الصين قد تلجأ إلى الفيتو لمنع عقوبات ضد بيونغ يانغ لتفادي عزلها

بكين تدعو الأمم المتحدة إلى الرد «بحذر» بعد إطلاق الصاروخ الكوري

TT

دعت الصين أمس الأمم المتحدة إلى توخي «الحذر» في ردها على إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي، بينما حذر الإعلام الرسمي الصيني من أن بكين ستعارض فرض عقوبات «جذرية» ضد بيونغ يانغ لتفادي عزل هذا البلد بشكل أكبر وتصعيد التوتر الإقليمي.

وكانت الصين في مقدمة الدول التي دعت إلى ممارسة ضغوط على حليفتها الكورية الشمالية التي تمكنت أول من أمس من إطلاق صاروخ إلى الفضاء نجح في وضع قمر صناعي في المدار، متحدية بذلك تحذيرات الأسرة الدولية. وتعتبر الصين أن أي رد سيصدر عن الأمم المتحدة يجب أن يكون «حذرا ومؤاتيا وأن يدعم السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، وأن يتفادى أي تصعيد للوضع الحالي»، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي. بينما تعتبر الولايات المتحدة وحلفاؤها إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي محاولة جديدة تخفي إطلاق صاروخا بالستيا بعيد المدى بينما يحظر قراران صادران عن مجلس الأمن الدولي على بيونغ يانغ في 2006 و2009 أي نشاط نووي أو بالستي. وأدت محاولات إطلاق صاروخي باء آخرها بالفشل في أبريل (نيسان) 2012 إلى إصدار سلسلة من العقوبات على كوريا الشمالية منذ 2006.

وإثر الإطلاق دعي إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي الذي تشغل الصين أحد مقاعده الخمسة الدائمة. وبعد اجتماع مغلق «ندد» المجلس بإطلاق الصاروخ وقرر مواصلة المشاورات للتوصل إلى «رد مناسب». وباتت بكين في موقع حائر بين الدفاع عن حليفتها الاستراتيجية إزاء الدول الديمقراطية التي تدعمها واشنطن في المنطقة، وبين مصلحتها القائمة على الحفاظ على الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية مما يحتم عليها التصدي للأعمال الحربية لبيونغ يانغ. ويمكن أن تلجأ الصين إلى حق النقض في مجلس الأمن لاعتراض أي نص أكثر تشددا إزاء النظام الكوري الشمالي الذي لا ترغب في تفككه. وحذر الإعلام الرسمي الصيني أمس من أن بكين ستعارض فرض عقوبات «جذرية» ضد بيونغ يانغ لتفادي، على حد قولها، انعزال هذا البلد بشكل أكبر وتصعيد التوتر الإقليمي. وكتبت الصحيفة الرسمية الصادرة بالإنجليزية «غلوبال تايمز» أن الحكومة الصينية «ستلجأ إلى الفيتو لاعتراض قرارات جذرية» تدعو إليها الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية. وأضافت أن «المشكلة الفعلية تكمن في أن قوة الصين لا تكفي للتأثير على وضع جارتها»، فيما يشكل إقرارا نادرا بأن تأثير الصين محدود على كوريا الشمالية.

وفي رد فعلها على إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي، دعت الصين كوريا الشمالية إلى «احترام قرارات» الأمم المتحدة، لكنها دافعت في الوقت نفسه عن حق هذه الأخيرة في اكتشاف الفضاء. واعتبرت صحيفة «غلوبال تايمز» أنه «حتى إذا كان يتعين على كوريا الشمالية أن تدفع ثمن أفعالها»، فإن الصين «لا يمكنها التعاون مع الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية لفرض مثل هذه العقوبات على كوريا الشمالية». وأضافت الصحيفة أن الحكومة الصينية «ستفرض بالتالي حقها في الفيتو لاعتراض قرارات جذرية تدعو إليها هذه الدول الثلاث». ويتيح نجاح إطلاق الصاروخ الذي وصفته بيونغ يانغ بـ«الاختراق التكنولوجي» للزعيم الشاب كيم جونغ أون تكريس سلطته. وأعلنت بيونغ يانغ أنها «تحدت القوى العدائية» وأعادت التأكيد على «حقها الشرعي» في إطلاق صواريخ لغايات سلمية.

وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أمس أن القمر الصناعي يدور في مداره بشكل طبيعي، مما يؤكد نجاح هذه المهمة المثيرة للجدل. ومن جهة أخرى، أطلقت كوريا الجنوبية مهمة بحرية أمس لجمع قطع الصاروخ الكوري الشمالي التي سقطت في البحر الأصفر.