اسوأ مذبحة يرتكبها مسلح في مدرسة أميركية مسلح يرت مدرسة أميركية ويقتل 27 شخصا

27 بينهم 18 طفلا في مدينة صغيرة بولاية كونتيكيت والمسلح قتل والديه قبل المذبحة

ضباط شرطة يخرجون التلاميذ في حالة هلع بعد حادثة إطلاق النار بمدرسة «ساندي هوك» في نيوتاون أمس (رويترز)
TT

قتل 27 شخصا على الأقل، بينهم 18 طفلا، أمس، في إطلاق نار بمدرسة ابتدائية في كونتيكيت، شمال شرقي الولايات المتحدة. ووقع إطلاق النار صباحا في مدرسة «ساندي هوك» بمدينة نيوتاون الصغيرة على بعد 128 كلم من نيويورك، وتسبب في هلع كبير بين السكان.

وذكرت وسائل الإعلام الأميركية أن مجهولا يحمل مسدسين أطلق النار على أطفال تتراوح أعمارهم بين خمس وعشر سنوات في مدرسة «ساندي هوك» الابتدائية. وأفادت صحيفة «هارتفورد كورانت» أن شخصا مسلحا، يعتقد أنه هو الذي أطلق النار، لقي حتفه في الحادث.

وأظهرت لقطات تلفزيونية وجود رجال الشرطة وسيارات الإسعاف، إضافة إلى الآباء والأمهات المنهارين أمام المدرسة. كما نشرت صحف محلية صورة تظهر أطفالا يسيرون بعضهم خلف بعض أثناء خروجهم من المدرسة، تحت إشراف ضباط شرطة.

وقال المتحدث باسم شرطة ولاية كونتيكيت اللفتنانت بول فانس: «إن إصابات الأطفال وبعض العاملين بالمدرسة خطيرة جدا». وأشار في حصيلة أولية إلى مقتل 18 طفلا وثمانية من المدرسين والعاملين بالمدرسة، فيما لم يتضح بعد عدد الذين أصيبوا بجروح في المدرسة الابتدائية التي تضم 600 طالب. كما لم تظهر على الفور أي إشارات عن أسباب الحادث أو دوافعه أو إلى هوية القاتل. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما تلقى تقريرا حول الحادث الذي جرى في الساعة العاشرة والنصف صباحا، وإنه يتابع تطورات الموقف ويرسل تعازيه للضحايا. وقامت الولاية بإغلاق بقية المدارس بالمنطقة في إجراء وقائي وإلغاء كل الأنشطة الطلابية. وتعد مدينة نيوتاون من المدن الأميركية الصغيرة ويسكنها نحو 27 ألف شخص وتقع في شمال مقاطعة فيرفيلد على بعد 80 ميلا من مدينة نيويورك.

وقد شهدت الولايات المتحدة عددا من عمليات الاقتحام المسلح كان آخرها الأسبوع الماضي عندما قام مسلح بإطلاق النار في مركز تجاري بولاية أوريغون مما أسفر عن مقتل شخصين. وكان أعنف هجوم مسلح وقع في يوليو (تموز) الماضي عندما قام مسلح بإطلاق النار داخل قاعة سينما في ولاية كولورادو وأدى الحادث إلى مقتل 12 شخصا وإصابة 58 آخرين.

وإذا تأكد هذا العدد من القتلى فسيكون ذلك أحد أسوأ حوادث إطلاق النار العشوائي الكثيف في تاريخ الولايات المتحدة التي شهدت سلسلة من تلك الحوادث هذا العام أسفرت عن مقتل الكثير من الأشخاص. ومن المؤكد أن يثير الحادث النقاش مجددا بشأن قوانين حمل السلاح في الولايات المتحدة.

وذكرت شبكة «سي إن إن» أن ناظر المدرسة واختصاصيا نفسيا بين القتلى. وقال مسؤولون بشرطة الولاية إنه تم العثور على المسلح قتيلا داخل مبنى المدرسة.

