دمشق تعيش على إيقاع «السيارات المفخخة».. واشتباكات متواصلة في حلب وإدلب ودرعا

«جبهة النصرة» تتبنى انفجارات وزارة الداخلية.. وضابط إسباني يدرب مقاتلي المعارضة

عائلة سورية هاربة من قمع النظام السوري نحو تركيا في قارب في نهر «اورونتيس» شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)
TT

شهدت العاصمة السورية دمشق ومحيطها، أمس، مزيدا من التفجيرات المتنقلة التي هزت أحياء عدة، على وقع استمرار النظام السوري بقصفه العنيف لمناطق عدة، في حين أعلنت «جبهة النصرة» مسؤوليتها عن الانفجارات التي استهدفت مبنى وزارة الداخلية السورية مساء أول من أمس في حي كفرسوسة «من خلال استشهاديين».

وذكرت، في بيان نشرته على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أن «الاستشهاديين قاما بإيقاف إحدى السيارتين أمام مبنى الوزارة والأخرى أمام استراحة وزير الداخلية محمد الشعار، قبل أن يقتحما مبنى الوزارة ويشتبكا مع من بالداخل»، مشيرة إلى أنهما «فجرا حزاميهما بعد الاشتباكات، ثم تم تفجير السيارتين المفخختين عن بعد».

ولقي 60 شخصا حتفهم على الأقل، في مدينة دمشق وريفها، في حين تخطى عدد القتلى المائة عصر أمس، وفق حصيلة أولية للجان التنسيق المحلية في سوريا، التي أفادت بمقتل 7 أشخاص على الأقل وجرح العشرات جراء قصف عنيف بقذائف الهاون استهدف مستشفى الباسل ومحيطه في مخيم اليرموك. وذكر «المرصد السوري» أن اشتباكات وقعت في شارع الثلاثين بين عناصر من الجيش السوري الحر ومقاتلين من اللجان الشعبية الفلسطينية، الموالية للنظام السوري.

وأعلن المركز الإعلامي السوري تحرير كتيبة «معاوية» التابعة لـ«الجيش الحر» كتيبة الإنشاءات العسكرية في منطقة شبعا على طريق المطار بعد أن قتلت كافة العناصر الموجودين في المقر، بينما أعلنت لجان التنسيق عن تدمير دبابتين نظاميتين على طريق المطار بالقرب من بلدة عقربا بعد اشتباكات عنيفة.

وأكد معارضون أن «انفجارا هز حي القابون وسط تحليق للطيران الحربي، بالتزامن مع إطلاق رصاص بالأسلحة الثقيلة»، بينما قصفت المروحيات الحربية أحياء دمشق الجنوبية. وقتل عدد من المدنيين وأصيب العشرات جراء القصف على حي برزة بالتزامن مع استهداف القناصة لكل ما يتحرك، بحسب لجان التنسيق.

وفي ريف دمشق، قتل ثمانية أشخاص على الأقل، معظمهم من النساء والأطفال، في انفجار سيارة مفخخة في حي المستوصف بجديدة الفضل المعروفة باسم جديدة عرطوز. ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر في مستشفى المواساة تأكيده وصول جثث 8 أشخاص، واستقبال قسم الإسعاف 33 جريحا إصابة بعضهم خطيرة.

وفي مدينة قطنا بريف دمشق، أدى انفجار سيارة مفخخة إلى مقتل 17 شخصا بالقرب من مساكن لأفراد الجيش السوري، في حين أكدت وكالة «سانا» مقتل 16 شخصا. وقالت إن «إرهابيين استهدفوا بسيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات منطقة رأس النبع السكنية في منطقة قطنا بريف دمشق»، موضحة أن الانفجار أدى إلى سقوط «16 شهيدا بينهم سبعة أطفال وعدد من النساء وأدى إلى وقوع أضرار مادية في السيارات والمحال التجارية والمباني السكنية». ونقلت عن مصدر طبي «إسعاف 23 جريحا معظمهم من الأطفال والنساء إصاباتهم خطيرة».

وفي حرستا، أفادت لجان التنسيق المحلية بقصف الطيران الحربي المدينة بالقنابل الفوسفورية وتصاعد كثيف للدخان الأبيض. كما أظهرت لقطات بثها ناشطون عبر الإنترنت طائرة حربية من طراز «ميغ» وهي تقصف الغوطة الشرقية، بالتزامن مع قصف مدفعي «عنيف» استهدف أحياء سكنية في المعضمية بريف دمشق.

وفي حلب، دارت اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي و«الحر» في أحياء عدة، وتحديدا عند كلية المشاة وحي الصاخور في حلب، وفي محيط كتيبة للدفاع الجوي ببلدة خناصر، جنوب شرقي حلب. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل سبعة مقاتلين من «الجيش الحر»، أربعة منهم إثر استهداف طائرة حربية لسيارة كانت تقلهم والبقية في اشتباكات في محيط مدرسة المشاة.

وأعلنت لجان التنسيق العثور على جثث 7 أشخاص أعدموا ميدانيا، عليهم آثار التعذيب في حي سليمان الحلبي.

وفي حمص، أفادت لجان التنسيق عن تعرض حي دير بعلبة لقصف نظامي، في حين تجدد القصف العنيف بقذائف المدفعية الثقيلة على مدينة الرستن. وفي إدلب، دارت اشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف ومحيط حاجز الحامدية كما تعرضت مدينة معرة النعمان وبلدة جرجناز لقصف نظامي.

وفي درعا، تجدد القصف على بلدة بصرى الشام. كما نفذت القوات النظامية حملة دهم واعتقال طالت عددا من المواطنين في حي المطار بمدينة الحسكة. وفي دير الزور، تجدد القصف بقذائف الهاون على أحياء الجبيلة والشيخ ياسين والموظفين.

إلى ذلك، كشف الضابط السابق في سلاح الجو الإسباني لويس مونار عن مشاركته بتدريب مقاتلي «الجيش الحر» في سوريا، مؤكدا أنه «ليس من المرتزقة». وأوضح لوكالة «فرانس برس» أنه انتقل إلى سوريا لأنه «لم يحتمل يوما رؤية أطفال يقتلون دون رد». لكنه اعترف في الوقت نفسه بأنها فرصة مهنية «لإغناء سيرتي وتسمح لي بتأمين العيش لأسرتي». وأشار مونار إلى أن «شبكة دولية من المغتربين السوريين مولت رحلته وفتحت له قناة اتصال مع كتيبة الفاروق التي تضم 12 ألف مقاتل في سوريا، ومع الجيش السوري الحر». ويقوم مونار بتأهيل مقاتلي المعارضة على تكتيك حرب الشوارع في المدن، كما يدربهم على استخدام الأسلحة الرشاشة المثبتة على عربات «بيك آب»، وعلى إنتاج أسلحتهم بأنفسهم.