وزير الدفاع الأميركي يأمر بإرسال صواريخ «باتريوت» إلى تركيا

الناتو ينشر 6 بطاريات في 10 مواقع تركية

TT

وقع وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أمرا بإرسال بطاريتي صواريخ «باتريوت»، إضافة إلى إرسال 400 جندي أميركي، إلى تركيا في خطوة تقوم بها الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لتعزيز دفاعات تركيا أمام تهديد الصواريخ السورية.

وأعلن بانيتا عن هذا القرار الجمعة قبل أن تهبط طائرته في قاعدة «آنجرليك» خلال زيارة مفاجئة قام بها لقاعدة «آنجرليك» الجوية بجنوب تركيا (التي تبعد 60 ميلا عن الحدود السورية التركية) لتفقد القوات الأميركية المتمركزة فيها. وأكد وزير الدفاع الأميركي أن تركيا حليف مقرب للولايات المتحدة وأن الإدارة الأميركية مستعدة للمساهمة في الدفاع عن الأراضي التركية ضمن حلف الأطلسي. وقال بانيتا متحدثا للطيارين الأميركيين داخل القاعدة التركية: «هذا وقت حرج وتحد، وأنتم في مكان حرج وتقومون بمهمة حرجة».

وأكد بانيا أن أيام الأسد محدودة، وقال: «إنها مسألة وقت قبل أن يتم إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والولايات المتحدة تقدم مساعدات غير قتالية لفصائل معينة من المعارضة على أمل تعزيز قادة جدد يتحملون المسؤولية». وأوضح بانيتا أن البنتاغون قدم للبيت الأبيض مجموعة من التصورات والخطط الاستعدادية والردود التي يمكن للقوات الأميركية القيام بها، إذا أقدم النظام السوري على استخدام الأسلحة الكيماوية. وأكد أن الولايات المتحدة تعمل مع تركيا والأردن وإسرائيل لمراقبة مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية. وحذر بانيتا من عواقب وخيمة إذا أقدم النظام على استخدامها، وقال: «لقد وضعنا الخطط وقدمناها للرئيس (أوباما) وعلينا أن نكون مستعدين».

وقال جورج ليتل المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية للصحافيين: «الغرض من هذا النشر هو توجيه إشارة قوية بأن الولايات المتحدة التي تعمل عن كثب مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي، ستدعم دفاع تركيا، وبصفة خاصة أمام المخاطر المحتملة الآتية من سوريا»، وأكد ليتل أن مهمة القوات الأميركية ستكون دفاعية فقط، ورفض الإفصاح عن مكان نشر البطاريتين الأميركيين أو تحديد وقت الإرسال، مكتفيا بالقول: «نتوقع نشرهما في غضون الأسابيع المقبلة». وترجح بعض المصادر الأميركية أن يتم تشغيل البطاريات بنهاية شهر يناير (كانون الثاني) المقبل.

وبهذه الخطوة تضع الولايات المتحدة نفسها بالقرب من الخطوط الأمامية للحرب الأهلية المشتعلة في سوريا. وتأتي الخطوة الأميركية في أعقاب إعلان كل من ألمانيا وهولندا إرسال أربع بطاريات صواريخ لتركيا، وتمتلك الدول الثلاث أحدث أنواع صواريخ «باتريوت» الدفاعية. وتطالب تركيا بمزيد من بطاريات وصواريخ «باتريوت» أكثر من البطاريات الست التي حصلت عليها من تلك الدول الثلاث. وتشير مصادر بحلف الأطلسي إلى أن توزيع بطاريات الصواريخ سيكون في عشرة مواقع تركية معظمها في جنوب شرقي تركيا، كما سينشر حلف الأطلسي نظاما للتحذير والمراقبة الجوية (أواكس) يمكن القوات التركية من تتبع أي تحركات لإطلاق صواريخ أرض - أرض والقيام باتصالات مع حلف الأطلسي وتبادل النظم والبيانات، وسيتم تدريب القوات التركية على هذا النظام خلال الشهر الحالي. وطالبت تركيا حلف شمال الأطلسي بنشر صواريخ «باتريوت» على حدودها مع سوريا بعد أن قامت سوريا بإطلاق قذائف على الأراضي التركية وردت تركيا بالمثل، مما هدد بتوسيع الصراع وامتداده إلى خارج سوريا. ووافق حلف الأطلسي على طلب تركيا في الرابع من ديسمبر (كانون الأول) الحالي في خطوة لتهدئة مخاوف تركيا من تعرضها لهجمات صواريخ سورية قد تكون محملة بأسلحة كيماوية.

يذكر أن الولايات المتحدة قامت بوضع أسلحة أميركية على الأراضي التركية في الستينات خلال عهد الرئيس الأميركي الأسبق جون كنيدي. وشهدت تلك الحقبة ذروة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي حيث أقدم نيكيتا خروشوف الزعيم الروسي وقتها، على تخزين أسلحة نووية في كوبا تحت قيادة فيدل كاسترو الذي يعد الحليف الشيوعي المقرب للاتحاد السوفياتي؛ ففي عام 1962 في أعقاب عمليات أميركية فاشلة لإسقاط النظام الكوبي (حملة خليج الخنازير، وعملية النمس) شرعت حكومتا كوبا والاتحاد السوفياتي في بناء قواعد سرية لعدد من الصواريخ متوسطة المدى في كوبا، التي تعطي إمكانية القيام بضربات ضد الأراضي الأميركية. وأزعج ذلك الولايات المتحدة، وطالب الرئيس كنيدي السوفيات بتفكيك أي قواعد صواريخ مبنية في كوبا وإزالة جميع الأسلحة الهجومية، ورفض السوفيات المطالب الأميركية. وطغت تلك الأزمة التي سميت بـ«أزمة الصواريخ الكوبية» على الساحة السياسية وكادت تؤدي إلى قيام حرب نووية.

وردت الولايات المتحدة بقيام الرئيس جون كنيدي بتخزين أسلحة نووية في تركيا القريبة من الاتحاد السوفياتي، وأيضا في كل من إيطاليا وبريطانيا لتمتلك الولايات المتحدة قدرة على ضرب موسكو من تلك الدول بأكثر من 100 صاروخ تحمل رؤوسا نووية.

وانتهت الأزمة في أكتوبر (تشرين الأول) 1962 بتوصل الرئيس الأميركي وأمين عام الأمم المتحدة يوثانت إلى اتفاق مع السوفيات بإزالة قواعد الصواريخ الكوبية مقابل تعهد الولايات المتحدة بعدم غزو كوبا.