فنزويلا تنتخب وسط غموض حول صحة شافيز

توقع استفادة الحزب الحاكم من مرض الرئيس في انتخابات الولايات

امرأة تحمل صورة لشافيز أثناء توجهها لقداس تضمن دعوات لتحسن صحة الزعيم الفنزويلي في هافانا أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

يدلي الفنزويليون بأصواتهم غدا الأحد لانتخاب حكام وبرلمانات 23 ولاية في الاتحاد، في اقتراع ينظم وسط ترقب لرسائل السلطات حول صحة الرئيس هوغو شافيز. وحدد الحزب الحاكم هدف تثبيت فوز شافيز في انتخابات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي حين حصل على 55 في المائة من الأصوات، عبر توسيع قاعدته المحلية ولكن عبر الفوز خصوصا في ولايتي زوليا (شمال غرب) وميراندا (شمال) الغنيتين والمكتظتين جدا بالسكان.

لكن الحزب الاشتراكي الموحد لفنزويلا الذي يهيمن حاليا على 15 من أصل 23 ولاية حرم من الحضور القوي والقدرة الكبيرة للتعبئة لزعيمه خلال الجزء الأكبر من الحملة الانتخابية. وكان شافيز الذي التزم التحفظ إلى حد كبير منذ إعادة انتخابه، توجه على عجل إلى هافانا في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) قبل أن يعود في السابع من ديسمبر (كانون الأول) إلى كراكاس. وبعد يومين عاد إلى كوبا مجددا مفاجئا بذلك الفنزويليين، ليخضع لعملية جراحية رابعة منذ إصابته بالسرطان في الحوض.

ويفترض أن يقسم الرئيس الحاكم منذ 1999 وأعيد انتخابه في أكتوبر لست سنوات جديدة، اليمين في العاشر من يناير (كانون الثاني) المقبل، لكنه قد لا يتمكن من احترام هذا الموعد كما تكشف البيانات الرسمية. فقد ذكر بيان رسمي أول من أمس أن شافيز «يحتاج إلى الوقت» بسبب «مضاعفات» حدثت خلال العملية الجراحية.

وكان البيان الذي سبقه قال إن الحالة الصحية للرئيس الفنزويلي «مستقرة» لكن فترة النقاهة ستكون «معقدة وصعبة» على حد قول نائب الرئيس نيكولاس مادورو الذي دعا السكان إلى «الاستعداد لمواجهة سيناريو قاس وصعب».

لكن مراقبين يرون أن الوضع يمكن أن يكون إيجابيا لحزب شافيز. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها أمس، عن المحلل السياسي فارس فريجة قوله إن صحة الرئيس «ستستقطب مجددا العملية (الانتخابية) وستكون هناك تعبئة أكبر، وعلى الأرجح نسبة امتناع أقل من تلك التي سجلت في انتخابات 2008 وبلغت 34 في المائة».

وأضاف أن بين مؤيدي شافيز «نشعر بأنه قد يكون هناك خطر على استمرارية المشروع الوطني وأن فوز حكام الحزب الحاكم سيعزز فرص مواصلة مشروع شافيز». وأكد النائب السابق للرئيس إلياس خاوا الذي رشحه شافيز لطرد زعيم المعارضة إنريكي كابريليس على رأس ولاية ميراندا أن «تيار شافيز يتعزز حاليا».

وقبل أن يتوجه إلى كوبا، دعا شافيز أنصاره إلى «مواصلة توسيع المسيرة» على طريق الانتخابات. وبعد حصوله على أغلبية الأصوات في 22 ولاية خلال الانتخابات الرئاسية، اختار بنفسه مرشحيه وبينهم عدد كبير من أعضاء الحكومة. وكان نائب الرئيس ديوسدادو كابيو دعا الاثنين الناخبين إلى «تقديم هدية الفوز في 23 ولاية» إلى الرئيس المريض. وفي اليوم التالي دعاهم مادورو إلى التعبير عن «حبهم» عبر صناديق الاقتراع.

وأثارت هذه التصريحات غضب المعارضة التي اتهمت السلطات بتحويل مرض الرئيس إلى أداة لغايات انتخابية. وقال كابريليس الذي سجل في أكتوبر أفضل نتيجة لمنافس لشافيز في الانتخابات الرئاسية بحصوله على 44 في المائة من الأصوات «حاليا ألاحظ أن الذين لا يملكون شيئا لعرضه على بلدنا وعلى شعبنا يستخدمون المشكلة التي يواجهها الرئيس حاليا».