الناتو ينشر بطاريات مضادة للصواريخ في تركيا بعد سقوط «سكود» سورية قرب الحدود

واشنطن: المد يتحول ضد الأسد

TT

قال الأدميرال جيمس ستافريديس، القائد الأعلى لقوات (الناتو) إن سبب إرسال صواريخ «باتريوت» المضادة للصواريخ إلى تركيا هو أن كثيرا من صواريخ «سكود» التي أطلقتها سوريا على قوات المعارضة سقطت «قريبة تماما» من الحدود التركية.

ووقع وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أول من أمس أمرا بإرسال بطاريات صواريخ باتريوت إلى تركيا مع أطقم من الجنود لتشغيلها بعد خطوات مماثلة اتخذتها ألمانيا وهولندا.

وقال ستافريديس: «خلال الأيام القليلة الماضية أطلقت حفنة من صواريخ سكود داخل سوريا، موجهة من قبل النظام ضد أهداف المعارضة. سقط الكثير منها قريبا تماما من الحدود التركية». وأضاف: «هذا أمر مقلق جدا».

وأشار ستافريديس إلى أن تركيا، كعضو في حلف الناتو، كانت تربطها علاقات ودية مع حكومة الأسد. لكنها صارت تتعرض لإطلاق نار، بين الحين والآخر، من قوات الأسد، مما تسبب في سقوط قتلى. ولهذا، سعت تركيا نحو حلف الناتو لنصب دفاعات صاروخية على حدودها.

وقال ستافريديس: «سوريا في وضع فوضوي وخطير. لكن، لدينا التزام قاطع بالدفاع عن دول حلف الناتو من أي تهديد يصدر من تلك الدولة المضطربة».

وكانت مصادر إخبارية أميركية قالت إن القوات الأميركية، والألمانية، والهولندية، ستنشر صواريخ «باتريوت» أميركية الصنع. وإن الصواريخ مصممة لإسقاط صواريخ مثل «سكود» المرتبطة بحرب العراق في ظل نظام صدام حسين. وسترسل كل من الدول الثلاث 400 جندي لتشغيل وحماية تلك الأنظمة الصاروخية.

وتوقعا لاستمرار استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد لصواريخ «سكود»، قالت الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة «ستواصل عمل كل شيء لاستعجال إنهاء العنف المتزايد»، في سوريا بين قوات نظام الأسد والمعارضة المسلحة. لكن باتريك فينتريل، مساعد المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، رفض الإعلان عن احتمال رد أميركي إذا استمر استعمال صواريخ «سكود».

وتعليقا على نفي وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأن نائبه، ميخائيل بوغدانوف، قال إن أيام الأسد صارت معدودة، قال فينتريل: «بصرف النظر عن من قال ماذا، الآن هو الوقت المناسب لروسيا للعمل مع المجتمع الدولي لدعم الشعب السوري. نحن نراقب عن كثب شديد موقف روسيا لمعرفة إذا كانت ستقف مع الشعب السوري. ونحن نعتقد أن الانتقال إلى مستقبل بعد الأسد أمر لا مفر منه. إذا صدر هذا التعليق (من بوغدانوف) أو لم يصدر، نحن نريد من الروس القيام بدور بناء أكثر. نحن نريد منهم وقف دعمهم للنظام السوري. نحن نريد منهم العمل معنا في خريطة الطريق التي تدعو لعملية انتقال سياسي منظمة».

وأضاف: «لا أستطيع التعليق على الكيفية التي غير بها الروس، أو لم يغيروا، موقفهم. لكن، نحن نرى أنه يجب أن يكون واضحا تماما أن المد يتحول ضد الأسد. ونحن في طريقنا نحو مستقبل ما بعد الأسد».

ونوه المتحدث الأميركي إلى أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع بوغدانوف، وتراهن على أن تصريحه بأن أيام الأسد صارت معدودة هو الموقف الروسي الجديد، على الرغم من نفي ذلك في بيان لافروف.

وأشار المتحدث الأميركي إلى استمرار الاتصالات الثلاثية بين بوغدانوف ووليام بيرنز، نائب وزير الخارجية الأميركية، والأخضر الإبراهيمي، مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.

إلى ذلك، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس إن بلاده تبدي احتراما لحدود الدول المجاورة لها، في إشارة إلى سوريا. ولكنه أضاف في كلمة له أمام الاجتماع الأول للمنتدى السوري التركي في إسطنبول «لا يكون لنا أي حدود عندما يطرق أناس ضحايا الوحشية، بابنا» حسبما أوردته وكالة الأنباء الألمانية نقلا عن وكالة الأناضول التركية للأنباء.

وتابع أن تركيا منذ اللحظة الأولى تساند كفاح الشعب السوري وأنها تنتهج سياسة الباب المفتوح بالنسبة للشعب السوري الذي يطالب بدخول البلاد.