مصدر عسكري أميركي: نصب «باتريوت» في 10 مواقع بتركيا بينها قاعدتان قرب سوريا

قال لـ «الشرق الأوسط»: الخطوة التالية فرض حظر الطيران

سوريون يتظاهرون منددين بالنظام السوري في إدلب.. وعادت المظاهرات إلى الشوارع السورية مجددا بعد اختفائها طويلا مع تصاعد العنف (رويترز)
TT

قال مصدر عسكري أميركي إن بطاريات «باتريوت» المضادة للصواريخ التي ينوي حلف شمال الأطلسي (الناتو) نصبها قريبا في تركيا، عضو الحلف، بعد سقوط صواريخ «سكود» سورية قرب الحدود، سيتم توزيعها على 10 مواقع بينها قاعدتان عسكريتان مهمتان بالقرب من الأراضي السورية.

وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط» أنه قبل موافقة حلف الناتو الرسمية على إرسال «باتريوت» إلى تركيا، بعث خبراء عسكريين إلى مناطق الحدود التركية السورية، وكان بينهم خبراء عسكريون أميركيون، وأن الخبراء حددوا 10 مواقع لنصب بطاريات الصواريخ.

ورفض المصدر تحديد هذه المواقع، إلا أنه رجح قاعدتين عسكريتين جويتين قريبتين من الحدود السورية: واحدة بالقرب من ديار بكر، والأخرى انجيرلك، بالقرب من إضنة.

وقال إن القاعدة الأولى بالقرب من ديار بكر كانت قاعدة أميركية - تركية مشتركة خلال سنوات الحرب الباردة. وكانت فيها صواريخ لمواجهة صواريخ الاتحاد السوفياتي في ذلك الوقت. وأيضا، لانطلاق طائرات التجسس، ولمتابعة أقمار التجسس الفضائية، رغم أن القاعدة الأميركية أغلقت رسميا بعد نهاية الحرب الباردة.

وقال إن النشاط العسكري الأميركي الأكثر الآن في قاعدة انجيرليك التي تستعملها طائرات أميركية وتركية بريطانية وغيرها من طائرات حلف الناتو. وقال إن هناك آلافا من الجنود الأميركيين في انجيرليك، ومدارس ومؤسسات أميركية.

وأضاف أن صواريخ «باتريوت» ليست فقط لحماية تركيا من احتمال اعتداءات من نظام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا، ولكن، أيضا، لحماية هذه القوات والمنشآت الأميركية. ورغم أنه استبعد تدخل روسيا مباشرة في النزاع بين تركيا وسوريا، متوقعا سقوط الأسد قبل أن تصل الأمور إلى تلك المرحلة، قال: «العسكريون يضعون سيناريوهات لكل شيء. لا تعتقد أن زيارات وزير الدفاع وكبار المسؤولين العسكريين إلى تركيا هي فقط لحماية تركيا. مصالحنا العسكرية تنتشر في كل العالم. ومطارات تركيا العسكرية هامة جدا في هذه الاستراتيجية العالمية». وأشار إلى أن قيادة حلف الناتو الجوية في تركيا تقع في قاعدة أزمير التي تقع بالقرب من إسطنبول، غرب تركيا. وأن قاعدة أزمير ستقوم بالتنسيق بين بقية القواعد التي ستكون فيها صواريخ «باتريوت». وخاصة قاعدة انجيرليك.

وقال إن انجيرليك لعبت دورا كبيرا في التدخل الأميركي في لبنان سنة 1958، وحرب تحرير الكويت سنة 1991، وغزو أفغانستان سنة 2001، وغزو العراق سنة 2003. وكانت، أساسا، نقطة تزويد الطائرات العسكرية الأميركية بالوقود.

وتابع المصدر أن وضع نسبة كبيرة من صواريخ «باتريوت» في انجيرليك والقاعدة الأخرى قرب ديار بكر له صلة بوجود قنابل نووية في القاعدتين. ورغم أنه استبعد وجود قنابل نووية في القاعدة الثانية التي أغلقت رسميا ولم تعد نقطة مواجهة نووية مع الاتحاد السوفياتي، قال إن هناك قنابل نووية في قاعدة انجيرليك، بالقرب من أضنة.

وقلل المصدر العسكري من احتمال وقوع مواجهة جوية بين روسيا وأميركا بسبب سوريا وتركيا، وأضاف: «العسكريون لا يحاربون فقط. إنهم يضعون سيناريوهات لحروب متوقعة حتى يكونوا مستعدين إذا جاء وقت الحرب». وأوضح أن جزءا من السيناريوهات التي وضعها البنتاغون مع تدهور الوضع في سوريا هو إعلان منطقة حظر طيران شمال البلاد، مرجحا أن تكون هذه هي الخطوة التالية بعد إرسال صواريخ «باتريوت».

وتوقع المصدر أنه إذا حدثت مواجهة، ستكون بين السلاحين الجوي التركي والسوري، وأنه في هذه الحالة، يتوقع ترجيح كفة تركيا، ليس فقط بسبب دعم حلف الناتو، ولكن، أيضا، بسبب تفوق «باتريوت» على «سكود» في حرب تحرير الكويت، كما قال. وذلك عندما أطلق نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين صواريخ «سكود» على السعودية وإسرائيل. وكانت هناك اعتقادات بأن الصواريخ حملت أسلحة كيماوية أو جرثومية، ولكن تأكد أن ذلك لم يحدث.

وأضاف أن تقريرا عسكريا أميركيا بعد نهاية تحرير الكويت قال إن صواريخ «باتريوت» هزمت صواريخ «سكود».