت المنظمة أن «الأسلحة الحارقة تحتوي على مواد سريعة الاشتعال مثل النابالم أو الترميت أو الفوسفور الأبيض، ويمكن أن تشعل النيران في المباني أو تسبب حروقا أو أضرارا شديدة بالجهاز التنفسي». وقال ستيف جوس، مدير إدارة الأسلحة في «هيومان رايتس ووتش»، إن «هذه الأسلحة تسبب للمدنيين معاناة قاسية بشكل خاص ودمارا كبيرا للممتلكات عندما تستخدم في مناطق مأهولة بالسكان».

وتستند المنظمة في استنتاجاتها إلى مقابلات مع شهود، ومن خلال تحليل أشرطة مصورة نشرها نشطاء على الإنترنت، خلصت إلى أن «مثل هذه القنابل ضربت 4 مناطق على الأقل، وهي بلدتان قرب العاصمة دمشق، وبلدة في محافظة إدلب بالشمال، وبلدة في محافظة حمص». وشدد تقرير «هيومان رايتس ووتش» على أنه «يصعب علاج الحروق خاصة في مناطق الصراع التي تفتقر للمنشآت الطبية اللازمة، ومن الممكن أن يكون العلاج ذاته مؤلما جدا».

ميدانيا، انفجرت عبوتان ناسفتان ملصقتين بسيارتين خلف قصر العدل في منطقة القنوات وسط دمشق، وأشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» إلى أن «إرهابيين فجروا عبوتين ناسفتين ألصقوهما بسيارتين خلف مبنى القصر العدلي في منطقة القنوات بدمشق، مما أدى إلى إصابة شخص بجروح ووقوع أضرار مادية في المكان»، ونقلت عن مصدر في قيادة شرطة دمشق أن السيارتين كانتا مركونتين في المكان.

وفي جرمانا بريف دمشق، انفجرت عبوتان مزروعتان على جانب الطريق. وأفادت «سانا» بأن «إرهابيين فجروا صباح أمس عبوتين ناسفتين زرعوهما في منتصف الطريق عند مدخل حي القريات في مدينة جرمانا». وأدى التفجير إلى مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين.

إلى ذلك، أكد التلفزيون السوري الرسمي نبأ وقوع انفجار عند البوابة الرئيسية لوزارة الداخلية في دمشق أمس، الواقعة في حي كفرسوسة، وهي منطقة يتنازع مقاتلو «الجيش السوري الحر» السيطرة عليها مع قوات الأمن النظامية. وأكد ناشطون في المعارضة السورية سماع شهود في الحي دوي أبواق سيارات الإسعاف وأصوات إطلاق نار بعد انفجار هائل.

وأفادت وسائل الإعلام السورية بأن «الانفجار وقع بسبب سيارة مفخخة وتبعه انفجاران آخران»، وأدى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 20 آخرين. وفيما ترددت أنباء عن استهداف الانفجارات الثلاثة موكب وزير الداخلية السوري اللواء محمد الشعار، أعلنت وزارة الداخلية السورية أن «الشعار وكبار ضباط الوزارة بخير»، نافية صحة الأنباء التي نقلتها تقارير إعلامية. ونقلت قناة المنار اللبنانية عن «مصادر سورية» تأكيدها أن «الشعار بخير وبصحة جيدة».

وفي دير العصافير بريف دمشق، أفادت لجان التنسيق المحلية وناشطو المعارضة بتصدي عناصر من «الجيش الحر» لـ«رتل عسكري مؤلف من سبع سيارات زيل في طريقه إلى مطار دمشق الدولي وتمكنهم من تدميره بالكامل»، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات في مناطق قريبة من المطار.

أما في مدينة داريا، فقد استهدف الطيران الحربي منذ الصباح الباكر أحياء المدينة، مما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص من عائلة واحدة، فيما أدى قصف استهدف مسجد أبو بكر إلى مقتل عشرة أشخاص وجرح 32 آخرين، وفق لجان التنسيق المحلية.

