دمشق تحت القصف.. ودرعا تتعرض لأعنف الحملات العسكرية

تعزيزات في داريا.. وانشقاق 100 عنصر والسيطرة على مواقع عسكرية في حلب

طفل ينظر إلى أحد الثوار المسلحين في مدينة دركوش أمس (أ.ف.ب)
TT

تواصلت الحملة العسكرية على ريف دمشق، وسط أنباء تداولتها مواقع المعارضة السورية عن قصف جوي تعرضت له مناطق واسعة من الريف الذي شهد سقوط طائرة «ميغ» قرب مطار دمشق الدولي، بالتزامن مع سيطرة الجيش الحر على «معظم أجزاء كلية الشؤون الإدارية في حلب بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام»، وهي المدينة التي سُجّل فيها أمس انشقاق قائد الدفاع المدني ومائة عنصر نظامي.

وجاءت تلك التطورات في يوم دامٍ جديد سجلت فيه لجان التنسيق المحلية سقوط أكثر من 62 قتيلا في حصيلة أولية معظمهم في دمشق وريفها وحماه ودرعا، التي تعرضت أحياء منها «لأعنف حملة عسكرية» بحسب ما وصف الناشطون، واخترقت المشهد مظاهرات خرجت في أحياء واسعة من دمشق وريفها وبعض المناطق السورية تحت شعار جمعة «لا إرهاب إلا إرهاب الأسد».

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «عدة انفجارات دوت في دمشق بسبب عمليات قصف على المناطق الجنوبية لدمشق»، فيما أفاد ناشطون أن الطائرات الحكومية قصفت بلدة مسرابا موضحين أنها نفذت خمس غارات جوية ألقت فيها على البلدة قنابل فراغية وفسفورية، مما أسفر عن نشوب حرائق كبيرة وانتشار سحب واسعة من الدخان الأبيض. وتزامن هذا القصف مع تواصل القصف على حرستا وعربِين ومديَرا بالغوطة الشرقية منذ أسبوعين أدى إلى دمار واسع ونزوح معظم سكانها. وذكر ناشطون على مواقع المعارضة السورية أن كفربطنا وسقبا وحران العواميد تعرضت لقصف مدفعي عنيف، تزامن مع تحليق للطائرات الحربية، مشيرين إلى أن الجيش الحر صد محاولة اقتحام للقوات النظامية في عربين بالغوطة الشرقية. وقالوا إن سرايا «الحسن والحسين» التابعة للجيش الحر «سيطرت على حواجز للجيش الحكومي بين بلدتي ببيلا ويلدا بعد حصار استمر أكثر من شهر».

في هذا الوقت، أكد ناشط من ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط» أن مقاتلي الجيش السوري الحر تمكنوا من إسقاط طائرة مقاتلة من طراز «ميغ» بالقرب من مطار دمشق الدولي، مشيرا إلى أن وحدات من القوات النظامية معززة بآليات سارعت إلى مكان سقوط الطائرة للبحث عن الطيار الذي نزل بمظلته في منطقة قريبة من المطار.

وأشار الناشط إلى أن مدينة داريا دخلت إليها تعزيزات عسكرية كبيرة مؤلفة من 4 دبابات وسيارة «زيل» عسكرية من المتحلق الجنوبي ودبابتين وعناصر مشاة من جهة طريق المعامل في محاولة جديدة لاقتحام المدينة. وأضاف الناشط أن داريا تتعرض لقصف من جميع المحاور، بينما تحاول آليات القوات النظامية دخولها من أربعة محاور، هي محور الأوتوستراد المتاخم لفندق «الفصول الأربعة» الذي شهد أكبر المعارك مطلع الأسبوع الحالي.

ولفت الناشط إلى أن حرستا «تعرضت لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة، كما تعرضت مدينة الزبداني لقصف مدفعي وصاروخ من التلال المحيطة بالمدينة. وانضمت إليها (حجيرة البلد) ومعضمية الشام وسقبا.. أما قطنا فتعرضت لحملات دهم واسعة شملت عدة مناطق في المدينة، وتم العثور على جثتين مجهولتين الهوية نقلتهما القوات النظامية.

من جهة أخرى، أفاد الناشطون في مخيم اليرموك باستمرار الاشتباكات في المخيم بين عناصر من الجيش الحر وعناصر تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة الموالية للأسد. وأفادت لجان التنسيق المحلية بانفجار سيارة في شارع الثلاثين بالقرب من مجمع «كوسكو مارت» المتاخم للمخيم.

إلى ذلك، خرجت مظاهرات ضخمة في جمعة «لا إرهاب إلا إرهاب الأسد» في أحياء يبرود، السيدة زينب، دوما، الذيابية، المليحة، حجيرة البلد، سقبا، حزة، عربين، كفربطنا وقارة في ريف دمشق تنادي برحيل الأسد.

