الكوريون الشماليون يحتفلون بالصاروخ.. وزعيمهم الشاب يعد بتكرار التجربة

سيول تتوقع إقدام بيونغ يانغ على إجراء تجربة نووية بعد نجاح تجربتها الصاروخية

آلاف الكوريين الشماليين يحتفلون بنجاح التجربة الصاروخية الأخيرة، في «ساحة كيم - إيل سونغ» في بيونغ يانغ أمس (رويترز)
TT

احتفل آلاف الكوريين الشماليين أمس واقفين في طوابير منظمة في إحدى ساحات بيونغ يانغ بإطلاق الصاروخ بعيد المدى، وهو نجاح يريد أن يكرره الزعيم الشاب كيم جونغ - أون الذي يغدق عليه كبار مسؤولي النظام بالمديح والثناء.

وصفق الحشد الهائل المؤلف من مدنيين وعسكريين في «ساحة كيم - إيل سونغ» للخطابات التي ألقاها كبار المسؤولين في الجيش والحزب والحكومة وأثنوا فيها على الزعيم الشاب الذي تولى الحكم قبل عام إثر وفاة والده كيم جونغ إيل. وصرح جانغ شول رئيس أكاديمية العلوم أن نجاح إطلاق الصاروخ «تم بفضل وفاء وشجاعة وحكمة الماريشال كيم جونغ - أون».

وكان كيم جونغ - أون حذر من أنه يريد إطلاق صواريخ أخرى وذلك رغم تنديد قسم كبير من الأسرة الدولية والأمم المتحدة بالعملية الأخيرة وإمكان فرض عقوبات جديدة على بلاده التي تعاني من أزمة اقتصادية خانقة.

وجاء في بيان لوكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن الزعيم الذي يقارب الثلاثين من العمر بحسب الصحف الكورية الجنوبية شدد على ضرورة «إطلاق أقمار اصطناعية في المستقبل لتطوير العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد في البلاد».

وفي كوريا الجنوبية، أعلنت وزارة الدفاع أنها انتشلت من البحر الأصفر جزءا كبيرا من صاروخ اونها 3. قد يكون أحد الخزانات. وأضافت أنها ستقوم بتحليله بمساعدة خبراء أميركيين لتحديد مدى التقدم التكنولوجي الذي حققه الشمال على صعيد الصواريخ الباليستية. وقبل محاولة الإطلاق السابقة التي باءت بالفشل في أبريل (نيسان) الماضي، كانت كوريا الشمالية حذرت اليابان وكوريا الجنوبية من أن أي محاولة لانتشال الأجزاء ستعتبر «عملا حربيا»، إلا أنها لم تصدر هذا التحذير قبل إطلاق الصاروخ الأربعاء.

وتؤكد بيونغ يانغ أنها أطلقت الصاروخ الذي وضع قمرا اصطناعيا في المدار لغايات سلمية. إلا أن قسما كبيرا من الأسرة الدولية في مقدمته الولايات المتحدة يرى فيه تجربة لإطلاق صاروخ بعيد المدى هي مرحلة أساسية في البرنامج النووي العسكري للبلاد. وأشارت سيول إلى أن القمر يدور في مداره بشكل طبيعي الخميس. وانتهت عملية إطلاق سابقة في أبريل بالفشل إذ انفجر الصاروخ بعد ثوان على إقلاعه.

وأعلن مسؤول كوري جنوبي بارز أمس أن من المحتمل أن تقوم كوريا الشمالية بتجربة نووية بعد نجاح إطلاق الصاروخ. وصرح وزير التوحيد يو وو ايك أمام لجنة برلمانية أنه «من المحتمل جدا إجراء تجربة نووية، وبالاستناد إلى تحاليل معلومات الاستخبارات، فقد أجريت استعدادات كبيرة»، دون إعطاء تفاصيل أخرى. وتابع يو «لقد قامت كوريا الشمالية في الماضي بتجارب نووية بعد إطلاق صواريخ الهدف منها تطوير نظام لتوجيه رؤوس نووية».

وتصر بيونغ يانغ على أن عملية الإطلاق الأربعاء كانت لأغراض علمية بحتة وتهدف لوضع قمر اصطناعي للمراقبة في مدار حول الأرض، إلا أن قسما كبيرا من الأسرة الدولية اعتبر أنها تجربة لإطلاق صاروخ باليستي. وفرضت سلسلة من العقوبات على كوريا الشمالية منذ عام 2006 ردا على عدة محاولات فاشلة لإطلاق صواريخ.

وعقد مجلس الأمن الدولي الذي تشغل الصين أحد مقاعده الخمسة الدائمة اجتماعا طارئا إثر إطلاق الصاروخ. و«ندد» المجلس إثر الجلسة التي كانت سرية بخطوة بيونغ يانغ وقرر مواصلة المشاورات من أجل التوصل إلى «رد مناسب». وتريد واشنطن إقناع بكين بفرض عقوبات على جارتها. وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند: «إننا نعمل بشكل وثيق مع الصين وشركائنا الآخرين لنقول بوضوح إن الأسرة الدولية قلقة جدا إزاء هذا الانتهاك السافر للقانون الدولي». إلا أن الصين طلبت من الأمم المتحدة توخي «الحذر» الخميس في ردها على إطلاق الصاروخ، ولو أنها أقرت في الوقت نفسه بعجزها على التأثير على جارتها.