وكانت القوات النظامية قد استهدفت مناطق عدة بريف دمشق، حيث قتل أربعة أشخاص على الأقل وجرح آخرون جراء سقوط قذيفة في سوق القدم التجارية. وأدى قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية إلى سقوط عدد من الجرحى في الغوطة الشرقية، في موازاة استهداف الطيران الحربي بقصف عنيف مدينة عقربا لليوم الرابع عشر على التوالي.

وفي حلب، أفاد ناشطون معارضون باقتحام «الجيش الحر» جزئيا لمدرسة المشاة من محاور عدة، من دون السيطرة عليها بصورة كاملة. وتعد هذه المدرسة واحدة من أبرز المعاقل العسكرية المهمة للجيش النظامي في مدينة حلب، حيث تخضع لحصار من «الجيش الحر» وسط محاولات متكررة لاقتحامها.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن قصفا براجمات الصواريخ طال حي الليرمون، مع محاولات القوات النظامية لاقتحامه بتغطية من الطيران الحربي، تصدى لها «الجيش الحر»، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في حي الصاخور.

من ناحيته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في محيط مشفى الكندي، الذي استطاعت وحدات من القوات النظامية التسلل إلى داخله أول من أمس. كما تعرضت بلدة قبتان الجبل بريف حلب لقصف نظامي. وقال ناشطون إن «لواء عاصفة الشمال» تمكن أمس من محاصرة مطار مينغ العسكري، شمال حلب، والذي يبعد نحو 30 كم عن الحدود التركية.

وفي إدلب، أشار المرصد السوري إلى غارة جوية نفذها الطيران الحربي على قرية بنين عند المدخل الشمالي لمدينة معرة النعمان، التي تعرضت أمس للقصف براجمات الصواريخ، على وقع اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من «الجيش الحر» في محيط معسكر وادي الضيف وحاجز الزعلانة.

وفي دير الزور، بث ناشطون شريط فيديو على موقع «يوتيوب» يظهر قصفا جويا بطائرات «الميغ» الحربية تعرضت له أحياء عدة في المدينة. وقال ناشطون إن القصف أسفر عن تدمير وحرق عدد من المباني، كما أفادوا بتعرض أحد مساجد المدينة للقصف، مما أدى إلى تدمير مئذنته بالكامل. وشهد محيط مطار دير الزور العسكري مجددا أمس اشتباكات عنيفة، وأفاد المرصد السوري بمقتل سبعة مقاتلين من «الجيش الحر» خلال اشتباكات في أحياء مدينة دير الزور، وأحد عشر آخرين خلال الاشتباكات في المحافظة.

إلى ذلك، أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» أن «عشرات الآلاف من الجرحى والمصابين في دير الزور يحتاجون إلى المساعدة»، وطالبت السلطات السورية بـ«السماح للفرق الطبية الدولية بالدخول إلى المدينة والقيام بعملها، لا سيما أن السكان الصامدين فيها هم من كبار السن والفقراء الذين لا يصلهم إلا القليل من الإمدادات الطبية». وأشارت المنظمة أمس إلى أنه لا يزال يعمل في المدينة مشفى ميداني واحد، يوجد فيه أربعة أطباء. وفي درعا، تعرضت منطقة اللجاة لقصف جوي بالبراميل المتفجرة على شرق المجيدل، وبالدبابات على شرق الوردات، وسماع دوي انفجارات عنيفة في مناطق عدة، في حين طال القصف بلدات طفس وصيدا والطيبة بريف درعا. وفي الحراك، تجددت الاشتباكات بالتزامن مع سقوط قذائف على المدينة.

أما في حمص، فقد تجدد القصف على مدينة الرستن بشكل عنيف، بالتزامن مع اشتباكات على أطراف المدينة. وأفاد المرصد السوري بسقوط عدد من الجرحى، بعضهم بحالة خطرة جراء القصف على المدينة. وفي الحسكة، دارت اشتباكات في مدينة رأس العين الحدودية بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ومقاتلين عرب من كتيبة أحرار غويران العربية. وأسفرت الاشتباكات وفق المرصد السوري عن إصابة خمسة مقاتلين على الأقل من كتيبة غويران بجراح خطرة، تم نقلهم إلى مشفى في تركيا.