المعارضة السورية تتلمس تبدلا في الموقف الروسي الداعم للنظام

صبرا لـ «الشرق الأوسط»: التغير متعلق بالمجريات الميدانية ومؤشرات اجتماع «أصدقاء سوريا»

TT

رحبت المعارضة السورية بتصريح نائب وزير الخارجية الروسي ومبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، حين أكد أن «الحكومة السورية تفقد سيطرتها على البلاد أكثر فأكثر، ولا يجوز استبعاد احتمال انتصار المعارضة»، معلنة أن هذا التصريح «يدل على تغير واضح في الموقف الروسي تجاه الأزمة السورية»، وأنه «يبرز موقف موسكو المتبدل من التمسك بالنظام بفعل المجريات الميدانية على الأرض».

ورأى نائب رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض جورج صبرا أن هذا التصريح «يأتي تتويجا لإشارات أرسلت قبل أسبوعين تشير إلى بداية تحول في الموقف الروسي».

وأكد صبرا، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن المجريات الميدانية العسكرية في دمشق وريفها «تعبر حقيقة عما عبر عنه الموقف الروسي من أن النظام فقد سيطرته على مناطق واسعة من سوريا، وبات يحتل أجزاء منها فقط». ودعا صبرا المسؤولين الروس «لإجراء تحول حقيقي تجاه الشعب السوري». وقال: «ندعو القيادة الروسية لقراءة المتغيرات الميدانية، وإجراء تحول حقيقي كامل في المواقف من الشعب السوري وثورته»، لافتا إلى أنه «اتضح أخيرا للمسؤولين الروس أن النظام لا يشكل شيئا بالنسبة للشعب السوري». وتوجه إلى القيادة الروسية بالقول: «لا داعي لتضييع الوقت وإزهاق الأرواح أكثر، النظام بات في حكم المنتهي».

وعما إذا كان الموقف الروسي متعلقا بما تسرب عن مفاوضات أميركية - روسية بشأن الملف السوري، أكد صبرا أن التغير في الموقف الروسي «متعلق حصرا بمجريات الأمور على الأرض، كما أنه استند في جزء منه، إلى المؤشرات الإيجابية التي صدرت أمس (أول من أمس) عن اجتماع (أصدقاء سوريا)».

وفي حين قرأت بعض أطياف المعارضة تغيرا جذريا في الموقف الروسي الداعم لدمشق، كان بعض المعارضين أكثر حذرا في إعلان «التبدل الاستراتيجي في موقف موسكو». وقال عضو «المجلس الوطني»، زهير سالم، إنه «من الواضح أن موسكو تعيد حساباتها تجاه دعم النظام السوري، لكن لا يمكن التعويل على التصريحات الروسية»، مشيرا إلى أن «حكومة الرئيس الروسي بوتين تقول في كل مقام مقال».

وأوضح في حديث مع «الشرق الأوسط» أن المسؤولين الروسيين «يقولون أمام بعضهم شيئا، وأمام المسؤولين العرب شيئا آخر، وأمام المسؤولين الغربيين شيئا مختلفا، وربما يقولون شيئا مغايرا أمام (الرئيس السوري) بشار الأسد»، مستدلا بـ«ما نقل عن بوتين حين التقى الرئيس الفرنسي والرئيس الأميركي ورئيس الوزراء البريطاني بشأن التغير في الموقف الروسي، ونفيه في ما بعد»، كما بأعضاء هيئة التنسيق الذين عادوا من موسكو، بحسب سالم، «مغضوبا عليهم من الروس، وغاضبين من الموقف الروسي من مسألة رحيل الأسد». سالم، المتحدث باسم الإخوان المسلمين، كبرى تشكيلات المعارضة السورية، وصف السياسة الروسية في الفترة الحالية بـ«الزئبقية»، لافتا إلى أنه «لا تعديل جوهريا في التصريحات الروسية عن السابق، إذ بقيت من غير موقف واضح». وفي ضوء القراءة في تصريح بوغدانوف أمس، قال سالم: «الواضح أن الروس غير متمسكين بالأسد، وبالتأكيد سيعيدون حساباتهم من الثورة السورية، وهذا سينكشف آجلا أم عاجلا».

إلى ذلك، أعلن سيرغي ماركوف، مدير الملحق الإعلامي بالسفارة الروسية في دمشق، أن البعثة الدبلوماسية تتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان أمن الدبلوماسيين، وغيرهم من موظفي المؤسسات الروسية في سوريا، وذلك بعد تهديدات صدرت عن مسلحين باستهداف الرعايا الروس.

وأشار ماركوف إلى أن السفارة تقدم كامل المساعدة للمواطنين الروس الذين عبروا عن رغبتهم في مغادرة سوريا، من دون أن يفصح عن عددهم.