تحليق صيني فوق الجزر المتنازع عليها يؤزم الوضع مع اليابان

اليابان ترسل 8 مقاتلات بعد رصدها الطائرة الصينية.. وتلاسن بين الجانبين حول السيادة

عسكريون صينيون يحيون الذكرى الـ75 لمجزرة نانكين التي قتل فيها عشرات آلاف الصينيين بأيدي قوات يابانية في عام 1937، بنانكين أمس. وتزامن إحياء الذكرى مع تجدد التوتر بشأن الجزر المتنازع عليهابينهما (أ.ف.ب)
TT

ازداد تصعيد الأزمة بين الصين واليابان حول جزر سنكاكو، أمس، بعد قيام طائرة مراقبة صينية بالتحليق فوق الأرخبيل، الأمر الذي نددت به اليابان على أنه الانتهاك الأول لمجالها الجوي منذ تأزم هذا الخلاف بين البلدين في سبتمبر (أيلول) الماضي. واعترضت طوكيو على التحليق الذي اعتبرته «مؤسفا للغاية»، بينما رأت بكين أنه «أمر طبيعي» بما أنها تطالب بالسيادة على الأرخبيل الواقع في بحر شرق الصين الذي تديره اليابان.

وكشفت الحكومة اليابانية عن الحادث عندما أعلنت أن طائرة مراقبة بحرية صينية، من نوع «هاربين واي - 12» ثنائية المحرك، دخلت فجر أمس المجال الجوي على مقربة من جزيرة أوتسوري. وعلى الفور، أرسلت مقاتلات يابانية من طراز «إف - 15» إلى المكان، بحسب المتحدث باسم الحكومة أوسامو فوجيمورا، الذي لم يشر إلى وقوع أي حوادث بين طائرات البلدين.

وأوردت صحيفة «أساهي شيمبون» أن اليابان أرسلت ثماني مقاتلات. وأوضح خفر السواحل الياباني من جهته، أن دورية تابعة له رصدت طائرة مراقبة بحرية صينية «على بعد 15 كلم جنوب جزيرة أوتسوري». وأضاف خفر السواحل أن «الدورية طلبت من الطائرة مغادرة المجال الجوي لبلادنا، إلا أن طاقم الطائرة رد بالقول: نحن في المجال الجوي الصيني».

ومنذ تأزم هذا الخلاف قبل ثلاثة أشهر، تجوب سفن حكومية صينية المياه الإقليمية اليابانية أو في محيط هذه الجزر الواقعة على بعد نحو 200 كلم شرق سواحل تايوان التي تطالب بها أيضا وعلى بعد 400 كلم غرب جزيرة أوكيناوا (جنوب اليابان). إلا أنها المرة الأولى التي ترسل فيها طائرة تتوغل إلى هذا الحد. وقالت وزارة الدفاع اليابانية إنه الانتهاك الأول في التاريخ للمجال الجوي الياباني من قبل طائرة صينية. ومنذ عام 1958، أحصت طوكيو 34 توغلا، من بينها 33 من قبل طائرات روسية (أو سوفياتية) وواحد من قبل طائرة تايوانية. كما تطلق اليابان مقاتلاتها الجوية مئات المرات كل عام للتأكيد لهذه الطائرات وحتى الصينية أنها تقترب أكثر من اللازم من المجال الجوي الياباني. ورد رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا، الذي يخوض حملة قبل الانتخابات التشريعية المقررة الأحد المقبل، بإصدار أمر بفرض مراقبة «خاصة» على جزر سنكاكو.

من جهتها، أعادت الصين التأكيد على سيادتها على هذه الجزر. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي بأن «التحليق فوق ديايو من قبل طائرات مراقبة بحرية أمر طبيعي للغاية»، بينما نددت طوكيو بالانتهاك الأول في التاريخ لمجالها الجوي. وأضاف هونغ أن «الصين تطالب اليابان بالتوقف عن نشاطاتها غير الشرعية في مياه ديايو ومجالها الجوي»، مكررا أن هذه الجزر «جزء لا يتجزأ من الصين منذ القدم».

والخلاف حول هذا الأرخبيل غير المأهول الذي قد يكون محيطه البحري يحوي محروقات، تفاقم في سبتمبر (أيلول) بعد تأميم اليابان قسما من هذه الجزر إثر شرائها من مالكيها اليابانيين. وعلى الأثر جرت مظاهرات معادية لليابان ترافقت أحيانا مع أعمال عنف على مدى أسبوع في مختلف مناطق الصين.

وتجوب سفن رسمية صينية المياه الإقليمية ومحيط هذه الجزر الواقعة على مسافة 200 كلم من تايوان التي تطالب بها أيضا وعلى مسافة 400 كلم غرب جزيرة أوكيناوا جنوب اليابان. واعتبر ميتسويوكي كاغامي، الأستاذ في جامعة إيشي وخبير السياسة الصينية، أن «الموقف الصيني الذي ازداد عدائية قد يكون مؤشرا على تأثير (الزعيم الصيني السابق) جيانغ زيمين على الحكومة (الجديدة) لتشي جينبينغ». وذكر كاغامي أنه «وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، صرح الرئيس المنتهية ولايته هو جينتاو بأن الصين ستصبح قوة بحرية»، وأضاف أن «قيام الصين بإرسال قوارب وطائرات تابعة للجيش أمر مثير للقلق». إلا أنه أضاف أن الصين لا تريد الحرب، بل «دفع اليابان إلى طاولة المفاوضات لحل هذه الخلافات». وتزامن هذا التوغل الصيني أمس مع الذكرى السنوية الـ75 لمجزرة نانكين التي قتل فيه عشرات آلاف المدنيين والعسكريين الصينيين بأيدي قوات يابانية في عام 1937.