معلومات جديدة: الجاسوس الأميركي بولارد كان يقدم معلومات عن دول عربية

الجاسوس المحبوس مدى الحياة قدم معلومات ساعدت على ضرب مقر منظمة التحرير في تونس

جوناثان بولارد
TT

كشفت وثائق جديدة لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي آيه) أن الجاسوس اليهودي الأميركي جوناتان بولارد، المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة العمالة لإسرائيل، كان يبحث عن معلومات تتعلق بالدول العربية، وليس بالولايات المتحدة، كما كان يعتقد. وأنه ركز على معلومات عن قدرات دول عربية، وباكستان، على إنتاج قنابل نووية. ونقلت الوثائق عن بولارد تأكيده بأن إسرائيل «لم تطلب، ولم تتسلم» معلومات تتعلق «ببعض المعلومات الحساسة جدا حول الأمن القومي للولايات المتحدة». وأن «الإسرائيليين لم يبدوا أي اهتمام بأنشطة ومشاريع وقدرات الجيش الأميركي وعتاده».

نشر الوثائق مركز الأمن القومي في جامعة جورجتاون، وكان البنتاغون تحفظ على نشرها بحجة أنها تسرب معلومات «يمكن أن يستفيد منها الأعداء». تبلغ جملة الوثائق التي نشرت 160 صفحة طويلة، وضعها البنتاغون بعد أن حقق مع بولارد. وكانت، حتى الآن، نشرت فقط نسخة مختصرة جدا لهذه الوثائق.

وكان بولارد اعتقل في عام 1985 بينما كان يحاول اللجوء إلى السفارة الإسرائيلية، لحظات بعد أن عرف أن محققين أميركيين كشفوا سره. وكان حصل على الجنسية الأميركية قبل ذلك بسنوات، غير أنه احتفظ بجنسيته الإسرائيلية.

وكشفت الوثائق التي أعلنت يوم الجمعة أن بولارد جمع معلومات عن مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس، ساعدت إسرائيل في التخطيط للغارة الجوية على المقر في عام 1985. وأيضا معلومات عن قدرة سوريا على استعادة هضبة الجولان إذا نشبت حرب جديدة مع إسرائيل.

وكشفت وثيقة أنه، في عام 1985، طلب رافي إيتان، مدير قسم في وكالة «شين بيت» الأمنية، وكان يريد أن يكون وزيرا، من بولارد جمع معلومات أميركية عن «أوساخ» أسماء معينة وسط السياسيين الإسرائيليين. خاصة الذين يقدمون أسرارا إسرائيلية إلى الأميركيين، وذلك ليستخدمها لتحقيق طموحاته.

وجاء في الوثائق أن بولارد «عانى من مشاكل الاستقرار العاطفي والعقلي». وأنه عانى الهلوسة. ومرة تباهى، عندما كان طالبا، بأنه عميل للموساد. وكان يريد أن يكون عميلا مع «سي آي آيه»، لكنه فشل «بسبب أسلوبه في التعامل مع الناس، وبسبب تعاطيه مخدرات». وعندما فشل، حاول العمل مع قسم الاستخبارات التابع لوزارة الخارجية الأميركية.

وكشفت الوثائق أن إيتان، حلقة الاتصال معه في «شين بيت» نصحه، عندما بدا التحقيق معه، بالاستقالة من الاستخبارات البحرية الأميركية حيث كان يعمل.

ومن الأكاذيب التي أشارت إليها الوثائق، أن بولارد قال لزملائه على مر السنين، إنه عمل في سوريا لصالح «سي آي آيه». وهناك قبض عليه، وعذب. وأيضا، عمل في جنوب أفريقيا، وكانت له علاقات واسعة مع الاستخبارات هناك. وأن والده كان رئيسا لمكتب «سي آي آيه» هناك وبدأ بولارد عمله في الجاسوسية لصالح إسرائيل بمرتب شهري 1500 دولار تمت زيادته بعد ذلك إلى 2500 دولار، وقد أصبح عميلا بعد لقاء مع الكولونيل أفيام سيلا من سلاح الجو الإسرائيلي حيث قدم له معلومات عن سوريا إضافة إلى صور أقمار اصطناعية عن المفاعل النووي العراقي الذي قصفته إسرائيل في عام 1981 وجرى تنظيم رحلة له مع زوجته إلى باريس حيث طلب منه تقديم معلومات تتعلق بالمسؤولين الإسرائيليين الذين يقدمون معلومات إلى واشنطن وكذلك المعلومات الأميركية عن القوة 17 التابعة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

وفي لقاء آخر لاحق وعد بولارد بإيداع مبلغ 30 ألف دولار سنويا إضافة إلى مرتبه في حساب في بنك سويسري فإنه يمكنه الهجرة مع عائلته إلى إسرائيل بعد 10 سنوات من التجسس لحسابها.