وقالت قناة «دبليو إيه بي سي» إن المهاجم المزعوم يبلغ من العمر 24 عاما، وكانت بحوزته أربعة أسلحة ويرتدي سترة واقية من الرصاص.

وأشارت شبكة «سي بي إس» إلى ورود تقارير غير مؤكدة عن وجود مسلح ثان بعد أن قال شهود عيان إنهم سمعوا دوي إطلاق عشرات الأعيرة النارية.

وتضم مدرسة «ساندي هوك» الابتدائية أطفالا من الروضة وحتى الصف الرابع، حيث يتراوح عمر التلاميذ بين خمسة وعشرة أعوام تقريبا. وقالت بريندا ليبينسكي التي هرعت إلى المدرسة حيث تدرس ابنتها في الصف الثالث: «كان الأمر مروعا». وأضافت: «انتابت الجميع حالة هستيرية.. الآباء والتلاميذ. كان هناك أطفال يخرجون من المدرسة وهم مخضبون بالدماء. لا أعلم ما إذا كانوا أصيبوا بالرصاص، لكنهم كانوا مخضبين بالدماء».

وأظهرت صور تلفزيونية قوات الشرطة وسيارات الإسعاف في الموقع، وآباء يهرعون باتجاه المدرسة. وشوهد آباء يصطحبون أطفالهم ويعودون بهم إلى المنزل.

وقال مسؤول بالولاية لرويترز طالبا عدم ذكر اسمه نظرا لأن حجم المأساة لم يحدد بعد: «سيكون الأمر سيئا». وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أمس إن الرئيس الأميركي باراك أوباما أبلغ بالحادث ويطلع على تطورات الوضع أولا بأول.

ولدى سؤاله بشأن رد فعل الرئيس على الحادث قال كارني: «لا نزال ننتظر المزيد من المعلومات بشأن الحادث في كونيتيكت».

ووصف كارني الحادث بأنه مأساوي، وأضاف أن أوباما لا يزال ملتزما بمحاولة تجديد حظر للأسلحة الهجومية. وقال إن أوباما تحدث إلى روبرت مولر مدير مكتب التحقيقات الاتحادي، ودان مالوي حاكم كونيتيكت، أمس للاطلاع على التطورات ولتقديم تعازيه لأسر الضحايا. وقالت ليبينسكي إن إحدى الأمهات كانت في المدرسة أثناء إطلاق النار أبلغتها بأن رجلا ملثما دخل مكتب الناظر وربما أطلق النار عليه. وأضافت ليبينسكي، وهي صديقة للأم التي كانت في المدرسة، أن الناظر أصيب بجروح خطيرة.

وقالت متحدثة باسم مستشفى دانبري التي تقع على مسافة نحو 18 كيلومترا غرب المدرسة لقناة «إن بي سي كونيتيكت» إن المستشفى استقبل ثلاثة مصابين من موقع الحادث. وقال مارك بوتون رئيس بلدية دانبري لقناة «إم إس إن بي سي» إنها إصابات خطيرة للغاية.

وذكرت فتاة في مقابلة مع «إن بي سي كونيتيكت» أنها سمعت سبعة أصوات مدوية عندما كانت في فصل الألعاب الرياضة. وأضافت أن أطفالا آخرين بدأوا في البكاء بينما نقل مدرسون التلاميذ إلى مكتب قريب.

وذكرت الفتاة التي لم يكشف عن اسمها أمام الكاميرا: «جاء ضابط شرطة وطلب منا أن نركض إلى الخارج واستجبنا له». وذكرت وسائل الإعلام الأميركية أن منفذ عملية إطلاق النار قتل والديه أيضا. وقالت الصحافة الأميركية إن الشاب الذي عرف بأنه راين لانزا (24 عاما) أطلق النار على والده في منزله قبل أن يتوجه بسيارة إلى المدرسة التي حصلت فيها عملية إطلاق النار حيث قتل والدته التي تعمل فيها.