قائد الجيش الإيراني: نشر الناتو صواريخ «باتريوت» في تركيا يهدد بـ«حرب عالمية»

صالحي: طهران لن تسمح للغرب بإسقاط الأسد

TT

أكدت إيران أمس أنها لن تسمح للدول الغربية بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرة إلى عدم حدوث تغير في الموقفين الإيراني والروسي في هذا الصدد، فيما هدد قائد الجيش الإيراني بـ«حرب عالمية» حال نشر صواريخ «باتريوت» في تركيا.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن قائد الجيش الإيراني قوله أمس إن اعتزام حلف شمال الأطلسي نشر بطاريات صواريخ «باتريوت» على الحدود السورية - التركية يمكن أن يؤدي إلى «حرب عالمية» تشمل أوروبا. وطلبت تركيا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي من الحلف نشر بطاريات «باتريوت» المصممة لاعتراض الصواريخ أو الطائرات بعد محادثات بشأن كيفية تعزيز أمن حدودها في أعقاب تعرض أراضيها لإطلاق نار متكرر من أراضي سوريا التي تشهد انتفاضة مسلحة. وقال قائد القوات المسلحة الإيرانية الجنرال حسن فيروز آبادي إن طهران تريد أن تشعر جارتها تركيا بالأمن، لكنه دعا حلف الأطلسي للتخلي عن خططه لنشر صواريخ «باتريوت». وقال فيروز آبادي لـ«وكالة أنباء الطلبة»: «كل صاروخ (باتريوت) من هذه الصواريخ هو علامة سوداء على خريطة العالم وقد يكون سببا في حرب عالمية.. إنهم يضعون خططا لحرب عالمية، وهذا أمر بالغ الخطورة لمستقبل الإنسانية ولمستقبل أوروبا ذاتها».

وإيران حليف وثيق للرئيس السوري بشار الأسد الذي يواجه انتفاضة مسلحة ضد حكمه منذ 21 شهرا. ووقع وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أول من أمس أمرا بإرسال بطاريات صواريخ «باتريوت» إلى تركيا مع أطقم من الجنود لتشغيلها بعد خطوات مماثلة اتخذتها ألمانيا وهولندا.

وبدوره أكد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن طهران لن تسمح مطلقا بإنجاح أي مشروع غربي للإطاحة بالرئيس بشار الأسد عن طريق القوة، سواء عبر التدخل بشكله الحالي من خلال إرسال السلاح أو عبر التدخل المباشر.

وقال صالحي إن «ما تقوم به الدول الغربية ومعها بعض الدول الإقليمية حاليا في سوريا ليس سوى انتهاك فاضح لكل الأعراف والمواثيق والقيم الأرضية والسماوية، ونقض سافر لما سبق ووقعوا عليه من مواثيق وتصرف عدائي أحادي الجانب لا يمكن تبريره مطلقا وتحت أي ظرف كان، ويجب وقفه فورا، وهو ما أبلغنا به الأمم المتحدة والأخضر الإبراهيمي شخصيا ودولا إقليمية عديدة بينها مصر والسعودية في إطار مبادرتنا السداسية البنود كما هو معلوم، التي أرسلنا منها نسخة للحكومة السورية».

وذكر صالحي في تصريحات نقلتها وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء أن «الأعراف والمواثيق الدولية يتم انتهاكها الآن ضد بلد مستقل وعضو مؤسس في الأمم المتحدة في محاولة للضغط عليه لتغيير سياساته المناهضة للاحتلال والاستعمار والأحادية الدولية، أو لإسقاطه دون العودة إلى رأي الشعب السوري».

وأوضح صالحي أن القوى الأجنبية تبذل كل ما في وسعها لتغيير الحكم في سوريا، في حين تبذل إيران كل ما في وسعها «لمنع حصول هذا وبكل الوسائل المتاحة»، وذكر أن الروس والصينيين جازمون «بالوقوف معنا في الموقف نفسه لأنه الوحيد الشرعي والمقبول وفق شرعة الأمم المتحدة، وما عداه يعد تحديا سافرا لها ولن نسمح به مجتمعين».

وختم وزير الخارجية تصريحه بالقول إن «طهران مستمرة في دعم وتطوير الحوار السوري - السوري في إطار المصالحة الوطنية المطلوبة بإلحاح للسوريين وبأيدي السوريين، وأن لا حل لتحقيق الإصلاحات والمطالب المشروعة للشعب السوري العظيم إلا بالحوار الداخلي». وأكد وزير الخارجية الإيراني أن إيران تلقت تجاوبا من «عقلاء العالم حول مبادرتنا التي تتمثل في وقف تدفق السلاح والأُجراء والإرهابيين فورا والجلوس حول طاولة حوار وطني داخل سوريا ومن ثم التهيؤ لانتخابات برلمانية تتبعها انتخابات رئاسية بين أبناء البيت السوري الوطني الواحد». واعتبر أن «الأشهر القليلة المتبقية للحسم ستجبر المستكبرين وناقضي ميثاق الأمم المتحدة على قبول التسوية السياسية طريقا وحيدا للحل».

إلى ذلك، أكد مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان أن موقفي طهران وموسكو لم يتغيرا حيال الأزمة في سوريا، مشيرا إلى أن المشاورات الثنائية متواصلة بين الطرفين حول هذه الأزمة وعموم التطورات الجارية بالمنطقة.

وقال أمير عبد اللهيان في تصريح نقلته وكالة «فارس» شبه الرسمية، إن «الجانبين ما زالا ثابتين على مواقفهما من الأزمة في سوريا، وتعتبر هذه المواقف من القواسم المشتركة بين البلدين، كما أن الجانبين يواصلان المباحثات حول الموضوع ذاته»، وأضاف عبد اللهيان: «إننا نقف مع الشعب السوري وندعم كل المساعي الرامية إلى إجراء الحوار الوطني السوري - السوري بعيدا عن التدخلات الخارجية»، وتابع يقول إن «صناديق الاقتراع وصوت الشعب السوري هو الذي سيفرز نظام الحكم المقبل في سوريا وذلك بعيدا عن الضغط والضجيج السياسي والإعلامي»، كما أكد أن «الممارسات الإرهابية» في سوريا ستؤول إلى الفشل.