المفوضية الأوروبية تؤكد تقديم المساعدة الإنسانية للاجئين السوريين دون تمييز

رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي: استخدام كل الإمكانات لتوفير دعم للمعارضة وحماية المدنيين

TT

أكدت المفوضية الأوروبية على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية إلى جميع اللاجئين المقبلين من سوريا بغض النظر عن أصلهم ومعتقداتهم الدينية وانتماءاتهم السياسية. جاء ذلك على لسان كريستالينا جورجيفا مفوضة شؤون المساعدات الإنسانية في الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي، وذلك على هامش زيارة بدأت أمس إلى لبنان وزارت مخيمات اللاجئين السوريين والتقت مع عدد من ممثلي منظمات الإغاثة الإنسانية، وجاء ذلك بعد أن شدد رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي، على ضرورة استخدام جميع الإمكانات من أجل تأمين دعم إضافي للمعارضة السورية وحماية المدنيين، مشيرا إلى «الواجب الأخلاقي» الذي يتحمله الاتحاد الأوروبي في هذا المجال.

ومن جانبه قال وزير الخارجية الإيطالي جليو تيرسي إنه في داخل الخلافات التي اتسمت بين موقف موسكو ومواقف روما والدول الأوروبية الأخرى، توجد رؤية مشتركة حيال ضرورة التوصل إلى حل سياسي لهذه الأزمة الرهيبة في سوريا.

وفي بروكسل شدد رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي، على ضرورة استخدام جميع الإمكانات من أجل تأمين دعم إضافي للمعارضة السورية وحماية المدنيين، مشيرا إلى «الواجب الأخلاقي» الذي يتحمله الاتحاد الأوروبي في هذا المجال جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده فان رومبوي في ختام أعمال القمة الأوروبية، التي استمرت يومين في بروكسل؛ حيث أكد توحد الموقف الأوروبي تجاه ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة الذي سوف يسمح بالبدء بمرحلة انتقالية، ولاحظ فان رومبوي الدعم المتزايد الذي بات يحظى به الائتلاف الوطني السوري المعارض في كثير من المحافل الدولية، وقال: «من هنا نحن ندرس ما يمكننا فعله في سبيل تقديم ما يلزم من دعم إضافي لهم»، وأكد فان رومبوي على رغبة الاتحاد الأوروبي في رؤية عملية انتقالية شاملة في سوريا، مشيرا إلى ضرورة أن «يتسم مستقبل سوريا بالديمقراطية والتعددية واحترام حقوق الإنسان خاصة حقوق الأقليات» هناك. من جهته نوه وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي أن هناك توافقا مع الاتحاد الروسي إزاء «ضرورة التوصل إلى حل سياسي» للأزمة السورية وذلك على الرغم من المواقف المعلنة المختلفة بين موسكو وأوروبا بشأن النظام الحاكم في دمشق وقال رئيس الدبلوماسية الإيطالية خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري روغوزين مساء الجمعة: «إن في داخل الخلافات التي اتسمت بين موقف موسكو ومواقف روما والدول الأوروبية الأخرى، توجد رؤية مشتركة حيال ضرورة التوصل إلى حل سياسي لهذه الأزمة الرهيبة في سوريا». وعلى صعيد الإغاثة الإنسانية، بدأت مفوضة الاتحاد الأوروبي للتعاون الدولي والمساعدة الإنسانية والاستجابة للأزمات كريستالينا جيورجيفا زيارة رسمية للبنان السبت واجتمعت خلالها مع الرئيس ميشال سليمان وتفقدت مخيما للاجئين. واستعرضت جورجييفا مع الرئيس اللبناني الخطوات التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي من أجل مساعدة الدول التي تؤوي النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين.

وأشار سليمان إلى «ما يقوم به لبنان على الصعيد الإنساني تجاه النازحين ضمن إمكاناته المحدودة» مشددا على ضرورة زيادة المساعدات التي تقدمها الدول والهيئات والمنظمات الدولية إلى البلدان التي لجأ إليها هؤلاء. ومن جهتها أكدت جورجييفا في تصريح صحافي ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية إلى جميع اللاجئين المقبلين من سوريا بغض النظر عن أصلهم ومعتقداتهم الدينية وانتماءاتهم السياسية.

وقالت: «ندعم مجموعة كبيرة من الشركاء لتلبية حاجات النازحين من سوريا بما في ذلك الأونروا التي تقضي مهامها بتقديم المساعدات للاجئين الفلسطينيين». وتهدف زيارة المفوضة الأوروبية إلى تقييم وضع المجموعات المتأثرة بالأزمة السورية في لبنان ولقاء المسؤولين اللبنانيين. وتزامنت زيارة جورجيفا إلى بيروت مع زيارة لمفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيرس. وكانت المفوضية الأوروبية قد زادت في الـ10 من الشهر الحالي تمويلها للمتضررين من جراء الأزمة السورية بـ30 مليون يورو ليصل مجموع المساهمة الإجمالية للاتحاد الأوروبي (المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء) إلى ما يقارب 400 مليون يورو ما يجعل من هذا الأخير أكبر جهة مانحة لمواجهة تداعيات الأزمة السورية. ويبلغ عدد النازحين السوريين إلى لبنان منذ بدء الأحداث في سوريا في مطلع العام الماضي 156 ألفا يتوزعون في مختلف المناطق اللبنانية وتفقدت جورجييفا مخيم برج البراجنة في بيروت برفقة مدير عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في لبنان آن ديسمور وسفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبور والتقى الوفد بلاجئين فلسطينيين فروا من سوريا إلى مخيم برج البراجنة بسبب الصراع الدائر فيها.