وفي دمشق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر وقعت بشارع الثلاثين قرب مخيم اليرموك وحي الحجر الأسود وعدة مناطق جنوب دمشق، كما وقعت اشتباكات بأحياء دف الشوك وبرزة والبساتين المحيطة بالحي، وأيضا في القابون وتشرين وبساتين كفر سوسة.

بدورها، أفادت لجان التنسيق المحلية عن سقوط قذيفتين هاون إحداها بالقرب من مدرسة دوحة الأطفال في حي باب سريجة في دمشق، والثانية في حي الشويمة بالقرب من دوار الشويكة. وأشارت اللجان إلى تحليق للطيران المروحي فوق المزة على علو منخفض وفتح رشاشاته على الأحياء المجاورة.

في غضون ذلك، أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن «الجيش الحر» سيطر على معظم أجزاء كلية الشؤون الإدارية في حلب بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام. وأظهرت مقاطع فيديو - بثها الناشطون على الإنترنت - مسلحين معارضين يمشطون الكلية التي تبعد نحو 15 كلم من مدينة حلب.

بدوره، أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «الكلية تقع في قرية الزربة بين سراقب ومدينة حلب، وهي لا تضم عددا كبيرا من العناصر النظامية، بسبب سيطرة المقاتلين المعارضين منذ فترة على المناطق المحيطة بها»، مشيرا إلى استمرار مقاتلين من كتائب أخرى مقاتلة ضد النظام في محاصرة مدرسة المشاة شمال مدينة حلب، التي تضم نحو ثلاثة آلاف عنصر من القوات النظامية، وسط استمرار المعارك بين الطرفين.

وجاءت تلك التطورات وسط معارك بين مقاتلي المعارضة وجنود تدعمهم المدفعية، مما أدى إلى مقتل أحد مقاتلي المعارضة. وذكر ناشطون أن حي الليمون في حلب تعرض لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية.

بدورها، أفادت لجان التنسيق بقصف مدفعي عنيف تعرض له حي السكري والمناطق المحيطة من مدفعية «الراموسة» بعد خروج مظاهرة في الحي. كما أشارت إلى قصف صاروخي عنيف تعرض له طريق التل في حي الهلك. كما أفادت اللجان عن انشقاق قائد عمليات الدفاع المدني العقيد أحمد رجب الأحمد الكياري عن قوات النظام وانضمامه للجيش الحر. كما أفادت انشقاق أكثر من 100 عسكري في السفيرة من معامل الدفاع وانضمامهم للجيش الحر.

في هذا الوقت، منع مقاتلو «جبهة النصرة الإسلامية»، أيا كان، من الدخول إلى قاعدة الشيخ سليمان العسكرية وفي ريف حلب الغربي، التي تضم مركز بحوث عسكري، بعد أن استولوا عليها مطلع الأسبوع الحالي بعد يومين من معارك طاحنة. وتمتد الثكنة على مساحة كيلومترين مربعين تقريبا، وهي المقر النظامي الأخير في منطقة على تماس مع محافظتي حلب وإدلب، وتقع بشكل شبه كامل تحت سيطرة المعارضة السورية.

واشتدت الحملة العسكرية على مناطق واسعة في محافظة درعا أمس، إذ أكدت المعارضة السورية أن المحافظة تعرضت لحملة عسكرية ضخمة من قبل الجيش النظامي.

وقال ناشطون إن أكثر من مائة صاروخ سقطوا على بلدة طفس، مما تسبب في وقوع عدد كبير من الجرحى ودمار كبير في المنازل، كما استهدفت القوات الحكومية بلدة تسيل بالقذائف المدفعية، وسط معلومات عن انقطاع التيار الكهربائي. كما تعرضت منازل مدنيين إلى قصف مركز في بلدة معربة الواقع في ريف درعا. وأفادت لجان التنسيق المحلية بوقوع قتلى وعشرات الجرحى جراء القصف المدفعي والصاروخي على المدينة، مشيرة إلى تجدد القصف على مدينة الحراك.

بدورها، أفادت لجان التنسيق عن اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام في مخيم النازحين وسط محاولات اقتحام قوات النظام المخيم وتصدي للجيش الحر، ترافقت مع قصف عنيف.

وفي محافظة إدلب، أفاد المرصد عن تعرض مدينة معرة النعمان، والقرى المحيطة بها لقصف عنيف من القوات النظامية، ترافق مع اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محيط معسكر وادي الضيف القريب من معرة النعمان. وأفادت لجان التنسيق المحلية عن قصف بالقنابل العنقودية تعرضت له منطقة بنش من ريف إدلب.

بدورها، ذكرت الهيئة العامة للثورة أن الطيران الحربي السوري شن غارات على الحيين الشمالي والجنوبي في معرة النعمان، ما تسبب في وقوع أضرار بالغة في المباني. وفي القنيطرة، أشار المرصد إلى أن المقاتلين المعارضين سيطروا على حاجز الشولي على طريق بئر العجم.