مصادر لـ«الشرق الأوسط»: التيار الإسلامي يحاول الانتقام من توجه المصريين للتصويت بـ«لا»

د. شوقي السيد: عملية إلهاء لتزوير الاستفتاء

TT

قالت مصادر إعلامية وقانونية وأمنية لـ«الشرق الأوسط» الليلة الماضية إن التيار الإسلامي في مصر بدأ يقوم بعمليات انتقامية ضد مؤسسات إعلامية وحزبية رافضة لمشروع الدستور الذي هيمن على صياغته التيار الإسلامي، لكن مصدرا في وزارة الداخلية قال إن الوزارة لن تسمح بأي اعتداء. واحتشد ملايين المصريين أمس للتصويت على مشروع الدستور وسط أجواء عامة تشير إلى أن الغالبية العظمى من الناخبين صوتوا على رفض مشروع الدستور. وأضافت أن الإقبال الكبير من المصريين على التصويت بـ«لا» لمشروع الدستور يمثل ضربة للتيار الإسلامي بقيادة الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين. وقال الدكتور شوقي السيد المستشار القانوني والقيادي السابق في المجلس الأعلى للصحافة إن هجوم عناصر من التيار الإسلامي وتهديداته التي استمرت حتى إعداد هذا التقرير، تهدف إلى إلهاء وسائل الإعلام عن مراقبة فرز نتيجة الاستفتاء، وهو «نوع من الإلهاء ونوع من التخويف ونوع من الابتعاد عن الرقابة الحقيقية، خاصة أن هناك العديد من اللجان كان بها تعمد لتعذيب المواطنين بمحاولة تعطيل وصولهم إلى صناديق الاقتراع». وأضاف الدكتور شوقي السيد لـ«الشرق الأوسط» إن سبب هجوم الإسلاميين على مقار لصحف مستقلة ومعارضة، و«ما يحدث من تزوير وإرهاب وتعذيب تصاحبها بعض المعارك وبعض وقائع السطو على بعض المقار والصحف، يهدف إلى إلهاء شاشات التلفزيون عن مراقبة اللجان الفرعية للاستفتاء».

ووصف الهجوم الذي تعرضت له عدة مقار لصحف مستقلة ومعارضة بأنه «جرائم انتخابية وجرائم سياسية ممنهجة»، وأضاف «أن هناك كلاما عن أن هناك بطاقات مسودة (التصويت عليها) مقدما، بالتزامن مع الساعات الأخيرة للاقتراع حتى يسهل التأشير عليها بنعم، ووضع أي أرقام في الصناديق، لمواجهة التيار الغالب الذي يقول لا لمشروع الدستور». وقال جمال فهمي عضو مجلس نقابة الصحافيين لـ«الشرق الأوسط»: «توجد فرق عصابات تم تسريحها في الشوارع وإلغاء الدولة المصرية.. هذا لم يحدث في أي مكان في العالم»، مضيفا «أن صحف الوفد والكرامة والتحرير والوطن مهددة من فرق بلطجية جوالة تحت سمع وبصر وحماية المسؤولين بمن فيهم رئيس الجمهورية».

وأضاف أن ما شهدته القاهرة الليلة الماضية من هجوم على الصحف وتهديدها «لم يحدث في تاريخنا ولا يمكن تصوره.. نشهد عملية لتحويل مصر إلى غابة يرتع فيها الخارجون على القانون والبلطجية». وتابع فهمي قائلا: «أجرينا اتصالات عديدة بالمسؤولين لكنهم لا يتحركون إلا بعد اقتحام مقر صحيفة الوفد وحزب الوفد وبعد تحطيم العديد من السيارات وبعض من زملائنا قد يتعرضون للقتل». وقال مسؤول في مكتب وزارة الداخلية لـ«الشرق الأوسط» إن الوزارة تراقب الموقف، وإنها لن تسمح بالعدوان على الممتلكات العامة أو الخلاصة. ونفي الشيخ حازم أبو إسماعيل زعيم حركة «حازمون» التي يتهمها المعارضون بالهجوم على مقرات صحفهم، ان يكون له او لاتباعه علاقة بهذه الهجمات، وقال مسؤول في حزب الحرية والعدالة الإخواني إنه لا علاقة له بأحداث الليلة الماضية.