نجوم السياسية المصرية في طوابير الاقتراع للتصويت على الدستور الجديد

صوت مرسي يثير جدلا.. وموسى وتواضروس وعاكف في الصف.. والشاطر يتخطى الجميع

عمرو موسى يصافح مهدي عاكف مرشد «الإخوان» السابق خلال التصويت على الاستفتاء أمس («الشرق الأوسط»)
TT

شهدت طوابير المصوتين في المرحلة الأولى للاستفتاء على الدستور الجديد في مصر مواقف، بعضها طريف والآخر مثير للجدل لبعض السياسيين ونخب المجتمع، فيما شهدت أحاديث جانبية حامية بين المواطنين للتصويت بـ«نعم» أو بـ«لا».

وأثار الرئيس محمد مرسي جدلا واسعا بعد الإدلاء بصوته في لجنة مدرسة مصر الجديدة الإعدادية بنين، في حي مصر الجديدة بالقاهرة، بسبب شكوك حول مقر لجنته الانتخابية، حيث أدلى مرسي بصوته في الانتخابات الرئاسية التي جرت منتصف العام الجاري في محافظة الشرقية (شرق القاهرة).

وقوبل مرسي بعاصفة من التصفيق والهتافات من قبل المواطنين الذين اصطفوا للإدلاء بأصواتهم في نفس اللجنة، التي شهدت إجراءات أمنية مشددة. بينما أدلت السيدة نجلاء علي قرينة الرئيس مرسي بصوتها بمدرسة اللغات بنين بميدان القومية بمدينة الزقازيق محافظة الشرقية.

وفي سعي لإنهاء الجدل بشأن لجنة الرئيس، نفى ياسر علي المتحدث باسم الرئاسة، أن يكون مرسي قد أدلى بصوته خارج دائرته، مؤكدا أنه قام بتغيير محل إقامته ببطاقة الرقم القومي الخاصة به، بعد انتخابه رئيسا.

ويحق لأكثر من 6.5 مليون ناخب في العاصمة المصرية القاهرة التصويت في الاستفتاء. وتضم المحافظة 1336 لجنة فرعية في 682 مقرا انتخابيا.

وفي واقعة طريفة أدلى عمرو موسى المرشح السابق للرئاسة، بصوته في لجنته بمدرسة فاطمة عنان بالتجمع الخامس (شرق القاهرة)، وهي نفس اللجنة التي صوت فيها مهدي عاكف المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين.

ولدى وصوله صافح موسى غريمه السياسي عاكف، رغم احتدام الخلاف السياسي بين القيادتين البارزتين. وترفض القوى الليبرالية والمدنية مسودة الدستور؛ لكونها لا تعبر عن جميع أطياف الشعب، حسب قولها، بينما يقول التيار الإسلامي الذي ينتمي له الرئيس مرسي، إن الموافقة على الدستور الجديد ستحقق الاستقرار في البلاد، وستكون إيذانا ببدء بناء مؤسسات الدولة.

وقال موسى الذي حرص على الوقوف في طابور الاقتراع رافضا تخطي الصفوف: «سأقبل بأي نتيجة في الاستفتاء طالما أن إدارة الاستفتاء رصينة ولا توجد تجاوزات كثيرة، وعلى الطرف الثاني تقبل هذا الأمر». بينما قال عاكف: «هذا المظهر يدل على مظهر حضاري، وهذه هي طبيعة الشعب المصري». وأعرب الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح السابق للرئاسة، عن أمنيته أن تخرج نتيجة الاستفتاء على الدستور بـ«لا»، عقب إدلائه بصوته في لجنة مدرسة ابن النفيس بحي مدينة نصر (شرق القاهرة)، وأضاف: «أحترم النتيجة في كل الأحوال، والدستور ملك الشعب وليس جماعة الإخوان».

وفي ظهور هو الأول منذ تنصيبه، أدلى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بصوته في مدرسة القبة الفيديوية بحي الوايلي (شرق القاهرة)، وأراد البابا أن يلتزم بالدور في الطابور؛ ولكن الناخبين أفسحوا له الطريق، وقال البابا في تصريح مقتضب عقب التصويت: «هذا الوقت مصر تحتاج فيه إلى الصلاة، ونحن نصلي من أجل مصر».

وكانت الكنائس المصرية قد أعلنت انسحابها من اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور، بسبب ما وصفته بهيمنة القوى الإسلامية عليها، وفرضها لوجهة نظر واحدة في دستور البلاد الجديد. وحث البابا تواضروس الثاني أتباع الكنيسة على الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على الدستور.

وشهدت البلاد خلال الفترة الماضية انقساما حادا انعكس على استقبال المواطنين لرموز وقيادات جماعة الإخوان المسلمين، وكان خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، أبرز أبطال المشهد أمس، حيث تعرض لهجوم لفظي من السيدات أثناء قيامه بالإدلاء بصوته في مدرسة طابا الإعدادية بنات بمدينة نصر، ولم ينتظر القيادي الإخواني في الطابور الانتخابي، مثله مثل باقي الناخبين، ففور وصوله إلى مقر لجنته تجاوز الطابور الممتد وتوجه مباشرة إلى مقر لجنته الانتخابي، وفور دخوله للإدلاء بصوته، تم إغلاق اللجنة، وتم منع الناخبين من الدخول أثناء وجوده رغم التزاحم الشديد، وهو ما قوبل باستياء الكثيرين من الناخبين، فهتفوا ضده أثناء خروجه من اللجنة، قائلين: «باطل.. باطل».. و«يسقط يسقط حكم المرشد».

وأصر السيد البدوي رئيس حزب الوفد على الوقوف في طابور الاقتراع أمام لجنته بالمدرسة الميكانيكية بمدينة طنطا محافظة الغربية، ودارت حلقة نقاشية بينه وبين بعض الشباب عن مميزات وعيوب مشروع الدستور المثير للجدل.

وقال الدكتور أحمد فهمي، رئيس مجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان) خلال الإدلاء بصوته أمام لجنة مدرسة الناصرية الابتدائية بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، إن «الإقبال المتزايد من الناخبين يؤكد على تطلعهم إلى رسم مستقبل يليق بالبلاد».

وأدلى الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بصوته في لجنة كلية التربية الرياضية بنات بالزمالك، مؤكدا عقب الإدلاء بصوته أن الدستور يجب أن يرضي جميع أطياف المجتمع المصري وليس فصيلا. كما أدلى محمد كامل عمرو وزير الخارجية بصوته في مدرسة أحمد عرابي للتعليم الأساسي بمنطقة الهايكستب (شرق القاهرة).

وأدلى الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق، بصوته في مدرسة فاطمة هلال بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، بينما أدلى سعد الحسيني محافظ كفر الشيخ والقيادي بجماعة الإخوان، بصوته بمدرسة الفورير للغات بمدينة المحلة محافظة الغربية، وقام بالوقوف في الطابور في انتظار دورة للتصويت.

وقال الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور، زعيم جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «استمعوا إلى صوت العقل والضمير وقولوا (لا) من أجل إنقاذ مصر ونصرة الوطن».

أما حمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق للرئاسة، فقال عبر «تويتر»: «اليوم نقول لا لدستور الدم والشقاق.. لا لدستور الانفراد والاستبداد.. لا لدستور الغلاء وتجاهل حقوق الفقراء.. نستحق دستورا يليق بالثورة وكرامة الشهداء».